التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

حرب السكان ومخاطرها علي الكيان الاسرائيلي 

 أعطى “صراع الوجود” بعدا آخر لنزاع الفلسطينيين مع الكيان الاسرائيلي الذي ينظر منذ نشأته الى الفلسطينيين كخطر سكاني يهدده ولذلك يبذل الاسرائيليون كل جهدهم لايجاد موازنة سكانية مع الفلسطينيين، فكيف يستشعر الاسرائيليون بهذا الخطر وماذا يعني “حرب السكان”؟

 

 في عام ١٩٤٨ قام الاسرائيليون بطرد ٨٠٠ الف فلسطيني كانوا يشكلون ٥٣.٦ بالمئة من كل عدد سكان فلسطين البالغ مليون و٤٠٠ ألف شخص وقد تم طرد هؤلاء الى المناطق التي ظلت بمنأى عن الاعتداءات الاسرائيلية وقد توجه ٨٠,٥ بالمئة من اللاجئين الى الضفة الغربية وقطاع غزة، اما النسبة المتبقية منهم وهي ١٩,٥ من اللاجئين الفلسطينيين فقد توجهوا الى الخارج وسكنوا بعض الدول العربية وبعضهم توجه نحو اوروبا وامريكا، لكنه وبعد مضي ٦٧ عاما ازداد عدد السكان الفلسطينيين في بلادهم في البلدان التي لجأوا اليها ٩ أضعاف وهذا ما تسبب بقلق وغضب الكيان الاسرائيلي ودق ناقوس الخطر لهذا الكيان في حرب السكان.

 كم هو عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى عام ٢٠١٤؟

بلغ عدد الفلسطينيين في العالم ١٢ مليون و١٠٠ ألف شخص حسب مركز الاحصاء الفلسطيني وهو ٩ اضعاف عددهم في عام ١٩٤٨ الذي شهد ايضا انتقال عدد من الفلسطينيين للعيش في الاراضي التي احتلها الاسرائيليون في العام نفسه، وقد بلغ عدد السكان الفلسطينيين في فلسطين التاريخية (من النهر الى البحر) في نهاية عام ٢٠١٤ ستة ملايين ومئة الف شخص ومن المتوقع ان يصل عددهم الى سبعة ملايين ومئة الف شخص في حال بقاء نسبة النمو السكاني لهم كما هي الآن، ولذلك يعتبر الكيان الاسرائيلي هذا العدد من السكان الفلسطينيين والذي هو اكبر من عدد اليهود بمثابة قنبلة موقوتة تهدده خاصة مع الاخذ بعين الاعتبار ان النمو السكاني لليهود هو اقل بكثير من الفلسطينيين.   

الخطر الذي يشكله اللاجئون الفلسطينيون على الكيان الاسرائيلي

لقد رفع الاسرائيليون شعار “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” من اجل السيطرة على فلسطين، لكن تزايد اعداد السكان الفلسطينيين في فلسطين وفي البلدان التي لجأوا اليها قد ابطل هذا الشعار الاسرائيلي، حيث بات الجميع يدركون بأن هناك شعباً اصيلاً ينتظر العودة الى أرضه، وان تزايد عدد السكان الفلسطينيين يعرقل عمل الاسرائيليين في التهويد وتهجير الفلسطينيين ويعتبر معيارا مهما في ميزان القوى وفي ساحة الحرب.   

ان النمو السكاني الفلسطيني هو قنبلة موقوتة تهدد الكيان الاسرائيلي حيث هناك احصائيات تشير إلي أن نسبة اليهود في فلسطين ستتراجع الى ٤٨,٢ بالمئة في عام ٢٠٢٠، وتقول الاحصائيات ان عدد الفلسطينيين في فلسطين في ذلك العام سيكون ٧ ملايين ومئتي الف شخص بينما عدد اليهود سيكون ستة ملايين وسبعمئة الف شخص وهكذا سيصبح اليهود أقلية.

الاجراءات الاسرائيلية في مواجهة هذا الخطر

يتخذ الاسرائيليون عدة سياسات لمواجهة “حرب السكان” مع الفلسطينيين ومنها زيادة عدد المهاجرين اليهود الى فلسطين المحتلة واعطاء امتيازات لهم والقول بان فلسطين هي أرض الاحلام، لكن الكيان الاسرائيلي لم ينجح في هذه السياسة لأن نسبة الرفاهية في هذا الكيان قد تراجعت بنسبة كبيرة قياسا مع الاعوام الماضية.  

وينفذ الاسرائيليون سياسة المحاصرة الداخلية للفلسطينيين والحد من عمليات انتقال الفلسطينين بين الضفة وغزة وتمديد القانون العنصري المسمي بقانون المواطنة، بالاضافة الى قانون خصخصة الأراضي الذي ينص على مصادرة اراضي الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك ديارهم في عام ١٩٤٨.

ويمنع الاسرائيليون الفلسطينيين من البناء على ٤٤ بالمئة من اراضي الضفة بذريعة اعطاء هذه الاراضي لجيش الكيان الإسرائيلي او للمستوطنين، ما يحوّل حياة الفلسطينيين الى كارثة ويمنعهم حتى من بناء المدارس والمستشفيات.   

كما يربط الاسرائيليون الاقتصاد الفلسطيني باقتصاد كيانهم للضغط سياسيا على الفلسطينيين لمنعهم من ابداء أي نشاط أو مقاومة سياسية.

هل ينجح الكيان الاسرائيلي في مخططاته؟

حتى الآن يبدو ان السياسات الاسرائيلية لم تنجح في الحد من النمو السكاني الفلسطيني، لأن نسبة الولادات لدى الفلسطينيين هي عالية مقارنة مع الدول الأخرى، ورغم مرور ٧ عقود على كارثة احتلال فلسطين يبدو ان هناك نزاعاً سكانياً بين الفلسطينيين والاسرائيليين في فلسطين، ويبدو ان الكفة تميل لصالح الفلسطينيين في هذا النزاع خاصة اذا أخذنا بعين الاعتبار ان اكثر من نصف عدد اليهود في العالم يعيشون في مناطق افضل اقتصاديا من الكيان الاسرائيلي، لكن هناك أمر هام يجب عدم التغافل عنه وهو أهمية الدعم المادي والسياسي الذي يجب ان يقدم الى العرب الفلسطينيين وخاصة اهالي القدس وان هذه المسؤولية تقع في الدرجة الاولى على عاتق الدول العربية والاسلامية.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق