التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

قيادي فلسطيني: المقاومة اللبنانية تدير صراعها مع الصهاينة والتكفيريين بحكمة وعقلانية 

فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، أن الانتصار الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان سيظل مطبوعًا في ذاكرة العالم، منوهًا إلى أن مجرى التاريخ بدأ يتغير على إيقاع الفعل الذي صنعه الصمود، وكتبت المقاومة صفحاته الناصعة البيضاء.

وقال الجمعة في ذكرى انتصار 25 أيار/ مايو عام 2000، الذي شهده لبنان على يد المقاومة الإسلامية: “هذه الذكرى، وهذا الانتصار العظيم سيبقى راسخًا في وجدان الشعوب العربية وقواها الحيّة، وفي ذهن الشعب الفلسطيني، الذي حقق مجموعة من الانتصارات بصموده وتضحياته على أرض وطنه المحتل”.
وأضاف:” لقد شكلت المقاومة في لبنان انجازًا كبيرًا بالطريقة التي عملت بها، وبتحصينها شعبيًا وسياسيًا من خلال إدارتها للصراع بحكمةٍ وعقلانية؛ حيث أثبتت أنها قادرة على صنع النصر، وستبقى كذلك رغم كلِّ الظروف المأساوية”.
وشدد الجمعة على أن قيادة قوى المقاومة لاسيما اللبنانية منها تستخلص العبر والدروس لخدمة الحاضر والفعل في المستقبل، لافتًا إلى أنه “اليوم ومع القوة العملاقة للمقاومة، يبدو لبنان دولةً فاعلة في المنطقة، حيث تتلاقي روافد المقاومة التي تتصدى للإرهاب ولداعميه دفاعًا عن التاريخ والجغرافيا وعن الإرث الحضاري العظيم لمنطقة هي مهد الديانات في العالم، وتغتني كنوزها الحضارية والثقافية بذلك التنوع الحاضر في شراكة الحياة وفي نسيج الثقافة الشعبية والتقاليد التي توارثها الناس في تحركهم المشترك ضد المخاطر والتحديات على مر الزمان”.
ويبدي الجمعة استغرابه الشديد من التهجم والتجريح والتجني على قوى المقاومة، متسائلًا: لماذا لم يحفظ البعض ما حققوه من انتصارات، وخاصة في ظل ما نشهده من محاولات إمبريالية وصهيونية وإرهابية، هدفها تفتيت بلداننا وتشتيت الشعوب ؟!.
وأشار إلى أن المقاومة أثبتت أنها قادرة على مواجهة الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري ولا تنتظر شكرًا من أحد رغم كل التضحيات التي تقدمها، مبيّنًا أن تواضعها والتفاني الذي تبديه يمثل كنزًا وطنيًا وقوميًا تُظهر قيمته التحديات الوجودية الراهنة كنموذج لحقيقة هذا الكنز الثمين.
وفي ظل المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، تساءل الجمعة: أين الموقف العربي مما يتعرض له الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته ؟! أين المجتمع الدولي مما حدث ويحدث للشعب الفلسطيني؟!، منوهًا إلى أن ما يجري من استهداف لمخيم اليرموك من الجماعات الإرهابية، جزء من مخطط إمبريالي صهيوني رجعي في المنطقة يسعى لتصفية المخيمات الفلسطينية على طريق إلغاء حق العودة إلى فلسطين تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية.
ورأى أن التطورات التي تواجهها القضية الفلسطينية، بعد إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو رئيسًا للحكومة الإسرائيلية، وفي ظل ما يطرح من مشروع فرنسي، إضافة الى توسع مشاريع الاستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية، إنما تهدف إلى المضي قدمًا في مخطط تصفية هذه القضية سياسيًا وعمليًا، متطرقًا إلى الاجراءات التي تقوم بها “الأونروا” من تخفيض لخدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وما يجري في ظل الانقسام الفلسطيني الكارثي، الأمر الذي يشكّل خطرًا على القضية المركزية.
ويجزم الجمعة أن ما يحدث في المنطقة من هجمة إرهابية تكفيرية تأتي في ظل دعم إمبريالي صهيوني استعماري هدفه منع الأمة العربية من استعادة وحدتها، ما يستدعي من كافة الأحزاب والقوى العربية المناضلة دعم وإسناد قوى المقاومة، وإطلاق مبادرة تجديد حضاري في نسيجنا الاجتماعي، وفي تكريس الثراء الروحي والثقافي الذي يحققه التنوع في قلب وحدة الحياة، وفي ظل المساواة والعدالة الاجتماعية، كي تكون قادرة أن تصنع المعجزات.
وطبقًا لهذا لقيادي فإن المقاومة التي صمدت وانتصرت في لبنان وفلسطين، ستصمد اليوم، حيث تثبت كل الوقائع والحقائق أنها ستخرج من هذه الأزمة أكثر قوة ومنعة وحصانة بمواجهة المشاريع المعادية التفتيتية، موضحًا أن مجرى التاريخ بدأ يتغير على إيقاع الفعل الذي صنعه الصمود، وكتبت المقاومة صفحاته الناصعة البيضاء، وأن ما نشهده اليوم من تغير للمعادلات الجيو- سياسية، يأتي نتيجة الإرادة الصلبة الرافضة للمشاريع الاستعمارية، والتي تلاقيها إرادة إقليمية ودولية ترفض كذلك سياسة الهيمنة والأحادية الأميركية، التي انتهى زمنها ومفعولها.
وختم الجمعة حديثه قائلًا :”الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير أعطانا دروسًا وعبر، فوراءه كان أبطال خاضوا ملحمةً بطولية، وكانوا مصدر اعتزاز للأمة، وإذا كنا نسير اليوم بأمان وسط دروب الصراعات الإقليمية، أو تبحر سفينة في بحار الحروب العاصفة اللا متناهية بثبات وجرأة، فكله بفضل التضحيات المنبعثة من أضرحة شهداء هذا الانتصار، فهذه التضحيات تضيء مسيرة النضال، وتزود شعبنا والشعوب العربية بالثقة والعنفوان إلى النصر الكبير. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق