التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

التوغل الاسرائيلي في افريقيا مخطط ممنهج 

سعي الكيان الإسرائيلي لإيجاد تواجد له في القارة الأفريقية ليس بالأمر الجديد، فقبل قيام الكيان ومع انعقاد اول مؤتمر للكيان في سويسرا عام ١٨٩٧(١)، برزت في صدارة جدول أعماله خيار أوغندا إلى جانب الأرجنتين وفلسطين. ومع إنضمام افريقيا إلى الأمم المتحدة صارت تشكل كتلة لها رأيها ووزنها في المحافل الدولية، لذلك سعى الكيان الإسرائيلي إلى كسب تأييد الدول الأفريقية ليضمن ذلك منح أصوات إضافية من التأييد لهذا الكيان في المحافل الدولية، فلم يكن كافياً أن يعتمد الكيان الإسرائيلي على الفيتو الأمريكي والبريطاني والفرنسي في مجلس الأمن الذي كان بحاجة إلى أصوات عشرات الدول الأخرى لكي تحول دون تدهور الكيان وعزلته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. فما هي المطامع الإسرائيلية في افريقيا؟ وما هو المخطط الاسرائيلي لتحقيق هذه المطامع؟

 

المطامع الإسرائيلية في القارة الافريقية:

 

١ – تمثل القارة الأفريقية للكيان الإسرائيلي ركيزة اساسية يستطيع من خلالها إقامة دولتهم الكبرى المزعومة وذلك لوجود منابع النيل فيها.

 

٢ – من خلال السعي الذي يقوم به الكيان الإسرائيلي لكسب الشرعية السياسية والقانونية وإعتراف دولي أكبر به، يطمع في أن تكون القارة الأفريقية مكسب له على هذا الصعيد.

 

٣ – العمل على الحيلولة دون قيام تكتل عربي افريقي ضده، وهو السياق الذي ياتي ضمن المخطط الإسرائيلي القائم على زرع بذور التفرقة.

 

٤ – الموارد الطبيعية والثروة النفطية الهائلة، وهو مطمع اسرائيلي أساسي وكبير في القارة الأفريقية.

 

٥ – جعل البحر الأحمر منفذاً إسرائيليا إلى القارة الأفريقية والشرق آسيوية.

 

وتساهم الدول الغربية بشكل كبير في تمكين الكيان الإسرائيلي للتوغل في القارة الأفريقية، فدور بريطانيا في تمكين الكيان من إنشاء سفارات له كان واضحا على مر السنوات الماضية، وفرنسا التي لعبت دورا بارزا في إتاحة الفرصة للكيان بإقامة مشاريع إقتصادية وتجارية في بعض الدول الأفريقية كجيبوتي وداكار والسينيغال وساحل العاج.

 

وفي سياق السياسة التي يعتمدها الكيان الإسرائيلي للتوغل في القارة الأفريقية، تأتي أربعة مداخل أساسية وهي كالتالي:

 

التوغل السياسي:

 

١ – إقامة علاقة مع جهات معارضة وتشكيلات مسلحة وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري الكامل لها.

 

٢ – تشجيع الدول التي تعاني من مشاكل إقتصادية على حلول الإنفصال والتقسيم.

 

٣ – إقامة علاقات شخصية مع بعض الحكام الأفارقة بهدف كسب ودهم وتوريطهم فيما بعد ومن ثم الضغط عليهم.

 

٤ – التمثيل الدبلوماسي حيث حرص الكيان الإسرائيلي على إنشاء أوسع شبكة من العلاقات الدبلوماسية وكسب النفوذ السياسي داخل البلدان الأفريقية، وكل ذلك كان بدعم من الحكومات الغربية كفرنسا وبريطانيا وأمريكا.

 

٥ – سعي الكيان الإسرائيلي إلى تضليل الدول الإفريقية بشأن ظروف نشأته، حيث عمل على أن يربط بين هذه الظروف والظروف التي مرت بها البلدان الإفريقية، ليوجد بذلك نوعا من التجاوب مع مبادراته ونشاطاته في القارة الإفريقية.

 

التوغل الإقتصادي:

 

إعتمد الكيان الإسرائيلي في سياسة توغله الإقتصادي على مجموعة من المخططات التالية:

 

١ – مسح الاسواق الإفريقية وإعداد دراسات عن أوضاعها وطاقتها الإستهلاكية، والتركيب الاقتصادي وظروفه واحتياجات أسواقه من السلع.

 

٢ – عقد اتفاقيات تجارية مع مختلف الدول الإفريقية، وانطلاقا من هذا الحرص لجأ الكيان الإسرائيلي إلى فتح ملحقيات تجارية تتولى مهمة تطوير التجارة بين الكيان الاسرائيلي والبلدان الإفريقية.

 

٣ – تقديم التسهيلات المالية والقروض والائتمانات، وذلك لتمكين هذه البلدان من استيراد السلع من الكيان الإسرائيلي، والتي تشكل مواداً أولية.

 

٤ – الاقتراض من البنوك الغربية الأمريكية والإنجليزية والألمانية بأسعار فائدة منخفضة، ثم إعادة إقراضها للدول الإفريقية بأسعار مرتفعة، بالإضافة إلى تقديمها في صور سلع وخدمات، فتكون الفائدة مزدوجة.

 

وتهدف كل هذه المخططات في سياسة الكيان الإسرائيلي الإقتصادية إلي ربط الإقتصاد الأفريقي به وبالتالي إضعافه.

 

التوغل العسكري الخفي:

 

١ – إرسال المستشارين من أجل تدريب الجيوش الإفريقية وتنظيم بعضها.

 

٢ – تصدير الأسلحة المصنوعة في الكيان الإسرائيلي إلى الدول الإفريقية.

 

٣ – إنشاء شركات المرتزقة والتي تعمل على تدريب الجماعات المسلحة الإرهابية وتسليحها.

 

٤ – إنشاء شركات تتولى تنفيذ المخططات الإسرائيلية في إفريقيا.

 

٥ – تغلغل الخبراء الإسرائيليين في المجالات العسكرية والأمنية والإستخباراتية داخل المؤسسات الوطنية الأفريقية، حيث يسعى الكيان الاسرائيلي إلى استغلال الدول الإفريقية للتجسس على مصر والسودان والصومال وجيبوتي وشمال إفريقيا.

 

مما لا شك فيه أن الكيان الاسرائيلي يشكل خطرا على القارة الأفريقية كما منطقة الشرق الأوسط، وتوغله السياسي والإقتصادي والعسكري أمر يحتاج إلى تأمل ومراجعات شاملة، يتوزع العبء فيه على جهود الكيانات الإفريقية، والكيانات العربية والإسلامية، الرسمية منها وغير الرسمية لتفادي الخطر.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق