التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

يجب أن نبقى ! 

عبدالرضا الساعدي 
لوحة فنية تشكيلية معبّرة ، رسمها فنان عراقي شاب لا يبحث عن منفعة خاصة ولا شهرة أو ضجيج إعلامي ، بقدر إحساسه بالحياة وحبه للعراق ومرتكزات حضارته وثقافته وصموده ، حين يواجه أقبح وأكبر موجة إرهاب وعداء وتخلف تمر على البلد منذ العام 2003 وحتى اللحظة .
اللوحة تمثل أحد فنانينا العراقيين وهو يعزف على آلة موسيقية عريقة، في مكان مدني عام فجّره وحرقه الإرهابيون في منطقة الكرادة ببغداد الجميلة ، مؤخرا ..رسمها بعد ساعات قليلة من الحادث الإجرامي ، وكأنه يقول : ربما لا أجيد  لغة العنف والدمار والمفخخات التي تثقفتم عليها في مدارسكم الغبية المتخلفة والمجرمة ، كي أرد عليكم بالمثل ، لأنني ابن حضارة وأصالة وقيم ودين وسلام وشرف .. أما أنتم .. فلا  تمتلكون شيئا من هذه أو تلك أبدا .. ولكني مازلت أملك بقوة مستلزمات البقاء والحياة .. الحب والإبداع والشجاعة والسلام.

طبعا ، ليس اللوحة وحدها التي رسمها هذا الفنان العراقي الأصيل تعبّر عن الحالة العراقية الآن ، بل مواقف الكثيرين من الناس الأبطال في كل مكان وزمان من هذه المواجهة بين عالمين : عالم الحياة السامية والراقية ، وعالم الانحطاط والخراب والموت الظلامي الأعمى، وهو الفارق الذي يعني أن شعبا يحب الحياة ويعشق الأمل والمستقبل ، لن يموت أبدا مهما تكالبت مخالب الشر والدونية والإجرام ، ومهما طالت أو قصرت مدة الاستهداف الشيطاني الخبيث ، فالعراق باقٍ بشعبه وأرضه وقيمه وأصالته وشجاعته في مواجهة الدخلاء من كل حدب وصوب..
هكذا يقول التاريخ والواقع ، وهكذا تقول الأحداث وتقول الإنجازات على الأرض ..
اللوحة العراقية إشارة فنية بليغة للعالم أجمع .. الذي يفهم أو الذي لا يفهم ،  يصغي أو لا يصغي ، يرى أو لا يرى ،  نحن متمسكون بما نؤمن به ،ونحن من يبقى وهم زائلون بإرادة الله وبتضحياتنا وحبنا للوطن وللحياة والجمال والفضيلة .. نعم هم يبتكرون وسائل الدمار والإبادة والشر
ونحن نمتلك وسائل البناء والخير والبقاء ،
ويجب أن نبقى ..
هكذا تقول لوحة الشعب العراقي
وستبقى دائما.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق