التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, سبتمبر 20, 2024

كيف تسجل امريكا انتصارات القوات العراقية باسمها ؟ 

في وقت بدأت فيه قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي عملياتها لتحرير محافظة الانبار من يد تنظيم داعش الارهابي، وفي وقت تحقق فيه القوات العراقية تقدما ملحوظا بهذا الاتجاه، انتشرت اخبار عن سعي الامريكيين للاشتراك في المعارك الجارية بغية الايحاء بأن للامريكيين دوراً ايجابياً في المعارك الجارية في العراق.

 

 وعبر مراجعة دقيقة للتطورات التي حصلت في العراق خلال العام المنصرم يمكن التنبه بأن القوات الامريكية تتبع هذا الاسلوب في المعارك التي تجري والتي جرت في الماضي ضد تنظيم داعش، حيث ان الامريكيين يوفرون في البداية الارضية لتقدم داعش ويدعمون بطرق مختلفة مد هذا التنظيم وعندما تنبري القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي الى مواجهة الدواعش ويقتربون من الانتصار، يأتي الامريكيون ويشاركون في الهجمات بغارات جوية لكي يسجلوا الانتصار باسهم.

وقد كشف مصدر مقرب من مجلس محافظة الأنبار لصحيفة الأخبار اللبنانية قبل ايام أن أعضاء مجلس المحافظة ناقشوا مؤخراً مشروعا يهدف إلى دخول قوات برية أمريكية إلى محافظة الأنبار بعد حملة لتهيئة الرأي العام المحلي والعربي وحتى العالمي لذلك، مبينا أن المشروع أثار انقساما حادا بين أعضاء المجلس، لكنه سرعان ما انتهى بموافقة الجميع وإن كان على مضض.

وتوقع المصدر أن ينفذ الدخول البري إلى المحافظة في مدة زمنية لا تتجاوز الثلاثة أشهر المقبلة أو بعد انتهاء شهر رمضان بأيام قليلة نظراً إلى تسارع الانهيارات الأمنية والأحداث، لافتاً إلى أنه ستبدأ مرحلة بناء جيش قائم على توازن شيعي سني كردي بعد تنفيذ خطوة التدخل البري الذي سيكون مفاجئاً ومدروساً إلى درجة تجعل الجميع أمام الأمر الواقع.

ويشير المصدر الأنباري (الذي يقيم حالياً في بغداد) الى أن أمريكا ستسرع من وتيرة الانهيار في صفوف الجيش والقوات الأمنية العراقية وتتعمد الحديث عن ذلك كما بدا واضحاً في تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أشار إلى القائد الميداني الذي انسحب والقوة التي معه من دون إجبارهم من قبل داعش وهو تصريح، بحسب المصدر، الأول من نوعه لمسؤول أمريكي بحجم أوباما.

ونوه المصدر إلى أن أمريكا وكبار السيناتورات من أمثال جون ماكين وغيرهم سيركزون في تصريحاتهم المقبلة على أمرين، وهما فشل الحملة الجوية كما صرح ماكين مؤخراً والخطر المزعوم الذي يداهم بغداد والسفارة الأمريكية.

كما اضاف المصدر ان هناك اتفاقاً أمريكياً مع مجلس المحافظة وشيوخ عشائر يقضي بتدخل بري يجري ترتيب آلياته يفضي إلى تشكيل جيش ثلاثي قائم على ميليشيات شيعية وسنية وكردية، حيث يتوقع أن ينفذ الدخول البري في مدة لا تتجاوز الأشهر الثلاثة المقبلة.

وفي سياق المواقف الامريكية ايضا قال مدير الشؤون العامة لمكتب وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، الكوماندر أليسا سميث إن الاتصالات مستمرة بين البنتاغون والحكومة العراقية للإسراع في تسليم ألفين من الصواريخ المضادة للدبابات من طراز  ET٤، التي من المتوقع أن تصل إلى العراق، أوائل يونيو/حزيران المقبل.

وأضافت الكوماندر سميث “نحن نعمل على الإسراع في تجهيز وتسليم معدات عسكرية أخرى لتوفير أسلحة مضادة للدبابات، وكثير من معدات الدعم والأسلحة والذخيرة التي تستخدم للكشف عن المتفجرات لمواجهة العبوات الناسفة لتنظيم داعش ودعم القوات العراقية”.

ويأتي ارسال هذه الاسلحة الامريكية الى العراق في وقت كانت فيه امريكا تحجم في السابق عن ارسال الاسلحة والعتاد للجيش العراقي، وقد اعلن نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعم واشنطن لبغداد في مواجهة داعش.

وهنا يجب التذكير بأن الامريكيين قد دخلوا معركة تكريت ومحافظة صلاح الدين ايضا في الوقت الضائع وبعدما اتضح بأن القوات العراقية تقترب من تسجيل الانتصار وكل ذلك من اجل تسجيل الانتصار باسم الامريكيين.

في موازاة ذلك، رأى المحلل السياسي والباحث في الشؤون الاستراتيجية عبد العزيز العيساوي أن تلك المعطيات هي الأقرب إلى الواقع حالياً نظراً إلى تسارع الأحداث المذهل الذي تمثل بسقوط الرمادي في غضون ٤٨ ساعة بعدما راهن كثيرون على عدم سقوطها.

العيساوي حذر في حديث إلى صحيفة الأخبار من المشاريع التقسيمية التي تحاك في أروقة البيت الأبيض وما تعدّه واشنطن للعراق والأنبار، مشيراً إلى أن القبول بالتدخل الأمريكي أو الدولي بريا قد يكون أمرا واقعا قريبا، ويضيف “عندما نقول قريباً فإننا هنا نتحدث عن أيام وأسابيع، لا عن أشهر، لافتاً إلى أن ماراثون العراق سينطلق من الأنبار ولن تهدأ البلاد إلا بهدوء الأنبار، وهو لن يكون بالتأكيد خلال المدى المنظور.

وعلى صعيد التطورات الميدانية حققت القوات الأمنية العراقية الجمعة تقدما على عدة محاور في محافظة الأنبار تمهيدا لتحرير مدن المحافظة من تنظيم داعش، وقد اشتد القتال بين الطرفين في حين تحاصر القوات الأمنية مسنودة بقوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر مدينة الرمادي من ثلاثة محاور.

وأكد قائد فرقة الردّ السريع العميد الركن ناصر الفرطوسي في تصريحات صحفية أن القوات العراقية تحقق تقدما سريعا نحو الخالدية باتجاه مركز المدينة.

من جهته انتقد عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد طيران التحالف الدولي لعدم قصفه مراكز تدريب داعش في القائم، مبينا أن مجلس المحافظة زوّد التحالف بإحداثيات كاملة عن مراكز تدريبهم منذ أسابيع.

وقال محمد إن “مجلس محافظة الأنبار زود طيران التحالف الدولي بإحداثيات متكاملة قبل أسابيع حول تواجد مراكز تدريب تنظيم داعش في مدينة القائم الواقعة غرب الرمادي.

وأضاف محمد، أن “طيران التحالف الدولي لم يوجه أي ضربات لمواقعهم حتى الآن رغم وجود المعلومات الكافية لديه التي زود بها من قبل المجلس”، مشيرا إلى أن تلك المواقع تعتبر إستراتيجية ومهمة للتنظيم ويجب معالجتها وقصفها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق