السيد نصرالله: نحتاج ان نسير بدربه في هذا الزمن
القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة خلال الاحتفال التكريمي للشيخ العارف المرجع الديني الراحل آية الله العظمى محمد تقي بهجت.
وقال السيد نصر الله انه سيتحدث عن سماحته ومنهاجه من زاوية حاجتنا نحن الفقراء اليه، مشيرا الى انه بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران انفتحت امام المسلمين وخصوصا امام الشباب عوالم وآفاق جديدة لم تكن معروفة من جملتها ما يتعلق بالعرفان والسير والسلوك والاهتمام بالأبعاد الروحية والمعنوية والأخلاقية، واصبح بعد انتصار الثورة موضع اهتمام الكثيرين وبشغف وحب كبيرين.
واضاف: ان هذا الطلب استلزم من كل الطالبين والعاشقين ان يبحثوا عن ما يتصل بهذا الاتجاه سواء ما يرتبط بالجوانب النظرية او العملية او الارشادات والبرامج وكذلك البحث عن الشخصيات المميزة من العرفاء ومؤلفاتهم ومناهجهم. وبالفعل بعد انتصار الثورة الاسلامية وهذا المستجد الفكري والثقافي طبعت كتب لم تكن مطبوعة واعيد طباعة ما كان قد نسي والفت كتب جديدة وحصل تحول مهم جداً على هذا الصعيد كما قدمت دراسات وابحاث جديدة وتم اصدار مجلات متخصصة وقُدم أشخاص من الاحياء على انهم عرفاء واولياء وقادرون على الاخذ بيد الطالبين والراغبين وهدايتهم وايصالهم الى الهدف.
واشار الى عدة مشاكل كانت قائمة:
– الكتب التي أعيدت طباعتها كانت تخصصية ولغتها متخصصة وأحيانا معقدة ولا يفهمها الا من تفرغ سنوات عديدة للدراسة الدينية وهذا ادى الى حرمان جيل الشباب وعامة الناس من الاستفادة.
– تعدد المسالك والاتجاهات والاراء وتعارضها احيانا مما يضع الانسان الطالب في حيرة
– دخول افكار غريبة في بعض الكتب عن الاسلام والقران وسيرة النبي والمعصومين عليهم السلام تأثرا بالافكار الهندية واليونانية وغيرها مما يجعل التمييز بينها وبين الافكار الاسلامية الاصيلة صعبا على جيل الشباب
– الاهم والاخطر صعوبة التمييز بين الرجال المتصدين او المعروفين في هذا المجال بسبب وجود ادعات كاذبة.
واضاف: يوجد تعبير شائع يصف بعض هؤلاء المدعين انهم اصحاب دكاكين كما هي اليوم الادعاءات المفتوحة حول علامات الظهور وتطبيق علامات الظهور.. وهذا سفير خاص وهذا اليماني وهذا ابن المهدي وهذا حفيد المهدي.. واكد ان المسالة هنا خطيرة جدا لأنها ترتبط بديني ودينك وايماني وايمانك وآخرتي وآخرتك.
واكد السيد نصر الله، ان الشخص الذي يجب أن اختاره مرشداً ومرجعاً لي في هذا الطريق، يجب ان اكون محتاطاً وعلى درجة عالية من الدقة والحذر في اختياره حتى أكثر من اختيار مرجع التقليد نتيجة حساسية هذا الأمر وخطورته.
واشار الى ان هذا الشخص يجب ان يكون على درجة عالية من العلم والفقاهة وعلى درجة عالية من الجد والاجتهاد والتقوى والورع وان يكون سالكا وواصلاً وعندما يصل الى اعلى الدرجات يتحدث من موقع التجربة والحركة الحقيقية.
واعطى مثالا، انك عندما تريد ان تقود جيشا او تبحث عن قائد لجيش او مقاومة تريد ان تصل الى اعلى القمم يجب ان تختار لها مديراً ومرشداً وقائدا لديه المعرفة النظرية بكل ما يرتبط بالقتال من استراتيجيات وتكتيكات ومعرفة امكانيات العدو وتكتيكاته ومعرفة الامكانات المتاحة ومعرفة الجغرافيا وحركة العدو.. من خاض هذه الحروب هو الذي يستطيع ان يقودك الى قمة الهدف بأقل الخسائر وافضل نتائج متوقعة، أما من لا خبرة له حتى لو كان له معرفة نظرية ولكن لم يمش في واد ولم يصعد الى جبل ولم يواجه كمينا ولم يقاتل عدوا ولم يقم بقيادة مجموعة صغيرة كيف له ان يقود فرقا؟
واضاف: هنا في مسالة السير والسلوك والعرفان المسألة أخطر من هذا بكثير ومع ذلك نحن في المسائل الحياتية الحساسة نبحث عن العالم الخبير الموثوق فلا يجوز في عالم السير والسلوك ان نلقي بأنفسنا الى احضان من لا يتمتع بهذه المواصفات.. من كان كذلك تستطيع ان تسلم له عقلك وروحك وسيرك ومصيرك ولا يجوز التساهل في هذا الأمر على الاطلاق.
واشار الامين العام لحزب الله الى ان أمام هذه الحاجات الروحية وامام هذه المخاطر والمشاكل وفي الزمن الذي يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر تجد نفسك بين يدي نعمة إلهية عظمى تتمثل بولي الله العارف الكامل الفقيه المرجع سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت قدس سره الذي اجمع الكل على عظمة روحه وشموخ مقامه وصفائه ونقائه وفقهه وكراماته الكثيرة، فإذا كان للعاشق الواله والطالب الحيران ان يلوذ في هذا الزمن الصعب، فبه يلوذ والى هذا الولي يلجأ وبنوره يهتدي وخلفه يسلك واثق الخطى انه يمضي في الصراط المستقيم.
وقال ان لنهج سماحته مميزات مهمة جدا:
– الاصالة الاسلامية حيث لا تجد لا فكرا ولا عبارة دخيلة في كل كتبه وتوجيهاته.
– الوضوح وعدم التعقيد والتيسير للخواص والعوام.
– ومن المميزات الاختصار فلا تسمع له محاضرات طويلة ولا طروحات معقدة.
واكد السيد نصر الله ختاماً: ان ما نحتاجه ان نتعرف على هذه الشخصية الاستثنائية وتعريفها للناس لحاجتنا وحاجة الناس اليها، واننا نحتاج ان نعرّفه الى الناس لنتهدي بهداه ونمشي في دربه، عسى ان نصل الى بعض ما وصل اليه، مؤكدا على ضرورة استمرار التعريف بسماحته ونهجه وأفكاره وارشاداته.