معسكر “عين الحارة” السعودي بيد أنصار الله، فما هي النتائج؟
العدوان السعودي على اليمن والذي بدأ منذ ما يزيد عن شهرين لم يعد روتينياً أبداً، فالمجريات الميدانية بدأت تتغير وبدأت نقاط مفصلية تُضاف الى دائرة الأحداث، فالدمار والقتل الذي خلفه العدوان السعودي على اليمن لم يستطع حسم المعركة ورسم خط لنهايتها، فالمعركة بدأت بالانعطاف وبدأت متغيرات ميدانية جديدة تطرأ عليها، وكان آخر هذه المتغيرات سيطرة حركة أنصار الله على معسكر “عين الحارة” في منطقة العسير جنوب غرب السعودية وذلك خلال عملية لها أبعاد ونتائج كثيرة على صعدٍ مختلفة.
الصعيد الأول:
ويتمثل بالصعيد العسكري ويشمل نقاط عدة:
أولاً:
تشكل سيطرة انصار الله على معسكر “عين الحارة” انجازاً ميدانياً لايستهان به، فقد تمكنوا من السيطرة على المعسكر بكامل عتاده وكان المعسكر يحوي على ٤٥ دبابة و٥٥ سيارة همر و٤٦٥ صاروخ أرض أرض بعيدة المدى بالاضافة الى عدد من المدافع وأسلحة أخرى١.
ثانياً:
يعتبر انهزام السعودية في المعسكر خسارة للجيش السعودي أمام حركة شعبية هاجمته في ارضه، ويزيد من شدة الخسارة هذه مقتل ما يقارب ٥٠ جندي واسر ٤٠ آخرين٢.
ثالثاً:
ما يقلق السعودية أكثر أنه من الممكن أن يستخدم اليمنيون الأسلحة التي حصلوا عليها من المعسكر لحماية أراضيهم ولضرب المزيد من المواقع العسكرية السعودية وهذا ما قد يدفع السعودية لافتعال عمليات امنية ضد المدنيين السعوديين والصاق التهمة بحركة أنصار الله لاستجلاب تعاطف شعبي معها ولدفع المجتمع الدولي الى إدانة أنصار الله.
الصعيد المعنوي:
لايخفى على أحد أهمية الروح المعنوية في الحرب، فهذا الانجاز الذي حققته حركة أنصار الله شكل جرعة معنويات قوية للشعب اليمني الذي كان يدرك بأنه سيصمد أمام العدوان السعودي فجاء هذا الانجاز ليزيد من معنوياته على عكس الجيش السعودي الذي أدرك جيداً بعد شهرين من حملته أنه لم يحقق أي انجاز وهذا تسبب بتدهور معنويات الجندي السعودي ومن ثم جاءت حادثة معسكر “عين الحارة” لتنسف ما تبقى لديه من معنويات.
الصعيد السياسي:
لايمكن فصل الأحداث السياسية عن الواقع الميداني فالسعودية كانت تسعى جاهدة لتحقيق انجازات ميدانية على الأرض لتضغط على حركة أنصار الله في عملية الحوار السياسية التي من المفترض أن تجري في اليمن ولكن سقوط معسكر عين الحارة عكَس مجريات الأحداث وجعل من أنصار الله الطرف القوي في أي عملية حوار سياسية.
الصعيد الدولي:
تشكل سيطرة أنصار الله على المعسكر السعودي صفعة للهيبة السعودية في المحافل الدولية، فالسعودية والتي كانت تظهر على أنها قوة اقليمية على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية ظهرت بعد معسكر “عين الحارة” كدولة أضعف مما تبدو عليه.
الصعيد الإجتماعي:
ان ما قامت به حركة أنصار الله يزيد من ثقة الشعب بها ويوسع القاعدة الشعبية التي تمتلكها في حين أن هذا الحدث يزعزع ثقة السعوديين بنظامهم الذي دخل في حرب لاتعنيه، واضافة الى عدم تحقيقه للأهداف التي أعلنها، فلم يعد قادراً أيضاً على حفظ وحماية جنوده والمنشآت العسكرية السعودية.
سقوط معسكر “عين الحارة” السعودي بيد حركة أنصار الله حقق الكثير من الانجازات للشعب اليمني على حساب مصالح السعودية وغير اتجاه معادلة الحرب القائمة وهذا قد يدفع النظام السعودي الى الاستمرار بعدوانه مدة أطول اضافة الى تكثيف حملاته الجوية على الأهداف اليمنية المدنية والعسكرية على حد سواء محاولاً استعادة جزء من الهيبة التي فقدها، ولكن عندها لا أحد يضمن للسعودية أن معسكر “عين الحارة” هو المعسكر الأخير الذي سيخضع لسيطرة اليمنيين.
المصادر:
١. وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء(ايرنا) http://www.irna.ir/fa/News/٨١٦٣٠٠٥٥
٢. المصدر ذاته.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق