التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

مصادر غربية: محمد بن سلمان يغامر بمستقبل السعودية 

بعدما بدت الحرب السعودية على اليمن غير واضحة النتائج بالنسبة للسعودية وحلفائها وبعدما اثبتت حركة انصارالله انها صامدة في الميدان واستطاعت هي والجيش اليمني جر الحرب الى المناطق الحدودية السعودية وهو ما لم يكن يأخذه السعوديون وحماتهم في الحسبان، تتعالى الاصوات في الاعلام الغربي وفي مراكز الدراسات الغربية بأن الحرب السعودية خاسرة وان السعوديين ورطوا انفسهم وحماتهم في مستنقع وان حربهم غير محمودة النتائج وان وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان يغامر بمستقبل السعودية.

واذا كانت هذه الاصوات تصدر من وسائل الاعلام التابعة لمحور المقاومة والممانعة لكانت اصوات طبيعية وتصدر في سياقها الطبيعي لكن صدورها من افواه الغربيين يعطيها اهمية مضاعفة وهو ما يوجب على المتابع العربي ان يقوم بدراسة ما يقال في الاعلام الغربي حول الفشل السعودي ليكتشف حقائق اكبر ويرى بأم العين كيف نجح اليمنيون في استدراج السعودية الى مستنقعهم بشهادة حلفاء الرياض.

وفي سياق التوصيفات الغربية للحرب السعودية رأى الكاتب “بروس ريدل”، مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز، أنه في الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب في اليمن بعد هدنة إنسانية قصيرة، فإن المخاطر تزداد بالنسبة لأمراء السعودية وكذلك المنطقة وواشنطن، ومن غير المرجح أن يترتب على المحادثات، التي من المتوقع أن تستضيفها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل، الكثير من المكاسب، وفقا لما كتب.

ويقول ريدل: فقد استأنفت القوات الجوية السعودية وحلفاؤها العرب حملة القصف هذا الأسبوع بعد وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام لاعتبارات إنسانية في اليمن وقد رهن وزير دفاع السعودية ونائب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، مستقبله وبلاده بتحقيق نوع من النصر في حرب السعودية على اليمن.

وفي تقدير ريدل فإن محادثات الأمم المتحدة، التي تترك صنعاء تحت سيطرة حركة انصارالله، ليس انتصارا بالنسبة لأفراد العائلة المالكة في السعودية، فمحمد بن سلمان يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير. فبعد أسابيع من الهجمات الجوية على حركة انصارالله وحلفائها، يبدو أن حرب الأمير وصلت إلى طريق مسدود كما أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في اليمن من شأنها أن تُسمِم العلاقات لسنوات.

ويقول الكاتب: كان السعوديون يأملون في أن يتمكنوا من حشد ما يكفي من اليمنيين ضد انصارالله لبناء جيش وقامت القوات الخاصة بتدريب اليمنيين ودمر القصف الضاري المدن اليمنية وعين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ابنه وزيرا للدفاع  في ٢٣ يناير الماضي بعد أن كان ابنه قد شغل منصب رئيس الديوان الملكي لأبيه سلمان، وكان آنذاك وليا للعهد، لمدة عامين. كان الابن بلا خبرة عسكرية سابقة أو تعليم عسكري، وبعد أقل من شهرين على تعيينه، شن السعوديون عملية لإجبار انصارالله على الخروج من المناطق التي استولوا عليها وإعادة حكومة عبد ربه منصور هادي إلى السلطة وأشعر السعوديون واشنطن بالغارات الجوية الأولى قبل ثلاث ساعات من إطلاقها. وأصبح ابن الملك على الفور واجهة الحرب وقد سعى سلمان أيضا على الفور لإشراك القوات البرية الباكستانية في حرب اليمن، وحاول الباكستانيون إقناع الملك وابنه في اجتماعات الرياض أن القفز إلى الحرب من دون إستراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق النصر مغامرة غير مضمونة العواقب. وعلى هذا، رفض الباكستانيون الانضمام إلى المجهود الحربي وتسرب قلقهم إلى الصحافة وكان يُصور الأمير الشاب على أنه “غير مجرب” وغير جاهز لهذا المنصب، وكانت هذه تقديرات الرئيس الباكستاني نواز شريف، الذي قضى سنوات في المنفى في السعودية ويعرف أفراد العائلة المالكة أفضل من أي طرف أجنبي آخر، وتكرر مثل هذا الهمس في جميع أنحاء دول الخليج الآن تقريبا من أن القيادة السعودية تسرعت واندفعت، حيث كان السعوديون تقليديا حذرين جدا وينفرون من المخاطر.

ويضيف: وهناك الآن حديث عن عدم وجود خطة لنهاية الحرب، ولكن لا أحد يريد أن يقول صراحة بأن الرياض في مستنقع. من جانبهم، يبدو أن انصارالله عازمين على استدراج السعوديين وقد شنوا هجمات بالمدفعية والهاون عبر الحدود على البلدات والمدن السعودية، ويبدو أنهم يضغطون عسكريا للاستيلاء على عدن في جنوب اليمن ايضا.

وبالامعان فيما يقوله الكاتب بروس ريدل يمكن الادراك بأن الأيام المقبلة ستكون صعبة بالنسبة للسعودية لأن هذا الكاتب الغربي قد تحدث صراحة عن مستنقع ينتظر السعوديين وعندما يقال بأن الحرب باتت مستنقعا فهذا يعني بأنها ستتوسع جغرافيا وان اساليبها ستتنوع والجميع بات يعلم بالنفس الطويل الذي يمتلكه اليمنيون حيث ان الحرب بين السعودية واليمن ستتحول خلال المرحلة المقبلة الى حرب استنزاف ومن ثم الى عض اصابع وحينها سيكتشف الجميع بأن السعوديين لا يمتلكون نفسا طويلا لأنهم يستعينون بالآخرين دوما وان الآخرين لا يريدون الغرق مع الامراء السعوديين في الرمال اليمنية.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق