آخر التطورات علي الارض في الحرب العراقية علي الإرهاب
إن سقوط مدينة الرمادي بأيدي تنظيم داعش الإرهابي كان حدثاً هاماً وبارزاً، وكان لهذا السقوط اسباب عدة لا نريد الخوض فيها. ولكن المهم الآن هو كيف تسير المعارك في العراق وما هي آخر مستجداتها؟ وهل ستتحرر الرمادي مجددا خلال ايام كما وعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي؟ وهل حقا بدأت المعركة؟ سنتعرف في هذا التقرير على أهم احداث الحرب في العراق، ومدى قوة الجيش العراقي مسنوداً بقوات الحشد الشعبي في التصدي لتنظيم داعش الارهابي.
في اليومين الماضيين حققت القوات العراقية المشتركة مع قوات الحشد الشعبي تقدما ملحوظا على الصعيد الميداني، كان آخرها الزحف باتجاه محافظة الانبار من أجل تحرير مدن المحافظة من ايدي داعش، ففي مدينة القائم غربي الأنبار تمكنت القوات العراقية من قتل ٤٣ قياديا في تنظيم داعش وكان من بين القتلى “ابو اسحاق” آمر مفرزة الانتحاريين في كتيبة البتار، و”ابو طلحة الليبي” المسؤول عن الارهابيين القادمين من شمال افريقيا، و”عبد الحليم الشيشاني” قائد كتيبة الشيشان سابقا والمسؤول عن كتيبة الانغماسيين حاليا، و”أبو همام البريطاني” مسؤول تجهيز وتجنيد الاجانب القادمين من بعض الدول الأوروبية، و”ياسر مطلوب” (عراقي) وهو ناقل العرب ودليلهم في الأنبار”.
كما اعلنت قيادة عمليات بغداد يوم الجمعة، أن القوات المشتركة وبإسناد من طيران الجيش تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة واقعة بين جسر الشيحه وناظم التقسيم التابعة لمحافظة الانبار وتفكيك ١٥٥ عبوة ناسفة. وتمكنت القوات العراقية المشتركة ايضا من الوصول الى منشأة المثنى شمال شرق الأنبار، وفكت الحصار عن عشرات الجنود المحاصرين فيها. وتواصل القوات تقدمها باتجاه الجسر الياباني بهدف محاصرة مدينة الرمادي من الجهة الشرقية. وكشف مصدر رفيع من قيادة قوات الحشد أن عملية كبيرة بدأت لتحرير الرمادي من سيطرة داعش من جهة حصيبة الشرقية.
اما في محافظة صلاح الدين فقد تمكن عناصر الجيش وسرايا السلام من السيطرة على منطقتي الإسحاقي والتقدم باتجاه محاور الثرثار والجزيرة. وفي شمال تكريت قامت حركة النجباء بقتل تسعة من مسلحي داعش وتدمير سيارة تابعة لهم. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية مقتل ١١ ارهابيا ايضا، كما تم تحرير منطقة تل البياض الواقعة غرب سامراء حسب ما أعلنه أمر الفوج السادس.
جميع هذه التحركات لقوات الجيش والحشد الشعبي تعني ان المعركة لتحرير اراضي العراق من تنظيم داعش قد بدأت، وكان ملحوظا ان سبب التقدم هو التعاون والتنسيق مع قوات الحشد الشعبي التي أبدت جدارتها في مساندة قوات الجيش في التصدي للارهابيين. إن المعركة هي معركة العراقيين أنفسهم وليست معركة قوات التحالف، ولهذا ادرك العراقيون أنه يجب عليهم التعاون والتكاتف في وجه اشد التنظيمات ارهابا وقوة. ففي بيان للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعلن الأخير أن ١٢٥ ألف مقاتل من ١٠٠ دولة سافروا الى العراق وسوريا من اجل القتال وأن غالبية المقاتلين تتراوح اعمارهم بين ١٥ الى ٣٥ عاما. وهذا التنظيم الذي اجتمع فيه المقاتلون من ١٠٠ دولة تحت عقيدة التكفير وقتل الانسان باساليب مختلفة، ليس إلا تنظيماً ارهابيا، ومدعوماً للاسف من دول تدعي الانسانية بالاضافة الى دول عربية.
فأمريكا على ما يبدو تريد معاقبة العراق بعد خروج قواتها من العراق في عام ٢٠١١، حيث قال بول بريمر، المبعوث الأمريكي السابق للعراق، إن ما يشهده العرق حاليا يعتبر نتيجة لسحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقوات الأمريكية من العراق. فأين هي الان من عملية التحالف التي تشير التقارير ان اكثر الطلعات الجوية تعود الى مواقعها دون اي ضربات للأهداف؟ وما تقوم به قوات التحالف لم يجبر التنظيم على الانسحاب مطلقاً.
نتيجة المساحة الكبيرة للمدن العراقية وخصوصا محافظة الانبار الواقعة بيد داعش فإن معركة التحرير ستكون كبيرة وتحتاج الى وقت. ولكن باعتبار ان العزيمة موجودة والقرار قد اتخذ، فإننا نرى أنه بفضل التحالف بين القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي فإن النصر سيتحقق بإذن الله.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق