التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

الدعم التركي للجماعات المسلحة في سوريا وهذا الصمت الغربي المريب! 

الحرب في سوريا التي انهكت الشعب السوري من حروب الى تهجير وتشرد، كان بفضل الربيع العربي المشؤوم. والجماعات المسلحة والتنظيمات الارهابية المختلفة التي دخلت الى سوريا وقامت بأعمال القتل والدمار، لم تكن مطلقاً ربيعا لسوريا والسوريين. ذلك البلد الآمن والمسالم الذي لولا تدخل الدول الاجنبية بشكل مباشر عن طريق دعمهم لهذه الجماعات الارهابية، لكان السوريون الان بافضل حال. وتركيا اليوم تعتبر الداعم الاكبر والمباشر للجماعات المسلحة في سوريا، فما هي آخر فصول هذا الدعم ؟

 

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو “إن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة من حيث المبدأ على تقديم دعم جوي لبعض قوات المعارضة السورية المسلحة في حلب”، وأضاف “إن اي تدريب او تسليح للمعارضة السورية ليس له أي قيمة في ظل الغارات الجوية للنظام السوري على المناطق التي تسيطر عليها هذه المعارضة”.

وفي تصريح آخر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وذلك بعد الفشل باقناع امريكا في اقامة منطقة حظر جوي، قال إن أنقره ستعمل مع قطر والسعودية من اجل فرض حظر جوي وإنشاء منطقة عازلة في سوريا.

عبر هذه التصريحات نجد من الواضح ان تركيا تقوم بالتدخل المباشر في سوريا، بل وايضا تقوم بدعم الجماعات الارهابية التي ارتكبت جرائم قتل مختلفة بحق الشعب السوري. وهذا الحديث ليس الاول من نوعه لتركيا في دعمها للجماعات المسلحة في سوريا وتقويتها. فقد اشرفت تركيا على معارك مختلفة داخل الاراضي السورية، كمعركة كسب في السابق ومعركة ادلب وجسر الشغور مؤخرا. كما واشارت تقارير مختلفة الى وجود مخطط تركي قطري سعودي يهدف الى تقسيم سوريا الى عدة دويلات. وسبقت التصريحات الاخيرة هذه قيام كل من امريكا وتركيا بوضع برنامج من اجل تدريب وتزويد خمسة الاف مقاتل معارض للحكومة السورية بالاسلحة كل سنة خلال ثلاثة اعوام قادمة.

الاستراتيجية التركية في دعم المسلحين بشتى الوسائل من فتح الحدود وتسهيل مرورهم الى معالجتم في الاراضي التركية، بالاضافة الى تدريبهم وتزويدهم باحدث الاسلحة، ساعدت على دمار واستنزاف سوريا وتشتيت الشعب السوري. وبالنتيجة ما حصلت عليه تركيا وهي التي تدعي السلم والامان للشعب السوري، لماذا لم تساعد في ايجاد حل سلمي يتوافق عليه السوريون من أجل إنهاء الازمة. وهل لمصلحة تركيا سقوط نظام بشار الاسد؟ الم تفكر بأن يوما ما ستنقلب هذه الجماعات المسلحة عليها؟ أم أن التفكير بإعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية أعمى بصيرتها؟

والأهم من ذلك لماذا الغرب يسكت على دعم تركيا للجماعات المسلحة ولا يمارس اي ضغوط على تركيا؟ الم يكن هذا الدعم وهذا التطور في الوضع السوري أدي إلي تشكيل جماعات متطرفة مثل داعش وجبهة النصرة؟ الا يجب على الغرب معرفة أن هذه الجماعات المسلحة لابد انها ستصل الى اراضيها؟ الم يتعلم الغرب من امريكا عندما دعمت وشكلت حركة طالبان ضد الاتحاد السوفيتي وما حدث بعدها من تشكيل القاعدة ومهاجمة امريكا على أرضها ؟

المسؤولون في سوريا عبروا عن رفضهم لهذا التهديد من قبل تركيا، وعبر فيصل المقداد نائب وزير خارجية سوريا أن التفكير في تقديم أي دعم  للمجموعات المسلحة الارهابية هو عدوان مباشر على سوريا. وشدد المقداد على أن هذه التصريحات تهدف إلى إطالة أمد الصراع واستنزاف الشعب السوري وقتل المزيد من الأبرياء والمزيد من الدمار، وأكد أن سوريا ستتابع عبر قواتها المسلحة الرد على كل أشكال الإرهاب، داعياً المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما ووقف دعم هذه المجموعات الإرهابية الذي يتناقض مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بذلك.

إننا نرى أن كل هذه المخططات لا تخدم حل الأزمة السورية بل على العكس ستدمر سوريا المقاومة وتشتت شعبها، وأن جميع هذه المخططات ستبوء بالفشل طالما بقي الشعب السوري صامدا الى اليوم جنبا الى جنب مع الجيش السوري.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق