التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

دور القبائل اليمنية في ظل العدوان السعودي 

 تشكّل القبيلة اليمنية منذ تاريخ الوحدة وقبلها، أهمية كبيرة نظراً إلى تشابكها مع النظام ومؤسسات الدولة، حيث كانت تلعب دورا رئيسيا في صناعة القرار السياسي وسنداً قوياً اعتمد عليه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في استمرار حكمه قرابة ٣١ عاما.

 

ويلمع حالياً اسم القبائل اليمنية وبشكل كبير على الجبهة الشمالية لليمن، حيث أظهرت هذه القبائل ومنذ بدء العدوان السعودي قدرات عسكرية متوفقة نجحت من خلالها بإحتلال مواقع عسكرية متقدمة جنوب السعودية، فضلاً عن تصديها للعدوان على مختلف الأراضي اليمنية، فما هو الدور الذي تلعبه هذه القبائل في إفشال المخطط السعودي الذي يستهدف الشعب اليمني؟

لم تكن ردّة فعل القبائل اليمنية تجاه العدوان السعودي، وإعلانها الاستعداد العسكري والشعبي للوقوف ضد الأعداء وتوعّدهم بان تكون اليمن مقبرة الغزاة، إلا موقفاً طبيعياً ومتوقّعاً. فعلى مدار التاريخ لعبت القبيلة اليمنية دورا هاما في الساحة السياسية وكانت في أغلب الأوقات أحد أبرز مفاتيح القوة.

التركيبة والحضور 

تشكّل القبائل ركيزة أساسية في التركيبة الاجتماعية (٨٠ بالمائة من النّسيج المجتمعي) في اليمن، وتقدر الإحصائيات عددها بمائتي قبيلة (إحصائيات أخرى قدرتها بحوالي ٤٠٠ قبيلة)، ١٦٨ منها في الشمال، والباقي في الجنوب، وقد أعطاها هذا الحجم الكبير من النسيج المجتمعي دوراً فعّالاً ورئيسياً على الصعيد الإجتماعي.

ولم يقتصر الدور القبائلي في اليمن على البعد الإجتماعي بل تعداه إلى السياسي والأمني أيضاً، لذلك تقوم القبائل اليمنية بدور سياسي كبير يستند إلى إمكانياتها المادية والبشرية، ما مكنها من التأثير على اتجاهات القرار السياسي للدولة، ولا سيما مع واقع انتشار ظاهرة السلاح في المجتمع اليمني عموماً وبين رجال القبائل على وجه الخصوص. بناءاً على ما تقدّم يتّضح أن اليمن من أكثر بلدان المنطقة قبلية من ناحية نفوذ زعماء القبائل وتغلغلهم في مفاصل الدولة، ولمعظم القبائل تاريخ قديم، بعضها من أيام مملكة سبأ، نجحت من خلاله بأن تفرض نفسها كلاعب أساسي على صانعي القرار في البلاد.

العدوان السعودي

تعدّ القبائل اليمنيّة طرفا قويّا في الإشتباكات والمعارك الدّائرة في الميدان، وقد ساهمت من خلال حضورها السياسي والإجتماعي في إفشال المخطط السعودي لضرب اليمن على الصعيدين الداخلي والخارجي.

داخلياً، أثبتت القبائل اليمنية نظراً لنسبتها الكبيرة من السكان رفض الشعب اليمني للعدوان السعودي على البلاد خاصةً أن السلطات السعودية حاولت إظهار صورة معاكسة عبر بعض الأصوات “المدفوعة سلفاً”. كذلك أظهرت هذه القبائل بتواجدها جنباً إلى جنب مع اللجان الشعبية والجيش اليمني وحدة هذا الشعب في وجه العدوان، فضلاً عن إفشالها طوال أيام العدوان السيناريوهات الموكلة إلى أنصار هادي ومن أيّد العدوان.

القبائل اليمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية والجيش اليمني نجحت ومن خلال خبراتها العسكرية في مواجهة تنظيم القاعدة وأنصار الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، نجاحات ساهمت بشكل كبير في إسقاط العديد من المؤامرات التي أحاكتها السعودية بحق اليمنيين.

أما خارجياً، تحظى القبائل اليمنية بحصّة الأسد في منع انجرار اليمن إلى أتون الفتنة الطائفية والمذهبية التي كانت تسعى إليها السلطات السعودية، وقد ساهم الإنتماء القبلي في تكاتف أبناء القبيلة الواحدة على مختلف إنتماءاتهم الطائفية والمذهبية بشكل كبير في قطع الطريق إلى الفتنة.

ولم تكتف القبائل اليمنية التي يعيبها العرف السائد منذ آلاف السنين بالسكوت عن الهجوم، لا بل بالإكتفاء بالمواجهة على أرضها، لم تكتف بالمواجهة على الأراضي اليمنية بل شنّت حملات عسكرية عدّة على مواقع سعودية حدودية وقد نجحت بالفعل في إحتلال هذه المواقع والتقدم باتجاه العمق السعودي، وبالتالي فرضت معادلة جديدة على التحالف.

وفي الخلاصة، نجحت القبائل اليمنية من خلال الأدوار المهمّة التي أخذتها على عاتقها، سواءً على المستويين الداخلي والخارجي في صد العدوان السعودي وإفشاله، ولعل هذه الاسباب تكمن وراء التهديدات التي أطلقها المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري عندما توعّد كافة القبائل التي تتعاون مع أنصار الله بالإستهداف. وبالفعل نجحت القبائل اليمنية في قلب المعادلات السياسية والعسكرية للعدوان السعودي على الشعب اليمني.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق