التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

ما هي أسباب زيارة الجبير إلي القاهرة؟ 

شكّلت الزيارة الأولى لوزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير إلى القاهرة مادّة دسمة للإعلام والمهتمين بالشأن السياسي، فقد حرص الوزير السعودي على التطرق لكافة المواضيع الإقليمية مع الجانب المصري. الزيارة تأتي بعد “الإنقلاب الناعم” من الملك السعودي الجديد على سلفه عبدالله الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع النظام المصري، كما تتزامن مع الحديث عن فتور في العلاقة بين البلدين.

 

بدأت بوادر الخلاف السعودي-المصري مع وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز، وقد عزّزتها العملية العسكرية السعودي على الشعب اليمني تحت مسمى “عاصفة الحزم” بسبب وصف اعلاميون محسوبون على النظام المصري بأنها “عدوان”، الامر الذي استفز الكثير من الاعلاميين السعوديين الذين ردوا عليها بعبارات قاسية، لكن فتور العلاقة أو بوادر الازمة بلغت أوجها عندما إنضمت السعودية في الآونة الاخيرة إلى الحلف التركي القطري المعادي لمصر.

أسباب الزيارة

بدت أسباب الزيارة السعودية إلى القاهرة واضحة الشكل والمضمون، وذلك من خلال النقاط التي ركّز عليها الجبير أثناء المباحثات مع الجانب المصري والمؤتمر الصحفي الذي عقده مع سامح شكري، أبرز هذه الأسباب هي التالي:

سوريا واليمن

السعودية تريد أن تحافظ على مصر في هذه المرحلة الحساسة خاصةً بعد فشل عدوانها على الشعب اليمني وإنتقال المعركة إلى الأراضي السعودية من ناحية، والتفجرات الإرهابية التي تتعرض لها المساجد الشيعية في السعودية من ناحية آخرى، لذلك حرص الجبير خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره المصري سامح شكري، بعد مباحثاتهما الرسمية الموسعة والمغلقة التي اقتصر عليهما لوحدهما، حرص على الإعلان عن عدم وجود خلافات بين الرياض والقاهرة حول الملفين السوري واليمني. لكن الخلاف المصري السعودي بدا واضحاً عندما لم يشر السيد شكري في المؤتمر الصحافي إلى إسقاط النظام كما أوضح الجبير، كما أكّد الوزيرالمصري “على اهمية الدعم لقوى المعارضة السورية “الوطنية” حتى تستطيع ان تفّعل العمل السياسي لاخراج سورية من ازمتها ومقاومة ظاهرة الارهاب والعناصر الارهابية على الساحة السورية”، مع العلم أن الرياض ستستضيف قريباً مؤتمرا للمعارضة الاسلامية، وهذا يعني ان “الاخوان المسلمين” سيشاركون في المؤتمر السعودي الامر الذي سيثير إمتعاضاً مصرياً.

البيان الرسمي الصادر عن مكتب السيسي اكتفى بالتأكيد على اتفاق الجانبين على أهمية الحل السياسي في ليبيا وسوريا واليمن دون التطرق لتفاصيل، وقد أشار دبلوماسي مصري إلى أن زيارة الجبير للقاهرة، استهدفت الضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن موقفه من الملف السوري.

وأضاف البلوماسي في تصريحات خاصة لـ”القدس العربي”مفضلا عدم ذكر اسمه أن”السعودية تريد أن تعلن القاهرة موقفا أكثر تشددا من النظام السوري والرئيس بشار الأسد بشكل خاص، وهو ما بدا واضحا في تصريحات الجبير أثناء المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره المصري سامح شكري عندما تحدث عن الاتصالات بين مصر وروسيا. وقال إنها “مطابقة للاتصالات السعودية الروسية وتسعى فيها القاهرة لإقناع موسكو بالتخلي عن دعم بشار الأسد”، وهو ما لم يؤكده الوزير المصري في تعليقه اذ اكتفى بتأكيد وجود تنسيق وليس مبادرة مصرية روسية بشأن سوريا. كذلك يعتبر المؤتمر السوري المعارض الذي ستستضيفه القاهرة الأسبوع المقبل أحد أهم أسباب الزيارة، إذ يثير قلقاً سعودياً بإعتباره امتداداً لمؤتمر موسكو. أي مبادرة مصرية-روسية قد تسحب البساط من تحت أي إئتلاف سوري معارض ترعاه الرياض.

تريد السعودية الإقتراب من مصرحتى لا تنسحب الأخيرة إلى المحور السوري-العراقي كما إنسحبت الأولى إلى المحور التركي-القطري من ناحية، كما تأمن الرياض من خلال هذه الخطوة أن لا تنتقل دعوات الإعلام المصري “للعدوان السعودي” إلى السلطات المصرية.

إيران فوبيا

بدا واضحاً من خلال التصاريح الجبيرية تأكيد الرياض حالياً على إثارة سياسة “إيران فوبيا” في وجه مصر، حيث إتهم الدبلوماسي السعودي طهران بدعم الإرهاب في المنطقة وأنها الدولة الوحيدة التي تتدخل في شؤون المنطقة، قائلا “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تدخلات إيران في المنطقة”، لكن نظيره المصري لم يتطرق مطلقا إلى التدخل الايراني، بل استخدم عبارات عامّة عندما قال”تطرقنا في محادثات اليوم الى كل ما يهم الامن القومي العربي، وتحقيق الامن والاستقرار في الدول العربية وللشعوب العربية، وان الامن القومي لمصر مرتبط ارتباط وثيق بأمن السعودية”.

تخشى السعودية على خلفية إنضمامها إلى الحلف التركي القطري الداعم للإخوان المسلمين العدو الاول للسيسي، وكذلك خلافها مع مصر في الشان السوري اذ تعاني القاهره ودمشق سوياً من إرهاب الجماعات التكفيرية، إضافةً إلى تجاهلها مؤخراً للدور المصري، بأن يحصل تقارب إيراني مصري على خلفية “الفتور” السعودي المصري.

في الخلاصة، تسعى الدبلوماسية الجبيرية أن لا يؤثر فتور العلاقة القائم منذ وفاة الملك عبدالله على موقف القاهرة تجاه مختلف الملفات الإقليمية، ولكن في ظل التقارب التركي السعودي-القطري، والتقارب المصري –الروسي الحاصل حالياً، هل ستنجح السعودية في ثني مصر عن موقفها تجاه سوريا وبقيّة الملفات الإقليمية؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق