لماذا يخافون العراق ؟!
بعض العرب أو المحسوبين على لغة الضاد ، ظلت مواقفهم ومازالت بالضد تماما ، أو عدائية ربما للعراق ولشعبه المحب الكريم ، وفي أفضل الأحوال تكون مواقفهم منا ، إما متأرجحة أو ضبابية تثير الأسئلة والاستغراب دائما..
لماذا بقي التعامل مغلفا بالقسوة والانغلاق والعتمة حد الكراهية ؟
هل لأن البلد يريد أن يعيش ويحيا بسلام وأمان وحرية ، وبنظام ديمقراطي حر تحكمه إرادة الشعب بتعدد طوائفه ومذاهبه وقومياته .. أم أنهم يخافون العراق ومن مستقبله الذي سيكون مؤثرا ومشرقا وكبيرا بحجم لا يصدقونه أو يذهلون منه فيشعرهم بضآلتهم وعدم قدرتهم على منافسته واللحاق به مثلما يتصورون ؟ ..
هل هو تخوف سياسي أم اقتصادي مجرد ، أم هو تحسس طائفي وعقائدي ضيق الأفق ؟
يخافون الطفل والمرأة وكبير السن .. يخافون المثقف والأمي .. يخافون المسلم وغير المسلم .. يخافون الفقير والغني .. يخافون من الإرث القديم والحديث ، من التراث والحجارة والتماثيل في المتاحف والكتب في المكتبات العريقة ، يخافون حتى من الحدائق والورد والشوارع ومناسبات الفرح والطقوس والشعائر الدينية الحزينة .. مع كون هذه الأمثلة والصور معظمها ليست سياسية !
هل يخافون ويتحسسون لأنها عراقية .. أم لشيء آخر ؟
وحين تكون علاقتنا ببعض الدول غير العربية طيبة ، يلومون العراق ويتهمونه بشتى التهم غير المنصفة ويلصقون به ما لا يقبله العقل والمنطق والدين ، فعلاقتنا بدول إسلامية مثل إيران مثلا، تجعلنا بنظرهم ( فرس ومجوس ) ، وحين نتعاطف مع الشعب اليمني وهو يعاني من تحالفاتهم وعواصفهم الغبراء ، نصبح داعمين للإرهاب واللاشرعية والطائفية .. وحين نكون مع سوريا الشقيقة ومجرى لها من دمار بفضلهم ، يزيدون النار اشتعالا في الرمادي وصلاح الدين ونينوى وديالى وبغداد وسائر المدن العراقية ، بفعل داعش المجرم المصنوع في مختبرات الحقد والكراهية والظلام والخوف من هذا البلد وشعبه الصابر الصامد والشجاع.