كيف بات الاسرائيليون يتحدثون عن التعاون مع السعودية ضد ايران ؟
لا يختلف اثنان على ان الكيان الاسرائيلي عدو لدود لايران في المنطقة وان هذه العداوة تنطلق من معاداة اليهود “للذين آمنوا” لكن الغريب والمستغرب هو تصريحات وزير الخارجية السابق للكيان الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الذي قال مؤخرا ان على كيانه ان يتوحد مع بعض الدول العربية ضد ايران، فهل رأى ليبرمان ان معاداة بعض الدول العربية لايران هي بحجم معاداة الكيان الاسرائيلي لايران او أكبر منها حتى فكر في اطلاق مثل هذه الدعوة ؟ ولماذا يعتبر ليبرمان ان التحالف مع هذه الدول العربية ممكن الى هذه الدرجة ؟
يقول افيغدور ليبرمان “انني اطالب وزراء خارجية جميع الدول في العالم بعدم التدخل في شؤوننا لأننا نستطيع التعامل مع السعودية ومصر والدول العربية في الخليج (الفارسي) ضد ايران” ويضيف “عندما نتحدث مع القادة العرب خلف الابواب المغلقة فانهم يتفكرون مثلنا تماما فيما يتعلق بايران ويتحدثون مثلنا”.
ويدعي ليبرمان ان قادة وممثلي الدول العربية الذين شاركوا في لقاء كمب ديفيد كانت لهم مواقف متشددة ضد ايران على غرار الكيان الاسرائيلي وانهم اعربوا عن قلقهم للرئيس الامريكي باراك اوباما.
وفي سياق المواقف الاسرائيلية هذه، دعا المحلل الإسرائيلي أمير أورون، إلى تسليح السعودية نوويا، باعتبار أن المواجهة الأفضل للطموح النووي الإيراني، هي تشجيع السعودية للتحول النووي.
وأشار في تقرير نشر في صحيفة هاآرتس العبرية الاسبوع الماضي إلى ضرورة أن يغير الكيان الاسرائيلي استراتيجيته، فبدلا من أن يضغط لفرض حظر على إيران، عليه التهديد بتسليح خصمها السعودية بالسلاح النووي.
وأضاف: “إذا خرقت إيران الاتفاق الموقع مع الغرب وواصلت تطوير برنامجها النووي، ينبغي للرد الإسرائيلي أن يكون معاكسًا للخط التقليدي، وألا تواصل التهديد بهجوم قصير المنفعة على المنظومة النووية الإيرانية، بل أن تحذر من أن إسرائيل ستعرقل احتفاظ إيران بالاحتكار النووي في الخليج الفارسي وستساعد السعودية على أن تصل هي أيضًا إلى النووي”.
وفي قراءة لمواقف ليبرمان ومواقف هذا المحلل الاسرائيلي يمكن الاستنتاج ان الاسرائيليين يعتبرون انفسهم قريبين جدا من السعودية حيث تكلم ليبرمان عن امكانية التعامل بين الكيان الاسرائيلي والسعودية ومصر في مواجهة ايران كما ان المحلل الاسرائيلي ايضا لا يعتبر وقوع القنبلة النووية في يد السعودية خطرا على امن الكيان الاسرائيلي بل درءا للخطر عنه.
وعندما يسمع المرء مثل هذا الكلام من ليبرمان الذي كان وزيرا لخارجية الكيان الاسرائيلي يتبادر الى ذهنه سؤال حول هوية القادة العرب الذين يجتمعون مع قادة الكيان الاسرائيلي خلف الابواب المغلقة ويتحدثون عن ايران وعن الخطر الايراني ويتكلمون كما يتكلم الاسرائيليون ويتفكرون كما يفكر الاسرائيليون في وقت يعلم الجميع بأن ايران تدعو الى مواجهة الكيان الاسرائيلي وتدعم الفلسطينيين واللبنانيين العرب ومقاومتهم.
ان ذهاب السعودية في معاداة ايران الى ابعد مدى وحديث الاسرائيليين عن التعاون مع السعودية ضد ايران يكشف مدى علاقة القادة السعوديين بدوائر القرار الامريكية المتأثرة باللوبي اليهودي في امريكا حيث بات الاعلان عن هذا التقارب السعودي الاسرائيلي امرا عاديا من قبل المسؤولين الاسرائيليين الذين يعتبرون أن التعاون يجب ان يكون علنيا من الآن وصاعدا.
ان حديث المسؤولين الاسرائيليين بانهم يستطيعون التعامل مع السعودية ضد ايران وان كان يكشف ضعف الكيان الاسرائيلي عن مواجهة ايران بمفرده، لكنه يكشف من جهة أخرى مدى التقارب الحاصل خلف الكواليس بين الرياض وتل أبيب لكي يأتي ليبرمان ويتحدث علنا عن اجتماعات مع قادة العرب وعما يدور في هذه الاجتماعات.
وفيما يعتبر التآمر على المسلمين والتحالف مع الكفار واليهود ضد المسلمين من اكبر الكبائر في الدين الاسلامي الحنيف يتبادر سؤال الى الذهن وهو لماذا لم يجب المسؤولون السعوديون ومسؤولو باقي البلدان العربية على تصريحات ليبرمان ولم يردوا عليه ؟ وهل انهم بذلك ارادوا إيصال رسالة الى ايران عبر الألسن الاسرائيلية ؟
من المؤكد ان هذه التصريحات الاسرائيلية ناجمة عن الألم الذي يشعر به الاسرائيليون عندما يعجزون عن مواجهة محور المقاومة والممانعة في المنطقة وهم الآن يحاولون استمالة العرب الحلفاء لامريكا الى جانبهم لكن الاسرائيليين قد نسوا بأن حكام هذه البلدان العربية التي تحدثوا عنها يعانون من عدم استقرار حكمهم بين شعوبهم والتاريخ يذكر ان قادة الدول العربية والمسلمة الذين مدوا جسور العلاقة مع الكيان الاسرائيلي قد لفظتهم شعوبهم واسقطت عروشهم لأن الشعوب المسلمة والعربية لا تسكت أبداً عن تعاون قادتها مع اليهود وتآمرهم معهم ضد المسلمين.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق