ربيع غزة ونار التكفير
يُنهي فصل الربيع أخر أسابيعه في غزة المحاصرة، أسابيعٌ كادت تشتعل وتتحول الى حرب ملتهبة تقتل الأطفال وتشرد النساء، و تجلب الدمار والخراب، فغزة كانت على وشك نار حربٍ ليست كسابقات عهدها فهذه الحرب حاولت مجموعات متشددة تكفيرية على صلة بتنظيم داعش الارهابي أن تكون هي الفتيل لها وهي المشعل لها.الحرب كادت أن تندلع بسبب تنظيم يطلق على نفسه “سرية الشيخ عمر حديد” وهو مرتبط بتنظيم داعش الارهابي، حيث قامت هذه السرية باطلاق ثلاث صواريخ على الكيان الاسرائيلي ليس بهدف ضرب هذا الكيان بل “انتقاما لقيام حركة حماس بقتل أحد أنصار تنظيم داعش في وقت سابق في غزة” حسب ماذكرته “سرية الشيخ عمر” على حسابها في تويتر.
غضب “سرية الشيخ عمر” جاء بعد مقتل الشاب البالغ من العمر ٢٧ عاما والذي ينتمي لتنظيم داعش الارهابي حيث تم قتله أثناء محاولة القبض عليه اذ رفض تسليم نفسه وقام بفتح النار على القوات التابعة لحماس كما عمد الى تفخيخ المنزل الذي كان يتحصن به، وذلك حسب ما أعلنه “إياد البزم” المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة. والجدير بالذكر أن عملية قتل الشاب هذه جاءت بعد أن أعطى تنظيمُ داعش مهلة ٤٨ ساعة لإنهاء الحملة والإفراج عن العشرات المنتمين لداعش والذين تم إعتقالهم خلال الأشهر الماضية، وعدم الاستجابة لهذا المطلب اضافة الى قتل الشاب دفع بسرية الشيخ عمر الى اطلاق الصواريخ على الكيان الاسرائيلي ليفرغ الأخير غضبه على حماس.
مع أن الصواريخ التي اطلقتها “سرية الشيخ عمر” لم تسفر عن أي اصابات أو خسائر في الكيان الاسرائيلي الا أنها كانت حجة كافية لجيش هذا الكيان للإغارة على قطاع غزة تنفيذاً للرغبة المشتركة في معاقبة حركة حماس حيث استهدفت الغارات الاسرائيلية ٣ معسكرات تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في مدينة غزة، ومعسكرا رابعا في خان يونس في جنوب القطاع، كما اوضحت مصادر فلسطينية.
هذه الأحداث تفضح التوجه العام للتيارات التكفيرية عموماً وداعش خصوصاً فضرب الكيان الاسرائيلي لم يكن انتقاماً للأراضي والحقوق الفلسطينية والاسلامية، بل على العكس كان لاستفزاز الجيش الاسرائيلي ليرمي بعناقيد غضبه على أهالي غزة المحاصرين ولينهي ربيعهم ببداية حربٍ دامية، وهذا يعمق حقيقة ضلوع التنظيمات التكفيرية بتنفيذ المخططات الاسرائيلية والعمل على تحقيق مشاريع الكيان الاسرائيلي.
واللافت أن التنظيم التكفيري المسمى بـ”سرية الشيخ عمر” لم يتردد في الاعلان بكل وضوح عن هدفه من قصف الكيان الاسرائيلي، وهذا ما يؤكد أن ما يسعى اليه هذا التنظيم هو نفسه حلم الكيان الاسرائيلي، وقد كانت الخطوة التي نفذتها هذه السرية مبرراً وذريعة لم يتردد الكيان الاسرائيلي في استخدامها لضرب قطاع غزة وبدء حملة عسكرية شرسة على حركة حماس التي كانت مدركة لما يجري فحالت دون اشتعال حرب شرسة تستهدف القطاع بكامله.
هذه الحادثة تشير الى أن التنظيمات التكفيرية في المنطقة اضافة الى محاولاتها ضرب الدول العربية والاسلامية كسوريا والعراق تعمل على تفتيت حركات المقاومة المتواجدة داخل فلسطين وقطاع غزة، ففي الدول العربية تشكل هذه التنظيمات اليد الاسرائيلية التي تنفذ الحلم الاسرائيلي القائم على تفكيك المنطقة وتقسيمها وزرع الحروب والفتن فيها، أما في قطاع غزة فالأمر يختلف قليلاً فهي تقدم الذريعة للكيان الاسرائيلي لشن حملات على قطاع غزة.
التنظيمات التكفيرية المتواجدة في فلسطين والتي تصرح علانية بمحاربتها لحركات المقاومة ورغبتها في القضاء عليها والضغط على الشعوب المقاومة لاتختلف عن اخواتها المتواجدين في باقي أصقاع الأرض فكلهم يعملون على تنفيذ مشاريع الكيان الاسرائيلي وتعبيد طريق حلمه وإن كان لكل طريقته ومهمته التي أوكلها اليه هذا الكيان ولكن وإن تعددت الوسائل فالهدف واحد.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق