التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

جثمان الطيار عنوان لأزمة صامتة بين السعودية والمغرب 

بعد ١٠ أيام على مقتله في حرب “لا ناقة لبلده فيها ولا جمل”، عاد جثمان الطيار المغربي الذي تحطمت طائرته الحربية في اليمن إلى وطنه. لكن موت الطيار المغربي أحيي بوادر أزمة سعودية مغربية حسبما نقلت صحيفة “رأي اليوم” عن مصادر دبلوماسية، أزمة تكلّلت نتائجها بتقرير للقناة الثانية المغربية وصف القصف السعودي لليمن بالعدوان.

المصدر الدبلوماسي أشار إلى امتعاض شديد شعرت به المغرب من بطء تحرك الجانب السعودي في عملية تسليم جثمان الطيار، حيث حاولت الرياض إقناع المغرب بفكرة التخلي عن الجثمان لأنه من أصعب المستحيلات أن يرضي “أنصار الله” بتسليمه، وبوساطة المبعوث الأممي السابق باليمن جمال بن عمر، قضي المغرب ساعات طوال لإقناع الحلفاء من أجل مساعدته لاستعادة الجثمان.

 كذلك كشف المصدر نفسه عن تفاصيل التعقيدات من الجانب السعودي لنقل الجثمان من “صعدة” إلي “صنعاء”، حيث رفض الجانب السعودي حماية القافلة أو حتى إعطاء أي ضمانات ما دفع “أنصار الله” لتسلم الجثمان في “صعدة” لضمان الحماية.

وسط هذا الكر والفر بين الجانبين السعودي والمغربي، جاء تقرير عرضته القناة الثانية المغربية ليصف القصف السعودي على اليمن بالعدوان، حيث قالت مذيعة في القناة في تسجيل منشور عبر الانترنت “وعلى أرض اليمن العدوان لا يزال قائماً، سلسلة غارات استهدفت مواقع عدة”. لكن القناة سارعت إلى الاعتذار في اليوم التالي عن استخدام ما سمته “مصطلحاً خاطئاً”.

لم يلغ اعتذار القناة المغربية الجدل الحاصل جرّاء التصرف السعودي، الذي يرى أنه باستطاعته شراء ذمم الشعوب وإعادة الأرواح عبر الأموال النفطية (السعودية صرحت في وقت سابق أن الطيار المغربي سيعتبر كباقي القتلى السعوديين من الناحية المادية)، بل أثار موجة من الجدل مع دفن الطيار بشأن استمرار اشتراك الطائرات الحربية المغربية في قصف اليمن، تحت مظلة التحالف بقيادة السعودية.

التجربة خير برهان

لم يكن الموقف السعودي بمحاولة إقناع المغرب بفكرة التخلي عن الجثمان بسبب شروط “أنصار الله”، وخير دليل هو استعداد الحركة لنقل الجثمان إلى صنعاء دون الحصول على أي إمتيازات بالمقابل، بل يكمن سرّ الموقف السعودي تجاه الطيار المغربي وكذلك بقيّة الطيارين بالتفكير الرجعي للأسرة الحاكمة التي تعتقد أنه باستطاعتها شراء الأرواح وإسكات الطرف المقابل عبر التعويض المادي.

التصرّف السعودي مع الحلف المغربي ينبع من عمق الفكر السعودي الذي يفضّل الدم الخليجي على الدم العربي، وكذلك الدم السعودي على الدم الخليجي. لذلك وبما أن “التجربة خير برهان” نستخلص من قضية الطيار المغربي الآتي:

أولاً لا يهم السعودية سوى بلوغ الغاية بصرف النظر عن الوسيلة، ولا مانع لديها أن تتجاهل طلبات حلفائها حتى لو كانت تتعلق بالحرمات ما دامت-من وجهة نظرها- قادرة على التعويض المادي.

ثانياً سقوط أي شخص من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية بيد أنصار الله، يعني تنازل السعودية عنه، لأنها لن تقبل حتى بتأمين الطريق لنقل الجثمان كما حصل مع الطيار المغربي.

ثالثاً السعودية تتعاطي بعنجهية مع باقي الحلفاء، إلا أن التعاطي السعودي مع دول مجلس التعاون أفضل من تعاطيها مع بقية الدول الأخرى.

رابعاً أكدت حركة أنصار الله حفظها لحرمات المسلمين، وهذا ما ستتجلى نتائجه في المستقبل القريب لدى شعوب الدول العربية، وخاصةً تلك التي تشارك حالياً بالعدوان السعودي على الشعب اليمني.

في الخلاصة، يتوجّب على كافة الدول التي شاركت بالعدوان السعودي على الشعب اليمني أن تتعظ من تجربة الطيار المغربي، لأنها كشفت بالفعل عن الوجه الحقيقي لآل سعود الذين يريدون تكريس زعامتهم للأمتين العربية والإسلامية على دماء العرب والمسلمين أنفسهم، فاعتبروا يا أولي الأبصار .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق