التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 12, 2024

إقالة النجيفي: إعلان عراقي برفض التقسيم 

حسم مجلس النواب العراقي الجدل بشأن محافظ نينوى أثيل النجيفي، ليصوت على إقالته. فيما أشارت مصادر إعلامية، الى أن تركيا عملت على التدخل في قضية النجيفي، محاولةً إنقاذه من هذا المصير. وقد وردت حول الرجل مؤخراً العديد من الشبهات الى جانب الإستياء الحاصل تجاهه من قبل أعضاء المحافظة. فماذا في إقالة النجيفي؟ وما الدور الذي كان يقوم به؟ وما هي دلالات الإقالة؟

 

أولاً: إقالة النجيفي والأسباب

لم تنجح التدخلات التركية في إنقاذ محافظ نينوى من مصير الإقالة. فقد كشف مصدر سياسي مطلع لصحيفة الأخبار اللبنانية، عن أن التدخلات الأخيرة لتركيا وسفيرها في العراق فاروق قيمقاجي فشلت في إقناع رئيس البرلمان سليم الجبوري وبعض الكتل السياسية بعدم التصويت على سحب الثقة عن أثيل النجيفي أو تأجليها على الأقل. وقد أكد المصدر، أن السفير التركي أجرى اتصالات مكثفة خلال اليومين الماضيين بشأن إنقاذ النجيفي من الإقالة وصلت إلى تقديم عروض مغرية لرئيس البرلمان.

على صعيد متصل أشارت المصادر الإعلامية الى أن رئيس الحكومة حيدر العبادي تدخل شخصياً في قضية سحب الثقة عن أثيل النجيفي. مبدياً انزعاجاً كبيراً من التحركات الأخيرة للنجيفي وسفره إلى واشنطن، ما دفعه إلى التعجيل بوتيرة سحب الثقة والإسراع بإرسال الطلب الحكومي إلى مجلس النواب. وهنا يأتي السؤال الأهم: ما هو الدور المشبوه الذي كان يقوده النجيفي؟

كشف وزير الدولة لشؤون مجلس النواب أحمد الجبوري عن وجود طلب مقدم من عدد من أعضاء مجلس محافظة نينوى أكدوا فيه أن أثيل النجيفي لم يعد صالحاً لأداء مهماته، لأسبابٍ عديدة منها الإهمال الإداري وضعف تواصله مع الحكومة الإتحادية. كما وأضاف الجبوري أن أعضاء مجلس نينوى أكدوا أن المحافظ يقوم باستغلال منصبه الوظيفي والقيام بمخالفات دستورية وقانونية تصل الى حد التواصل مع الجماعات المسلحة.

من جهةٍ أخرى أكدت المصادر أن محافظ نينوى يعتبر مهندس سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الإرهابي في حزيران العام الماضي. في حين ركزت المصادر على أنه كان للنجيفي مواقف بارزة على صعيد تقسيم العراق وطلب الدعم الأمريكي لتسليح العشائر السنية.

ثانياً: الدلالات

بينت الأحداث الجارية الأطراف الإقليمية والدولية التي تعمل على خراب العراق، بدايةً بنشر الفتنة المذهبية وصولاً الى التقسيم. وهو الأمر الذي تدل عليه الأمور التالية:

– إن التدخل التركي المباشر وبطريقة علنية، وعبر الممثل الدبلوماسي لتركيا في العراق أي السفير التركي، وصولاً الى إغراء رئيس البرلمان بالمال، يدل على حجم أهمية بقاء النجيفي في منصبه بالنسبة لتركيا. وعادة ما تقوم الدول بالتدخل سرياً، لكن الواضح أن إصرار الطرف العراقي، بكامل أطيافه السياسية على إقالة النجيفي، منع ذلك. مما اضطر الطرف التركي الى التدخل علناً.

– وهنا يتبين حجم الدور التركي والأمريكي التخريبي، والهادف الى تسليم إدارة الأمور الى أطراف قليلة الإنتماء الوطني من أجل المضي قدماً في مشروع التقسيم الذي تسعى له الإدارة الأمريكية في العراق تحديداً. ولذلك أشار محللون الى أن السعي الأمريكي لإقامة الإقليم السني، يحتاج لقبول أطراف عراقية سنية، الى جانب موافقة الأكراد. وهو الأمر الذي قالت فيه المصادر إن محافظ نينوى المُقال، كان على استعدادٍ للمضي به عبر ضم خمس مدن مهمة من نينوى إلى إقليم كردستان.

–  كما أن إقالة النجيفي أشارت الى وعي القيادة العراقية للمخاطر المحدقة، الى جانب إتخاذها قراراً ضمنياً من الواضح أنه يحظى بقبول أغلبية الأطراف السياسية العراقية، وهو أن تقسيم العراق خطٌ أحمر، وهو ما يعني رفض هذه الأطراف للمشروع الأمريكي الذي تسعى واشنطن الى جانب أطراف إقليمية، لإرساءه وبأي ثمن. فالتصريحات الأمريكية وبتحديد كلام وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، دائماً ما يشير في الفترة الأخيرة الى أن الجيش الأمريكي يبحث سبل تحسين وتعجيل برامج تسليح القوات العراقية لا سيما قوات العشائر السنية وهذا ما كشفته وكالة أسوشييتد برس، عند حديثها عن اجتماع عقده وزير الدفاع الأمريكي، مع كبار مستشاريه العسكريين ضم كلاً من رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، وقائده الميداني لمنطقة الشرق الأوسط، الجنرال لويد اوستن، مع عدد آخر من كبار المسؤولين السياسيين، أكد فيه أن إحدى النقاط الخاصة المهمة جداً تتمثل بعملية تدريب وتسليح العشائر السنية.

مرةً بعد أخرى تثبت الأحداث الجارية، حقيقة المشروع الأمريكي والذي تشارك به بعض الدول الإقليمية في العراق. لكن الواضح أن النظام العراقي اليوم، أصبح أكثر شراسةً في مجابهة المشروع الأمريكي، والذي وصل الى حد العمل على التقسيم عمداً. ويبقى السؤال الأهم: كيف سيواجه العراق هذه التحديات الكبرى؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق