الاجتماع الوزاري في الدوحة…لمكافحة الإرهاب ام لدعم الإرهاب؟
يعقد وزراء خارجية مجلس التعاون والاتحاد الاوروبي اجتماعاً في الدوحة خلال الفترة من ٢٣ – ٢٤ مايو/ أيار الجاري، وقد عقد الوزراء الخليجيون اجتماعاً تنسيقياً قبل ذلك.
والهدف من اجتماع الدوحة كما جاء حسب صحف مختلفة، مناقشة قضايا الساعة في المنطقة، من بينها الحروب الناشئة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، كما سيتناول على هامش الاجتماع بعض الأعمال الاقتصادية والتجارية.
وكان وزراء الخارجية الخليجيون قد ألغوا اجتماعاً كان مقرراً مع الاتحاد الأوروبي، في يونيو/ حزيران من العام الماضي، رداً على اتهامات أوروبية للبحرين بانتهاك حقوق الإنسان. وجاء القرار الخليجي المتضامن مع البحرين في حينه، بعد إصدار ٤٦ دولة بياناً مشتركاً أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، عبّرت فيه عن “قلقها من انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، على خلفية احتجاجات تشهدها المملكة، وتنفيذ السلطات الأمنية اعتقالات في صفوف ناشطين سياسيين.” ونقول هنا هل يا ترى قد توقفت الاحتجاجات في البحرين ام ان الاتحاد الاوروبي قد سحب اتهاماته؟
الاوضاع الدائرة حاليا في منطقة الشرق الاوسط من حروب وكوارث انسانية كان الحدث الاهم من اجل انعقاد اجتماع الدوحة. كان هذا الاجتماع تحت عنوان “مكافحة الارهاب”، والسؤال هو هل حقا من اجل مكافحة الارهاب ام دعم الارهاب؟ اكثر من نصف دول مجلس التعاون تقريباً هي الداعم المباشر للارهاب المتمثل بالقاعدة وداعش. وما يجري من اعمال ارهابية من هذه التنظيمات ما هو الا عبارة عن نشر سياسات هذه الدول وفكرها، بالاضافة الى الدعم المالي غير المحدود لهذه التنظيمات اما من قبل الحكومات نفسها او من قبل منظمات تعيش تحت كنف هذه الدول.
فلنبدأ بحرب العراق وغزو الجيش الامريكي، حيث انطلقت معظم الحملات العسكرية الجوية والبرية من اراضي تلك الدول، والى الان معظم القواعد العسكرية الامريكية التي تقوم بطلعاتها الجوية هنا وهناك متمركزة على ارض دول الخليج.
كما الحرب الدائرة اليوم باليمن فهي لم تكن سوى عدوان سافر متشكل من حلف اغلب اعضاء مجلس التعاون، وفيما أعلن عن توقف عمليات عاصفة الحزم بالسابق استمرت السلطات السعودية في عدوانها على اليمن بشكل شبه منفرد بما يسمى حملة اعادة الامل.
اما عن الحروب في سوريا وليبيا فكانت بإدارة عراب الأزمات العربية قطر، والان تكافئ الدوحة على ادارة هذه الحروب بإقامة هذا الاجتماع على اراضيها. وربما ما تزال حكومة الدوحة لديها مخططات جديدة تريد اقتراحها في هذا الاجتماع بالتوافق مع الاتحاد الاوروبي. ولم يعد خافياً الان على الجميع مخططات التقسيم التي نسمع بها من تقسيم للعراق وسوريا واليمن الى عدة دول، وذلك بفضل التحالف السعودي القطري التركي الجديد. وتقدم المجموعات المسلحة في سوريا وكذلك داعش في كل من سوريا والعراق، لم يكن سوى بزيادة الدعم لهذه التنظيمات الارهابية من قبل هذا التحالف الجديد. وربما تحاول قطر اليوم استعادة سلطتها من جديد بعد عدد من النكسات التي منيت بها في السابق.
كما لدول الاتحاد الاوروبي الدور من خلال السكوت ان لم نقل المشاركة في عدد من الحروب الدائرة في المنطقة. وعندما بدأ هذا الارهاب بالانتشار والوصول الى هذه الدول قد دق ناقوس الخطر. وعلم في تصريح اخر ايضا عن اسباب هذا الاجتماع، ان الهاجس الأمني يشكل مثار قلق للجانبين. وقد زادت الهواجس الاوروبية في ضوء تهديدات الهجرة غير الشرعية، عبر المياه الليبية.
تجتمع الدول وتدعم وتكافح ولكن على الارض لم نر سوى تقدم الجماعات والمنظمات الارهابية. والثمن تدفعه الشعوب العربية من تقسيم وضعف وتشرد و… . هذه الازدواجية في المقاييس بالاضافة الى القواسم المشتركة بين الاطراف المجتمعة لا تبشر سوى بمزيد من الانقسام والحروب في المنطقة.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق