الكونغرس الأمريكي يصادق علي تصعيد المواجهة الاعلامية مع إيران وروسيا
صادقت لجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونغرس الأمريكي على مشروع قرار يقضي بتحسين ودعم وسائل الاعلام الأمريكية، وذلك في اطار المواجهة الاعلامية مع إيران وروسيا.
وفي ٢١ مايو/أيار الجاري، اقرت لجنة العلاقات الدولية لمجلس النواب الأمريكي، وبدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مشروع القرار الذي يقضي بتعزيز الجهود من أجل رفع مستوى تأثير الشبكة الاعلامية الدولية الأمريكية، والتي تعمل تحت اشراف “مجلس أمناء البث الإذاعي والتلفزيوني” (BBG).
وكان كل من “إيد رويس” رئيس مجلس العلاقات الخارجية لمجلس النواب الأمريكي والعضو في الحزب الجمهوري، و”إليوت إنجل”، العضو البارز في اللجنة عن الحزب الديمقراطي، قد تقدما الأسبوع الماضي بمشروع قرار “قانون اصلاح التواصل الدولي الأمريكي” للعام ٢٠١٥.
وبحثت اللجنة في ١٥ أبريل/نيسان الماضي، مخاطر الدور الذي تلعبه روسيا ضد أمريكا من خلال استخدام سلاح المعلومات والدعاية المضادة، الأمر الذي بدا جلياً في الحرب الناعمة التي خاضتها روسيا في مستهل ضم جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية، والفضيحة التي لحقت بأمريكا من خلال نشر روسيا لاعترافات سنودن، العميل السابق في جهاز الاستخبارات الأمريكية.
وفي فبراير ٢٠١٥، حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من التصعيد في حرب المعلومات عبر وسائل الإعلام العالمية، وشبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية.
وصرح رويس بعد جلسة التصديق على مشروع القرار في لجنة العلاقات الخارجية: “اليوم تواجه أمريكا خطراً جديداً، يقوم على استخدام المعلومات كسلاح ضد الولايات المتحدة. هذا السلاح الجديد الذي تستخدمه روسيا وايران ضدنا، من الممكن أن يؤدي إلى تضعيف الدول الديمقراطية المستقرة، وقد يسهم في ايجاد القلاقل وتسعير الاحساسات المناهضة لأمريكا من خلال الترويج لنظرية المؤامرة.”
وأضاف: “يعاني مجلس أمناء البث التلفزيوني والإذاعي من العديد من المشاكل بسبب البيروقراطية المعطلة، والبنية الإدارية غير المنسجمة. لا نستطيع أن نسمح لهذه المشاكل بالاستمرار أكثر من ذلك.”
من جهته قال إيجل: “اليوم ينفق منافسو الولايات المتحدة الكثير من المال من أجل نشر رسائل العنف والدعاية المضادة. للأسف إن امكاناتنا للرد على هذه الأعمال، متأخرة عن الامكانات الموجودة لدى روسيا وإيران وداعش. ومشروع القانون الجديد سوف يقدم بُنية إدارية جديدة تساعد على نشر البرامج على المستوى العالمي، ورفع سوية مؤسسات البث الإذاعي والتلفزيوني وتحديث أدواتها.”
ويُعتبر “مجلس أمناء البث التلفزيوني والإذاعي” الأمريكي، هيئة فدرالية أمريكية تعنى بتحسين صورة أمريكا في العالم، تأسست خلال الحرب الباردة، وتضم عدة شبكات تلفزيونية وإذاعية ناطقة بعدة لغات، منها العربية والروسية والفارسية، كإذاعة “صوت أمريكا”، وقناة “الحرة” الفضائية، راديو “سوا” باللغة العربية، وإذاعة “أوروبا الحرة”، وراديو “فردا”، إضافة إلى إذاعة “آسيا الحرة”، وراديو وتلفزيون كوبا.
وتنتهج أمريكا سياسة “الدبلوماسية الهادئة”، في التعامل مع كثير من الملفات، وقد استطاعت بفضل هذه الدبلوماسية، إيجاد موطئ قدم لها في كثير من المجتمعات، والتأثير على شريحة الشباب بشكل خاص، لكن يبدو أنها قد فقدت المرتبة الأولى في هذا المجال في بعض مناطق العالم، في ظل الحضور المؤثر لوسائل اعلامية أخرى على الساحة الاعلامية.
فعلى سبيل المثال تنجح قناة “روسيا اليوم” في مدّ جذورها بشكل متواصل، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصدد تعزيز ميزانية القناة البالغة ٣٠٠ مليون دولار بنسبة ٤٠ في المئة، بعد أن تمكنت من الوصول إلى ٦٠٠ مليون متابع، من خلال بثها باللغات العربية والانكليزية والاسبانية.
ومن ناحية أخرى استطاعت وسائل الاعلام الإيرانية، أن تحتل مكانة مرموقة في الفترة الأخيرة، وقد برعت في مخاطبة الرأي العام العالمي، خاصة في العالم الاسلامي، الأمر الذي نشهد انعكاسه من خلال الصحوة الاسلامية التي انطلقت في العديد من الدول الاسلامية، ومن ناحية أخرى فإن الحملة الاعلامية الشعواء التي تتعرض لها الجمهورية الاسلامية على خلفية دخولها النادي النووي، والدور الذي تلعبه في ملف الصراع مع الكيان الاسرائيلي، دفع إيران إلى تعزيز قدراتها الاعلامية لمواجهة الحرب الناعمة التي تتعرض لها من وسائل اعلام خليجية وأجنبية.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق