أسباب تمدد داعش في ليبيا
بعد انتشار داعش في كل من سوريا والعراق، “دولة داعش” كما في شعارهم باقية وتتمدد، وهي تمتد في دولة جديدة وهي ليبيا. تنظيم داعش الإرهابي المنبثق عن تنظيم القاعدة بدأ أول ظهور له في العراق ثم امتد الى سوريا تحت مسمى “الدولة الاسلامية في العراق والشام”. بعدها أخذ بالانتشار في دول أخرى ضمن جماعات صغيرة، تحت مسمى “الدولة الاسلامية”. لدى داعش تجمعات في سيناء وفي الصومال وفي اليمن وفي ليبيا. فما هو سبب انتخاب ليبيا وما هي عوامل انتشار داعش في هذا البلد؟ وما هي اهداف هذا التنظيم الإرهابي في المستقبل؟
مؤخرا استطاع تنظيم داعش بسط سيطرته على مدينة هراوة التابعة لمحافظة سرت في ليبيا ومن قبل على مدينة سرت الساحلية، كما تشير تقارير الى تواجده بقوة في بنغازي عبر جماعة أنصار الشريعة وكذلك في درنة شرق ليبيا، كما لداعش تواجد ايضا في طرابلس عبر مجموعة فجر ليبيا. هنالك عوامل عدة سببت إنتشار داعش في دول مختلفة وذلك بعد أن كان منحصرا في العراق وسوريا، من أهمها البيئة السكانية الحاضنة والاقتصاد والسياسة. هذه العوامل كان لها الدور الأبرز في انتخاب دولة كليبيا من اجل بسط نفوذ التنظيم فيها. وعبر تحليل هذه العوامل سنتعرف على الاسباب التي ساعدت داعش علي الانتشار في ليبيا.
١- البيئة السكانية الحاضنة
إن السبب أو العامل الاول الذي ساعد داعش علي الانتشار في ليبيا هو وجود بيئة حاضنة للفكر الوهابي في ليبيا، فحركة أنصار الشريعة ذات الفكر الوهابي والمتمركزة في بنغازي بايعت تنظيم داعش وعملت على نشر الفكر الوهابي، وكذلك الامر بالنسبة لمجموعة فجر ليبيا الموالية لداعش التي استولت على طرابلس، مستفيدة من الوضع الحالي في ليبيا وعدم وجود سلطة قوية موحدة رادعة لمثل هذه التنظيمات.
٢- العامل السياسي
إن ما آلت اليه الحرب التي شنها حلف الناتو على ليبيا من اجل إسقاط حكم معمر القذافي من تقسيمات سياسية مختلفة، ساعدت على ظهور الجماعات الاسلامية كإحدى القوى السياسية في ليبيا، فالوضع الحالي في ليبيا الان منقسم الى برلمانين ودولتين بسبب استيلاء مجموعة فجر ليبيا على طرابلس في الصيف الماضي. فالفراغ السياسي أدى الى تجمع القوى ضمن ميليشيات مختلفة ومتحاربة، وكان من ضمن هذه الميليشات تنظيم داعش الذي يحاول اثبات قوته وكعادته ضمن ممارسات إرهابية مختلفة كإعدام الاقباط المصريين والعمال الأثيوبيين المسيحيين ذبحا على شواطئ البحر المتوسط.
٣- العامل الاقتصادي
كما هو الحال في العراق وسوريا نجد أن تنظيم داعش يسعى الى بسط نفوذه على المناطق الغنية بالنفط، وذلك من أجل دعم اقتصاده. وسيطرة داعش على مدينة هراوة ساعده علي التقدم شرقا نحو الاماكن الغنية بالنفط كمنطقة السدرة أو ما يسمى “الهلال النفطي”، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين قوات حرس المنشآت النفطية وداعش جنوب غرب ميناء السدرة من أجل السيطرة على حقل الباهي النفطي، كما اقترب من ميناء السدرة النفطي. وحتى الان استولى داعش على حقل المبروك النفطي جنوب مدينة سرت. وستعزز سيطرة مسلحي داعش على المناطق النفطية قوتها الاقتصادية وستضاعف بالتالي قوتها العسكرية أيضاً.
وبحسب العوامل السابقة كانت ليبيا المكان المناسب لاستقدام داعش وانتشاره، ولو نظرنا الى العوامل التي ساعدت على انتشار التنظيم بشكل عام، نجد أن هناك الكثير من العوامل الأخري ايضا، أهمها أن الجميع يعرف أن القاعدة أسستها الاستخبارات الامريكية والسعودية والباكستانية في افغانستان، وهي ما تزال تستفيد من شق القاعدة المتمثل بداعش من أجل إبقاء النفوذ الامريكي في المنطقة. وقد أكدت صحف اسرائيلية أن حوالي ٧٠٠ عنصر من داعش ممن اصيبوا في سوريا تعالجوا في تل ابيب.
إن عدم إقدام الدول الغربية على أي عمل جدي يقوض داعش على الارض، كان له الاثر ايضا في انتشار داعش، وكذلك دعم بعض الدول العربية للتنظيم ماديا وعسكريا و فكريا، كما ساعد دعمهم للحروب والنزاعات في المنطقة عبر وسائل اعلامية الغاية منها زرع الفتنة الطائفية والمذهبية، في انتشار الفكر الوهابي التكفيري.
اليوم ليبيا وغدا من ستكون الدولة المستهدفة ؟ فالرئيس التونسي السبسي قال في مقابلة مع القناة الثانية الالمانية إنه ربما يكون الهدف المقبل لدعاش هو تونس، وطالب في قمة الدول الصناعية السبع الدعم المالي والمعلوماتي من اجل مواجهة هذا التنظيم الإرهابي لأن ذلك سيعود بالنفع لدول أوروبا، حيث الاحداث الاخيرة في تونس تؤكد ذلك.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق