هل يستطيع منصور هادي إملاء الشروط علي حركة أنصار الله؟!
أبلغ الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن التطورات الحالية في اليمن لا تساعد على مشاركة حكومته في مؤتمر جنيف المتوقع عقده في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
فيما أكدت أوساط مقربة من هادي أن هذا الموقف يأتي احتجاجاً على ما وصفه بتجاهل الأمم المتحدة وجوب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢١٦ والقاضي بانسحاب اللجان الشعبية بقيادة حركة أنصار الله والجيش اليمني من المدن التي يسيطرون عليها وتسليم أسلحتهم لحكومة الرئيس المستقيل هادي.
إلا أن مراقبين يعزون هذا الموقف من عبدربه منصور هادي ومن خلفه قوات التحالف السعودي المعتدية على اليمن، إلى العجز في فرض أي من الشروط على حركة أنصار الله واللجان الشعبية، خاصة بعد أن استنفذت السعودية كل الوسائل لاخضاع الثورة اليمنية، دون أن تتمكن من تحقيق أي من أهدافها.
حيث لم تتمكن العملية العسكرية التي شنتها السعودية على اليمن تحت عنوان “عاصفة الحزم” من تحقيق أي من أهدافها، سواء باجبار اللجان الشعبية وحركة أنصار الله على الانسحاب من عدن وصنعاء، أو في إعادة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي إلى سدة الحكم. بل إن عدم قدرة التحالف على تحقيق حسم عسكري سريع، شكل عبئاً على الدول المشاركة فيها، مما اضطر السعودية إلى الاعلان عن انهاء تحالف “عاصفة الحزم”، وبدء عملية عسكرية جديدة تحت عنوان “إعادة الأمل”، ولكن أيضا دون جدوى.
وفيما بعد أصبح جلياً أن الهدف السعودي من العدوان اقتصر على تحقيق انجاز عسكري محدود في عدن يسمح بعودة شكلية للرئيس المستقيل هادي، حفظاً لماء الوجه، وليكون ورقة ضغط على اللجان الشعبية وحركة أنصار الله في أي حوار يمني قادم، ولم تدخر السعودية أي جهد لتحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال الاعلان عن مساعٍ لتدريب بعض القبائل اليمنية المؤيدة لها، أو من خلال الدعوة لتشكيل جيش يمني جديد، أو حتى من خلال انزال قوات برية من أصول يمنية في عدن، لم تستطع أن تغير في معادلة الصراع من شيء.
ويرى مراقبون أن ما يسمى بمؤتمر “انقاذ اليمن”، الذي دعت إليه الرياض في ١٦ و١٧ مايو الجاري، كان نتيجة قناعة لدى الطرف السعودي، بعدم جدوى العمليات العسكرية وبضرورة تشكيل جبهة يمنية سياسية معارضة لحركة أنصار الله، لاستخدامها كورقة ضغط على هذه الحركة خلال مؤتمر جنيف المرتقب. إلا أن هذا المؤتمر لم يحقق نتائجه المرجوة، لعدم كونه جامعاً، واقتصاره على بعض حلفاء السعودية، وذلك بالرغم من الدعم الأمريكي للمؤتمر الذي حظيت به السعودية بعد قمة كامب ديفيد التي جمعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون.
لذلك لم يكن مستغرباً، الموقف الذي أعلنه أمس عبدربه منصور هادي، من عدم حضور مؤتمر جنيف المقبل، كما أن الشروط التي وضعها للمشاركة في المؤتمر، لا محل لها من الاعراب، فهو ليس في المكان الذي يؤهله لوضع الشروط للطرف الآخر، خاصة وأنه يفتقد لأي تأييد يُذكر بين شرائح الشعب اليمني، فخيانته لليمن ووضع أسرار الدولة اليمنية في متناول السعودية في مستهل عدوانها على اليمن، ووقوفه إلى جانب الرياض التي تشن عدواناً ظالماً على الشعب اليمني، أودى حتى الآن بعشرات الآلاف من المدنيين بين قتيل وجريح، هذه الأمور تجعله منبوذاً من الشعب اليمني وغير قادر على فرض الشروط على حركة أنصار الله بحاضنتها الشعبية الكبيرة والتي تعمل على ارساء الأمن والاستقرار في اليمن وتحريره من التبعية.
بل إن الشعب اليمني لن يقبل أن يكون لهادي أي دور في مستقبل اليمن، وقد برهن هذا الشعب بثباته بأنه عصي على الهزائم، وأن الدول الكبرى حتى، لا يمكن أن تنال من عزيمته، ولن تتمكن من املاء الشروط عليه.
وتخطئ السعودية إن كانت تظن أن وقوفها حائلاً أمام انعقاد حوار يمني في اليمن، ودفع هذا البلد نحو الفوضى والاقتتال، ودعمها لتنظيم القاعدة، من شأنه حماية المصالح السعودية، فانعدام الأمن والاستقرار في اليمن، لا يمكن أن يجلب للسعودية الأمن والاستقرار، بل إن السعودية ستكون أكبر المتضررين من سياسة نشر الفوضى هذه.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق