محلل سياسي: أردوغان يتخبط.. وسوريا دولة حق وستبقى
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد المحلل السوري أحمد حاج علي إن التصريحات التركية بشأن تأمين غطاء جوي للمسلحين التي تسميها أمريكا “معارضة سورية معتدلة”، إنما يدلل على حجم التخبط الأردوغاني بعد فشل جملة من المشاريع سواء في الداخل التركي أو في الملف السوري،
واشار احمد الحاج إلى أن النظام التركي ومن خلال سعيه نحو تحقيق الحلم العثماني سيأخذ تركيا إلى علاقات سيئة مع العالم ككل.
علي أوضح إن النظام التركي الذي يتعرض لانتقادات واسعة من دول العالم بسبب ممارساته الداخلية بحق معارضيه أو كاشفي الفساد المتعلق بدعم الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية أو ملفات الفساد الإداري والحكومي،
أخذ نفسه نحو التخبط في البحث عن مخارج، مما زاد من وتيرة الكذب الأردوغاني على المستوى الداخلي والخارجي، ومن اللافت إن جنون العظمة الذي يعاني منه رئيس النظام التركي أوصله إلى مرحلة يعتبر فيها إن لا أحد في العالم يعرف الحقيقة سواه، وهي الحقيقة التي يصنعها وفق مزاجه، ووفق مقتضيات المساعي التركي لضرب الحكومات والدول القوية في المنطقة ليقدم نفسه إلى أمريكا على إنه الشريك القوى والحليف الاستراتيجي والإسلامي المعتدل في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار المحلل السوري إلى أن التصريحات التركية المتعلقة بتقديم الدعم الجوي للميليشيات المسلحة لن تزيد على الأزمة السورية جديداً، سوى إن الحكومة التركية تذهب نحو المجاهرة بالبحث عن تأسيس نواة دولة في الشمال السوري على الطريقة التركية،
لكن هذه الدولة ستبقى حلماً مستحيلا لنظام حزب العدالة والتنمية وحلفائه الخليجيين الذين يمولون أي مشروع يمكن أن يضر بسوريا خصوصاً ومحور المقاومة عموماً،
وكأن الخليجيون يؤكدون من خلال ذلك على تشاركهم مع الكيان الإسرائيلي في العداء لهذا المحور، مع إن محور المقاومة لم يعلن في يوم ما قبل الأزمة السورية أن لديه أي مشكلة مع الكيانات الخليجية، وإن كان ثمة خلافات على بعض النقاط بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول الخليج الفارسي ، فإن هذه الخلافات لم تصل يوماً – ولن تصل، إلى مستوى العداء من قبل طهران، إلا إذا تجرأت الدول الخليجية وحاولت أن تتحرش بإيران عسكرياً، والأمر مستحيل بكون الخليجيين يعرفون حجمهم أمام قوة إيران.
ولفت إلى أن الدور التركي في المرحلة الحالية، لن يكون مختلفاً عن المراحل السابقة حتى وإن أعطي زخماً أكبر من التصعيد، فنظام حزب العدالة والتنمية يمكن اعتباره من المنفذين الجيدين والدقيقين للمشاريع الصهيوأمريكية في المنطقة، ومراد أردوغان من تصريحاته وتصريحات أركان نظامه العدائية لسوريا هو البقاء في السلطة برعاية أمريكية وإسرائيلية لأطول فترة ممكنة في تركيا، لكن وبعد انكشاف عوارات هذا النظام للشعب التركي والحكومات الأوروبية لا يمكن القول إن نظام أردوغان باقي، وإن بقي لن يكون مقبولاً من الداخل التركي أو الحكومات الأوروبية التي تنتقد وبشكل مستمر وشديد المواقف الأردوغانية من الشعب التركي وفي الملفات الداخلية.
وختم علي حديثه، بالإشارة إلى الدولة السورية مازالت متماسكة، وستبقى كذلك، لأنها تتمسك بإرادة الحق، والتأييد الشعبي الكبير، ودعم الحلفاء الإستراتيجيين في روسيا والصين وإيران، وعلى العالم أن يعي أن هذه الدولة لن تسقط، وتجربة أربع سنوات ونيف كافية ليفهم العالم إن استمرار دعم التنظيمات الإرهابية في سوريا لن يجدي نفعاً، وعليهم العودة إلى دمشق ليطلبوا رضاها، فسوريا دولة حق، وستبقى.انتهى