التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

الوضع الانساني في اليمن وفضيحة اللجنة العليا للإغاثة 

الصراع الدائر في اليمن جعل الاوضاع المعيشية للشعب اليمني صعبة جدا، وذلك حسب تقارير لمنظمة الصحة العالمية، فكيف تسير قوافل المساعدات الى اليمن للتخفيف عن معاناة الشعب اليمني؟ وما هو دور برنامج الاغذية العالمي في مراقبة وإجراء عمليات الاغاثة الانسانية لليمن عبر المساعدات المقدمة؟ وما هو دور اللجنة العليا للاغاثة؟

 

الاوضاع في اليمن حسب تقارير المنظمات الدولية

أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا حول النزاع الدائر في اليمن من قبل المديرة العامة الدكتورة مارغريت تشان في ٢٧ أيار/مايو ٢٠١٥ جاء فيه: “لقد دخل النزاع في اليمن أسبوعه العاشر وما فتئت أعداد القتلى والمصابين تتزايد. وكما هي الحال دائماً في النزاعات، فإن المدنيين الأبرياء هم الذين يدفعون أفدح الثمن. فحتى الآن قُتل ما يقرب من ٢٠٠٠ شخص وجُرح ٨٠٠٠، بما في ذلك مئات من النساء والأطفال”.

وفي نفس السياق تحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن نقص كبير في الأدوية والمواد الغذائية والمحروقات في اليمن. وقد نزح ما بين ١٢٠ و١٥٠ ألف شخص داخل اليمن بسبب أعمال العنف يضافون إلى ٣٠٠ الف آخرين نزحوا في الداخل قبل الأزمة الحالية، حسب ناطق باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وعن اخبار صادرة عن برنامج الغذاء العالمي: يعاني ما يقرب من نصف عدد السكان في اليمن من انعدام الأمن الغذائي، وهذا يعني أن حوالي ١٠ ملايين شخص لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية. وحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد دفع الصراع بالعديد من اليمنيين إلى السقوط في براثن الجوع. ويشعر برنامج الأغذية العالمي بقلق شديد من عدم استطاعة التجار استيراد المواد الغذائية ونقلها إلى جميع أنحاء البلاد مما يؤثر على قدرة الناس على إطعام أسرهم.

وكانت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني في اليمن وجهت نداء عاجلا للحصول على مساعدة انسانية بقيمة ٢٧٤ مليون دولار لتلبية حاجات ٧,٥ مليون نسمة تأثروا بالنزاع.

المساعدات المقدمة الى الشعب اليمني

وبعد كل هذه النداءات من قبل الامم المتحدة والمنظمات الدولية، كانت ايران السباقة في ارسالها للمساعدات، حيث سعت في البداية عبر ارسال طائرتين محملتين بالمساعدات للشعب اليمني للهبوط في مطار صنعاء الدولي، لكن الطيران الحربي للتحالف حال دون ذلك، ولم يسمح للطائرات رغم المحاولة مرارا من الهبوط. وبعدها قامت إيران بارسال اسطول بحري (شاهد)، الى اليمن محملة باطنان من المساعدات، وايضا قامت قوات التحالف بمنع وصول الاسطول الايراني الى اليمن بحجة نقل أسلحة الى أنصار الله، وذلك ما نفته طهران. وتم الاتفاق فيما بعد على تغيير مسار الاسطول والتوجه الى جيبوتي وإفراغ الحمولة هناك ومن بعدها يتم ارسالها اليمن. كما أن الحصار المفروض من قبل قوات التحالف لم يسمح للصليب الاحمر التابع للامم المتحدة من تمرير المساعدات الى اليمن قبل اعلان عن هدنة انسانية لمدة خمسة ايام. وقد حذر برنامج الغذاء العالمي أن خمسة أيام لم تكن كافية لإيصال المساعدات لكافة المحتاجين.

وبسبب الضغط الذي مارسته المنظمات الانسانية قامت حكومة هادي في المنفى الاسبوع الفائت بإعلان تشكيل لجنة إغاثة برئاسة خالد بحاح في مؤتمر صحفي في الرياض، وتم إيكال جميع قضايا الإغاثة في اليمن الى هذه اللجنة.

دور اللجنة العليا للإغاثة 

في البداية نرى أن جميع أعضاء اللجنة من الموالين للرئيس اليمني المستقيل هادي وهذا ما ينوه الى مدى مصداقية عمل اللجنة وآلية عملها وكيفية توزيع المساعدات.

ففي اقل من اسبوع من عمل اللجنة انتشرت فضيحة فساد في تحويل ميناء جيبوتي الى سوق سوداء من اجل بيع المساعدات التي يجب أن تصل الى اليمن. حيث نشر موقع (عدن الغد) تفاصيل عن بيع المساعدات الدوائية والغذائية في اسواق جيبوتي لتجار من افريقيا ومصر. وقالت مصادر عاملة في ميناء جيبوتي ان الجزء الأكبر من المساعدات الدولية لليمن تم بيعه إلى تجار محليين بعدد من الدول الإفريقية والعربية وذلك في احدث كشف من نوعه لمصير مئات السفن من المساعدات لم يصل منها إلى اليمن إلا نحو عشر سفن .

ونشر الإعلامي في قناة المسيرة عبدالرحمن الأهنومي بعضاً من تفاصيل ما حدث ويحدث في ميناء جيبوتي وتعامل ما يسمى بلجنة الإغاثة المشكلة من وزراء في حكومة بحاح مع المساعدات .وفي دليل على عمليات الفساد هذه، تساءل قبل أيام المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بالقول هل يشكل العمل الانساني في اليمن مرحلة فارقة في تاريخ العمل الانساني، باعتبار أن حجم الاستجابة لا يساوي خمسة في المائة، من حجم الاحتياجات، في وقت تتحدث فيه التقارير عن وصول عشرات الالاف من الاطنان ومئات السفن الى ميناء جيبوتي وبشكل شبه يومي، ولكن لا يوجد أي شيء يذكر.

من هنا نرى أن عمل هذه اللجنة تحول الى شركات لبيع المساعدات الانسانية الموجهة الى اليمن، عبر تجار من دول مختلفة. وكل هذا يزيد تعقيد الوضع الانساني الذي يعانيه الشعب اليمني من جراء العدوان السعودي.

 

المصادر:

منظمة الصحة العالمية

اللجنة الدولية للصليب الأحمر

برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة

موقع عدن الغد

موقع الفجر

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق