التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

الأسير الفلسطيني خضر عدنان مصمم على مواصلة معركة الأمعاء الخاوية حتى النهاية 

فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكدت عائلة الأسير الفلسطيني خضر عدنان، الذي دخل شهره الثاني في الإضراب المفتوح عن الطعام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، إصراره على مواصلة هذه المعركة، وإن ارتقى في النهاية شهيدًا.

وقالت زوجة الأسير عدنان في مؤتمرٍ صحفي عقدته برفقة والده وأبنائه امس الأربعاء، :” رسالة الشيخ خضر للشعب الفلسطيني ولأحرار العالم أنا لم أُسقط الراية، فإن عدت لكم منتصرًا فاحملوني على الأكتاف، وإن سقطتُ – لا سمح الله – فأتمنى أن يخرج من بينكم من يحمل الراية، ويواصل طريق الحرية والكرامة “.
وطالبت الزوجة عدنان المُكناة بـ”أم عبد الرحمن” بتصعيد أشكال المساندة والنصرة للشيخ خضر، منتقدةً بشدة صمت المؤسسات الحقوقية الدولية عن معاناته الممتدة منذ خوضه الإضراب في الخامس من شهر أيار/ مايو الماضي.
ونوهت إلى أن الشيخ أراد بإضرابه تسليط الأضواء مجددًا على الاعتقال الإداري الذي يذوق مرارته 350 أسيرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لافتةً إلى أنه قبل إعلانه عن هذه الخطوة وجّه رسائل في اتجاهات عدة للمؤسسات الحقوقية ولممثلي الأسرى ولجميع المعنيين أملًا منه أن يلقى الدعم والإسناد لما سيُقدم عليه.
وقالت أم عبد الرحمن :” من نصر الإضراب في بدايته ليس بتاتًا كمن ينصره في نهاياته”، معربةً عن ثقتها بأن زوجها سينتصر هذه المرة كما انتصر من قبل.
من جانبه، قال والد الشيخ خضر :” ولدي لا يهوى الجوع والعطش بل يهوى الحرية له ولشعبه وهو يصر على مواصلة الكفاح من داخل سجون الاحتلال عن حرية الأسرى والمعتقلين الإداريين،
ويبدو الوالد عدنان – وهو شيخ بلحية بيضاء تشي أن عمره ناهز 70 عامًا – واثقًا بصلابة ابنه وثباته، مؤكدًا أنه “سيخرج منتصرًا بعون الله وقدرته، كما خرج في المرة السابقة بعد أن فضح زيف الاحتلال والديمقراطية التي يتغنى بها”.
وتلا والد الأسير المضرب رسالةً من ابنه، وجه فيها التحية لكل من يساند إضرابه خاصةً رجال الإعلام، منبهًا إلى أن همته “يستمدها من عند الله أولًا، ثم من دعائكم أن يحفظ عليّ صحتي في مقارعة الاحتلال .. فمحبتكم التي تغيظ الاحتلال ترفدني بقوة لا يعلم بها إلا الله ..”.
وأشار المضرب عدنان في رسالته إلى أنه يسمع صوت الآذان من داخل سجنه في مدينة الرملة المحتلة، وهو يردد الله أكبر .. الله أكبر على كل ظالم ومستبد ومتجبر، مشددًا على أنه “لا يخوض الإضراب بصورة فردية فحسب، بل هي معركة كل الأسرى الذين يتوقون للحرية، رموز العزة والكرامة في هذه المعمورة ..”.
ولفت الشيخ خضر إلى أن “بريطانيا العجوز الهرمة هي من تتحمل وزر الاعتقال الإداري”، معتبرًا أن “تفعيل الاحتلال لقانون الطوارئ، الذي يجيز اعتقال أيًا كان دون مبررات قانونية، لهو من أرذل وأخس أساليب الاعتقال التي عرفها الشعب الفلسطيني”.
واستدرك يقول :” هذا لا يعني أنني أبرر الاعتقال لأي فلسطيني أو فلسطينية، فمكان أسيراتنا وأسرانا هو الوطن الحبيب، لا داخل سجون القمع الصهيوني”.
بدوره قال الأسير المحرر وليد الهودلي – وهو زوج الأسيرة المحررة عطاف عليان صاحبة أول تجربة إضراب عن الطعام في سجون الاحتلال – :” إن الشيخ خضر يضع الاحتلال في كابوس بهذه الخطوة النضالية التي يقوم بها، كما يضع الاحتلال الشعب الفلسطيني في كابوس اسمه الاعتقال الإداري”.
ويجزم الهودلي بأن الإضراب المفتوح عن الطعام بوابة لإغلاق ملف الاعتقال الاداري، الذي يستهدف كل فلسطيني.
ونوه إلى أن “الاعتقال الإداري حرب نفسية على المعتقل نفسه، وعلى أهله، وعلى كل النخب الثقافية والاجتماعية والسياسية .. وعلى كل إنسان فلسطيني خاصةً من يريد أن يكون له دور في الشأن العام الفلسطيني”.
وقال الهودلي على إن “هذه القضية هي ليست قضية الشيخ خضر وحده، وإنما قضية الكل الفلسطيني”، مضيفًا:” آن الأوان بهذه البطولة أن يُفتح هذا الملف، وألا نخرج منه إلا وقد أنهينا على شيء اسمه الاعتقال الإداري”.
وتابع :” أعلم أن الأمر صعب، ويحتاج الكثير من الجهود الرسمية وغير الرسمية، ويحتاج إلى تضافر الكل على الساحة المحلية والدولية لفضح ممارسة الاحتلال لهذا الاعتقال، لكن الشيخ خضر يأتي الآن ليخطو الخطوة الواسعة في هذا الموضوع، ونأمل أن يتم إسناده ونصرته، وصولًا لتحقيق هذا الهدف”.
وتطرق مدير الدائرة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولس، إلى الوضع الصحي للأسير خضر عدنان، موضحًا أنه دخل مرحلة الخطر، ويعاني من هزال وضعف شديدين وواضحين للعيان.
ولفت بولس الذي أجرى زيارة للأسير عدنان في عيادة سجن الرملة، إلى أن الأسير خضر يتناول الماء فقط دون الملح أو أي مدعمات، علمًا بأنه رفض ويرفض إجراء أي فحص طبي منذ البدء بإضرابه، ويؤكد رفضه المثول أمام المحاكم العسكرية أو قيام أي محامٍ بالدفاع عنه.
ونقل بولس عن الأسير المضرب تأكيده أن ضباطًا من مصلحة سجون الاحتلال قاموا بزيارته صباح اليوم الأربعاء في زنزانته، وأبلغوه أنهم قرروا نقله إلى مستشفى مدني، حتى وإن لزم ذلك استخدام القوة، بالمقابل أكد خضر رفضه لذلك. وبيّن أن معنويات الأسير عدنان عالية، وهو مستعد لكل الاحتمالات حتى نيل حريته. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق