التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

نتائج معركة القلمون، كيف قلبت الموازين علي خريطة الصراع في سوريا؟ 

 يحقق الجيش السوري وقوات المقاومة اللبنانية، انتصارات هامة في معركة القلمون- عرسال على الحدود السورية اللبنانية، حيث نجحت هذه القوات في السيطرة على أغلب مراكز ومناطق انتشار مسلحي تنظيم “القاعدة في بلاد الشام” في كافة منطقة القلمون الغربي امتداداً إلى جرود عرسال ونحلة وبريتال، وبلغت مساحة المناطق المحررة سواء في القسم السوري أو اللبناني من جبال القلمون أكثر من ١٠٠ كيلومتر مربع، وتكبدت الجماعات الارهابية المسلحة خسائر فادحة في العتاد والأرواح، حيث تشرد قسم كبير منهم في الجرود وعمد قسم آخر إلى رمي السّلاح والالتحاق تسلّلاً أو خلسة إلي مخيّمات النّازحين السوريين أو حتى في بلدة عرسال وخارجها، كما لحقت بجبهة النصرة هزيمة معنوية كبيرة، حيث خسرت في الموجة الأولى للهجوم أبرز قادتها الميدانيين، فيما لاذت القوى الدولية الداعمة لها بصمت لافت تجاه ما يجري.

 

وتنبع أهمية النتائج الأخيرة لمعركة القلمون، من كونها قد جاءت بعد سلسلة من التطورات الهامة على الساحة السورية شهدتها الأشهر الماضية، في ظل حرب نفسية ممنهجة تعرض لها المجتمع السوري، على وقع التقدم الذي أحرزه ما يسمى “جيش الفتح” على جبهة إدلب بدعم من المحور التركي- السعودي- القطري، وسيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدينة تدمر في ريف حمص.

حيث جاءت انتصارات القلمون لتدحض الشائعات التي روجت لها وسائل اعلام القوى الإقليمية الداعمة للجماعات المسلحة، حول قرب بدء معركة دمشق الكبرى، واستعدادات “جيش الفتح” لبدء معركة حلب، وقرب سقوط الساحل السوري بيد الجماعات الارهابية المسلحة عقب تفاهم سعودي- تركي- قطري على تغيير الوقائع الميدانية على الساحة السورية رداً على التفاهم النووي الغربي مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية.

ويمكن القول بأن التقدم الذي أحرزه الجيش السوري والمقاومة اللبنانية على جبهة القلمون، لم يستوعب فحسب موجة الشائعات الأخيرة، بل عزز الروح المعنوية لدى الجيش السوري، وقوات الدفاع الوطني المساندة له، الأمر الذي انعكس بشكل واضح على المشهد الميداني، حيث بدأ الجيش السوري يستعيد زمام المبادرة في ريف إدلب بعد خروج مدينة أريحا ومحيطها عن سيطرته نهاية شهر أيار الماضي، وذلك من خلال توسيع رقعة الأمان في محيط المناطق التي لا تزال تحت سيطرته، وقد سيطر الأسبوع الماضي على أربع بلدات ومواقع في الريف الإدلبي.

من ناحية أخرى، فإن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لجبال القلمون، أكسب هذه المعركة أهمية إضافية، ومنحها تأثيراً كبيراً على الحرب الواسعة التي تشن على الجيش السوري في كافة الأراضي السورية وصولاً إلى العاصمة دمشق. حيث أن سيطرة الجيش السوري على القلمون من شأنها أن تضيق الخناق على مسلحي الزبداني في القلمون الجنوبيّ الغربي وتأمين الشريط الحدوديّ كاملا بالإضافة إلى تأمين الطريقين الدوليّيْن دمشق حمص ودمشق بيروت وعزل مسلحي القلمون عن مسلحي الغوطة.

وبهذه الانتصارات للجيش السوري والمقاومة اللبنانية في معركة القلمون يكون قد سقط رهان المحور التركي- السعودي- القطري، حيث أن جبهة النصرة التي يمولها هذه المحور تداعت في هذه المنطقة الاستراتيجية التي كان يعول على استخدامها لتهديد دمشق وحمص وابقاء لبنان في حالة تهديد مستمر عبر سلسلة جباله الشرقية.

قلق اسرائيلي

ما جرى في القلمون أيضاً أقلق الكيان الإسرائيلي الذي يراقب عن كثب ما حصل ويحصل على هذه الجبهة، حيث أن دحر جبهة النصرة في القلمون يدفع وزارة حرب الكيان الإسرائيلي إلى تخيل سيناريو مماثل في منطقة الجليل، حيث الجغرافيا أقل وعورة من القلمون، وهي معروفة بالنسبة إلى المقاومة ككف اليد. فمعركة القلمون أكسبت حزب الله قدرة وخبرة إضافية في المعارك العسكرية، كما أدت إلى تطور أداء المجاهدين في المقاومة الذين باتوا يجمعون ما بين عمل المقاومة وإدارة الجيوش النظامية للحروب، كما أصبحت المقاومة أكثرة قدرة على السيطرة على تلال استراتيجية مرتفعة تسمح لها باستخدامها لإطلاق الصواريخ في أية حرب مقبلة مع الكيان الاسرائيلي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق