منطقة “الكرمة” العراقية وأهميتها الاستراتيجية
تستمر المعارك بين الشعب العراقي المتمثل بقوات الجيش والحشد الشعبي وتنظيم داعش الارهابي في مناطق ومدن متعددة وتشترك جميع هذه المعارك بأن عناصر داعش يتقهقرون وسط تقدم ملحوظ لقوات الحشد الشعبي، ومن المناطق الاستراتيجية التي تنطبق عليها هذه القاعدة منطقة الكرمة في الانبار غرب العراق حيث استطاع الحشد الشعبي تحرير أجزاء واسعة منها في خطوة هامة على الساحة الميدانية وذلك لما تتمتع به هذه المنطقة من أهمية استراتيجية.
تقع الكرمة غرب العراق في محافظة الانبار ويبلغ تعداد سكانها ما يقارب ٢٠٠ ألف نسمة وتمتاز بموقعها الاستراتيجي بالنسبة لمدينة الفلوجة اذ تبعد عنها ما يقارب ١٦ كم مما يجعلها منطقة ارتكاز هامة للعمليات العسكرية المقبلة والتي ستنفذ ضد تنظيم داعش في الفلوجة والانبار، وهذا ما جعل الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي تبدأ بتحريرها أولاً، وفي هذا الصدد نُفذت عدة عمليات من بينها عملية “فجر الكرمة” حيث اسفرت عن قتل (٢١) إرهابياً، وتدمير (٧) مركبات تابعة لتنظيم داعش، بالاضافة الى تفكيك (١١٠) عبوة ناسفة وتخريب معامل للتفخيخ وتدمير مخازن تابعة للتنظيم الإرهابي١.
هذا وكانت منطقة الكرمة تشكل بالنسبة لتنظيم داعش المتواجد فيها منذ ما يقارب عامين مركزاً لاطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على مناطق الشعلة والغزالية في بغداد وهذا ما دفع بالقوات العراقية في وقت سابق الى تنفيذ حملة عسكرية واسعة لتطهير المنطقة من تنظيم داعش حيث شارك في الحملة التي سميت بعملية “الشهيد اللواء الركن نجم السوداني” اضافة الى الحشد الشعبي فرق متعددة من الجيش العراقي٢.
العمليات المكثفة التي تشنها قوات الحشد الشعبي على منطقة الكرمة تأتي في اطار الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة التي تعتبر درع الفلوجة وخاصرتها الأمنية، فتحرير الكرمة يشكل ضربة محكمة لتنظيم داعش الارهابي المتواجد في الفلوجة وهذا ما تدركه القيادات في تنظيم داعش جيداً، فالتنظيم الارهابي لن يتمكن من الصمود في الفلوجة اذا ما دخلت قوات الحشد الشعبي الى الكرمة، هذا بالاضافة الى أن تحرير الكرمة سيؤمن الحماية للعديد من المناطق المجاورة لها، وخاصة بعض مناطق بغداد القريبة منها، حيث شكلت هذه المنطقة مركزاً لتنظيم الهجمات على أطراف بغداد.
كما أن استعادة هذه المنطقة يمثل ضربة لمعنويات عناصر تنظيم داعش الارهابي وسيرفع معنويات الحشد الشعبي وسيزيد من الثقة الجماهيرية به، وطرد التنظيم التكفيري من هذه المنطقة الاستراتيجية سيجلب المزيد من الاحباط للدول التي تدعم هذا التنظيم وتعول عليه.
فالمعركة مستمرة ولم يبق أمام قوات الحشد الشعبي الا منطقتي البوعودة والسجر ومركز الكرمة لتكون منطقة الكرمة قد أصبحت بكاملها تحت تصرف القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي وقد أكد قائد اللواء ثلاثون العقيد جمعة فزع الجميلي لوكالة الفرات نيوز أن القوات العراقية في آخر مراحل استعادة الكرمة٣.
ومن هذا المنطلق تحظي منطقة الكرمة من خلال موقعها الاستراتيجي والحساس بأهمية فائقة للطرفين، فتنظيم داعش الارهابي يحاول بكل قدراته المحافظة على مواقعه المتبقية في الكرمة بعد أن استطاع الحشد الشعبي استعادة غالبية المناطق متقدماً ليصبح قاب قوسين أو أدنى من استعادة الكرمة كاملةً، وتحرير هذه المنطقة يعني بدء تهاوي تنظيم داعش الارهابي في الفلوجة والأنبار بالاضافة الى اندحاره التدريجي في المناطق العراقية الأخرى.
المصادر:
١- حسب احصائيات بيان صادر عن قيادة عمليات بغداد بتاريخ ٣١-٥-٢٠١٥
٢- حسب البيان الصادر عن وزارة الدفاع العراقية بتاريخ ٢٨-٥-٢٠١٥
٣- تصريح أدلى به قائد اللواء ثلاثون العقيد جمعة فزع الجميلي لوكالة الفرات نيوز
– وكالة انباء الجمهورية الاسلامية (ايرنا)
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق