الانبار .. المحطة الاخيرة في الرهان علي الامريكيين
بعد سقوط مدينة الرمادي في يد تنظيم داعش الارهابي ثبت للحكومة العراقية ولمسؤولي محافظة الانبار بأن الامريكيين لايمتلكون اية ارادة لمواجهة داعش وان القوة الوحيدة القادرة على مواجهة هذا التنظيم والتي تمتلك الارادة من اجل ذلك هي الحشد الشعبي وقد ظهر هذا الموقف في التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء العراقي ومسؤولي محافظة الانبار مؤخرا.
وكان بعض القادة العراقيين قد اعلنوا منذ هجوم داعش على شمال العراق في صيف العام الماضي انه لو افترضنا بان امريكا لاتقدم الدعم لداعش فهي ايضا ليست لها دوافع لمواجهة هذا التنظيم وان واشنطن تريد فقط التحكم بتنظيم داعش من اجل تحقيق اهدافها ولذلك لايمكن الاعتماد على الامريكيين من اجل الحاق هزيمة بداعش.
لكن تصديق هذا الموضوع من قبل بعض الساسة في بغداد والمسؤولين المحليين العراقيين في مناطق مختلفة قد تأخر الى حين سقوط مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار قبل نحو اسبوعين بيد تنظيم داعش فالرمادي سقطت في وقت كان الامريكيون يقولون بأنها لن تسقط ومارسوا الضغط على الحكومة المركزية العراقية لمنع مشاركة قوات الحشد الشعبي في الدفاع عن الرمادي رغم هجوم داعش وهذا بالاضافة الى امتناع الامريكيين عن القيام باي شيء ضد داعش رغم تفوقهم الجوي.
وبعد وقوع هذه الاحداث تيقن مسؤولو محافظة الانبار وعدد من مسؤولي الحكومة المركزية في العراق بأنه لايمكن الوثوق بالامريكيين وان واشنطن لاتمتلك الارادة لمحاربة داعش، وقد اعد مراسل صحيفة واشنطن بوست تقريرا في مطلع الاسبوع الحالي في محافظة الانبار اشار فيه إلي ان حالة عدم الثقة بالامريكيين مشهودة في الحبانية، ونقل هذا المراسل عن نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي قوله “انني كنت اول حليف للولايات المتحدة في الانبار لكن اوباما كذاب لأنه قال إن الرمادي لن تسقط” وقال العيساوي ايضا “ان الانبار كان امامها خيارين للوحدة فاما ايران واما الولايات المتحدة وقد اخترنا امريكا لكننا اخطأنا”.
واضافة الى المسؤولين المحليين في محافظة الانبار يمكن مشاهدة حالة عدم الوثوق بالامريكيين في تصريحات وافعال قادة الحكومة المركزية العراقية أيضاً، فقد بادر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لزيارة موسكو بعد سقوط الانبار بثلاثة ايام حيث فسر المحللون هذه الزيارة بانها دليل على خيبة أمل العبادي من واشنطن في وقت كان العبادي قد سعى الى الاقتراب من الامريكيين قبل سقوط الرمادي.
وقد وجه بعض الاطراف العراقية اللوم الى العبادي في قضية سقوط الرمادي لأنه اتبع سياسة الاقتراب من الغربيين ومنع ذهاب الحشد الشعبي للدفاع عن الرمادي ترضية للامريكيين، وفي هذا السياق يمكن تفسير التصريحات التي ادلى بها العبادي الى قناة العراقية يوم الاحد حيث قال “ان مقاتلي الحشد الشعبي سيشتركون في تحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى من سيطرة تنظيم داعش الارهابي” واضاف “سأرسل الحشد الشعبي الى الموصل رغم المعترضين” على ذلك.
واضاف العبادي ان امريكا لايمكنها ان توافق او تعارض على الاستعانة بقوات الحشد الشعبي وان العراقيين هم من يقررون بشأن ذلك وان أمريكا تعلم ذلك، وقال ايضا “ان العراق يستعين بجميع الدول ومنها ايران لمحاربة داعش”.
ورغم ان الامر قد استغرق سنة كاملة لكي يتيقن العراقيون بأن امريكا لا تمتلك في احسن الاحوال الارادة الجدية لضرب داعش لكن التوصل الى هذه النتيجة بسبب سقوط مدينة الرمادي يمكن ان يقود العراقيين نحو الانتصار على تنظيم داعش وهذا ما يقلق الامريكيين.
وفي هذا السياق يقول المحلل الاستراتيجي الامريكي كنت بولاك ان “سقوط الرمادي قضى على ثقة العراقيين بالامريكيين واذا قام المسلحون الشيعة بأداء دور في تحرير الرمادي فهذا سيؤدي الى تقليص نفوذ امريكا وازدياد نفوذ ايران في بغداد.”
واخيراً يبقى على العراقيين وحدهم ان يقرروا من الآن فصاعدا الجهة التي سوف يستعينون بها في تحرير مناطقهم من تنظيم داعش الارهابي كما يجب عليهم أن يعتمدوا على القوى العراقية الوطنية التي اثبتت جدارتها في الدفاع عن العراق امام تنظيم داعش الإرهابي كالحشد الشعبي وغيره.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق