آخر تطورات المشهد السوري
شهدت الساحة السورية مؤخراً احداثاً متسارعةً سياسية وعسكرية، ارخت بظلالها على المشهد السوري، فلا زالت الأزمة آخذةً في التصعيد خاصة بعد سيطرة داعش على تدمر ومعارك القلمون الاخيرة، فما هي المستجدات على الساحتين العسكرية والسياسية؟
المشهد الميداني
افادت مصادر مطلعة عن اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحين على الجبهة الغربية لمدينة تلبيسة وجبهة أم شرشوح بريف حمص الشمالي أنه في الوقت الذي قضي فيه على مسلحين من داعش شرق تل بثينة في ريف السويداء الشمالي الشرقي، وفي ريف الحسكة، سيطر الجيش السوري على قرية سرين ومفرق الهول-الشدادي الاستراتيجي في ريف الحسكة الشرقي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي “داعش” أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف المسلحين. كما قطع الجيش طريقا كان يستخدمه المسلحون في التنقل بين ريفي الحسكة الجنوبي والشرقي. ووسع الجيش بالتعاون مع الدفاع الوطني نطاق سيطرته في ريف الحسكة الشرقي، حيث سيطر الجيش على قرية سرّين ومفرق الهول-الشدادي أمام تراجع داعش نحو الشدادي والهول، معتمداً في عملياته على التمهيد الناري بالأسلحة المختلفة، يليها تسلل واقتحام لوحدات المشاة والتثبيت بها، ما اسفر عن خسائر فادحة في صفوف “داعش”. ويأتي هذا الانجاز بعد سيطرة الجيش السوري والدفاع الوطني على قريتي رد شقرا والحمر الغربية، والتي ساهمت بتوسيع طوق الامان حول مدينة الحسكة والبدء بتضييق الجغرافيا على “داعش”.
ومن ناحية اخرى واصل الجيش السوري وحزب الله التقدم في جرود القلمون، وتمكنا من السيطرة على تلة صدر البستان الجنوبية بعد مقتل عشرات المسلحين، فيما لاذ الباقون منهم بالفرار.
وتزامن هذا التقدم في جرود القلمون مع تنفيذ الطيران الحربي السوري لسلسلة ضربات جوية على تجمعات إرهابيي تنظيم “داعش” وجبهة النصرة بريفي حمص وادلب قضى من خلالها على عشرات المسلحين ودمر اسلحة وعتاد لهم. هذا في الوقت الذي اتفقت فيه تركيا مع أمريكا “من حيث المبدأ” على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية الرئيسية فيما يمكن أن يمثل في حال تأكده توسعا في المشاركة الأمريكية في الصراع.
هذا وما زالت تداعيات سيطرة داعش على مدينة تدمر الاثرية تجد اصداءً دوليةً لدى اليونسكو والجمعيات التي تعمل في الشأن التراثي والثقافي لما ترمز اليه من تاريخ حضاري قديم، والخوف من اقدام داعش على تهديم المدينة التاريخية.
المشهد السياسي
وفيما يتعلق بالشان السياسي قال المنسق العام لهيئة التنسيق السورية المعارضة، حسن عبدالعظيم: “لقد عدنا من باريس ومن جنيف بعد لقائنا مع السفير الأمريكي الجديد والسفير الفرنسي الجديد لسوريا ولقائنا مع المبعوث الأممي بانطباع جديد خلاصته أن ظروف انعقاد مؤتمر جنيف 3 لتنفيذ بيان جنيف في منتصف عام 2012 صارت محل إدراك دولي لمخاطر استمرار الصراع”.
بدوره، حذر عضو المكتب التنفيذي في «هيئة التنسيق» منذر خدام عبر صفحته على فيسبوك، الدول الممولة والداعمة للتنظيمات الإرهابية في سوريا من أنها سوف تدفع ثمن ما تقوم به، واصفاً الدور الذي يقوم به الجيش العربي السوري في مواجهة تنظيمي “داعش” وجبهة “النصرة” وأخواتهما القاعديات بأنه دور وطني بامتياز.
كما أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن الاعتداءات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سوريا ما كانت لتحصل لولا الدعم السخي الذي تقدمه أنظمة إقليمية ودولية في مقدمتها السعودية وتركيا وقطر والكيان الإسرائيلي في ظل تعامٍ وتواطؤ من بعض الدول الغربية التي دعمت هذه التنظيمات للنيل من سوريا وإضعاف دورها.
اما فيما يتعلق بمؤتمر القاهرة فقد أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي في بيان، أن القاهرة سوف تستضيف يومي 8 و9 حزيران القادم المؤتمر الموسع للمعارضة و«القوى الوطنية السورية» مشيراً إلى أنه «يهدف إلى التعبير عن رؤية أوسع من طيف المعارضة السورية إزاء كيفية التحرك في المرحلة القادمة للعمل على إنهاء الأزمة السورية».
وفي سياق متصل وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان إلى موسكو، لعقد مباحثات مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، حول التطورات الإقليمية، في سوريا والعراق والبحرين واليمن وسبل مكافحة الإرهاب.
وقد أعلنت الدبلوماسية الروسية أمس تمسكها بمخرجات لقاءات موسكو من أجل حل الأزمة في سوريا سلمياً، وأكدت إصرارها على استئناف عملية السلام في أقرب وقت، كاشفةً أن مشاورات جنيف سيتلوها اقتراح لاستئناف العملية السياسية الشاملة.
هذا في حين كشف مسؤولون روس ممن شاركوا في المشاورات، أنها تركزت حول سبل حمل السوريين على إجراء مشاورات بأنفسهم تحضيراً لاستئناف عملية جنيف، والعمل مع الدول الإقليمية كي تلعب دوراً بناءاً وتستخدم تأثيرها على الأطراف السورية بما يحقق تلك الغاية، من دون أن يستبعدوا عقد مشاورات إضافية مع تلك الدول لدراسة الخطوات المحتملة لتسوية الأزمة.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق