الرد الصاروخي اليمني علي السعودية .. رسائل وأهداف
في وقت ادعت فيه السعودية جزافا بأنها تصدت لصاروخ سكود الذي اطلقه الجيش اليمني على قاعدة خالد بن عبدالعزيز الجوية السعودية في منطقة خميس مشيط، يثبت اطلاق هذا الصاروخ الذي اصاب هدفه بدقة، عزم وارادة الجيش اليمني وحركة انصارالله على تغيير المعادلة العسكرية السائدة في اليمن حيث اثبت الجيش اليمني وانصارالله بانهم قادرون على تغيير شكل المواجهة ومداها خلافا لما تريده السعودية.
ويأتي سقوط هذا الصاروخ على الهدف المحدد رغم امتلاك السعودية لصواريخ باترويت الامريكية المخصصة للدفاع ضد الصواريخ البالستية والتي يتباهى الامريكيون بانها تستطيع اسقاط اية صواريخ بعيدة المدى، كما يأتي هذا الهجوم الناجح بعد ان كانت السعودية قد اعلنت بأنها قضت على كامل الترسانة اليمنية من صواريخ سكود، ويحمل هذا التطور العسكري في طياته عدة رسائل سياسية وعسكرية أهمها:
صمود اليمنيين وقدرتهم على تغيير المعادلة
ان اول رسالة للجيش اليمني وحركة انصارالله الى الطرف المقابل هو انهم مازالوا صامدين بعد ٣ اشهر من الغارات السعودية وان تشكيلاتهم العسكرية لم تنهار بل انهم يمتلكون القدرة على تغيير معادلات هذه الحرب في أي وقت يشاؤون.
الصبر الاستراتيجي لن يطول
الرسالة الثانية لهذا الهجوم الصاروخي هو ان الجيش اليمني واللجان الشعبية يمتلكون قدرات كبيرة لم يستخدموها حتى الآن بسب اتباعهم لسياسة الصبر الاستراتيجي لعدة اسباب لكن ليست هناك ضمانات بأن يطول هذا الصبر الاستراتيجي الى الابد واذا اراد السعوديون الاستمرار في شن هجماتهم العمياء في وقت نقترب فيه من عقد محادثات السلام المرتقبة بشأن اليمن واستمروا في اراقة دماء المدنيين اليمنيين فيجب عليهم ان ينتظروا الرد الانتقامي من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية.
قدرة اليمنيين على بدء حرب صاروخية
اما الرسالة الثالثة ذات الأهمية الكبيرة من الناحيتين الأمنية والعسكرية فهي ان الجيش اليمني قد اثبت بانه قادر على بدء حرب صاروخية على السعودية في وقت يعلم الجميع بأن السعودية مليئة بالاهداف الامنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية التي يمكن استهدافها وهي اهداف تفوق اهميتها بكثير اهمية قاعدة خالد بن عبدالعزيز التي تم استهدافها.
وحتى الآن يبدو ان هناك غموضاً يكتنف مسألة قدرة السعوديين على التصدي لحرب صاروخية سيشنها اليمنيون على اهداف سعودية والتي قد تتضرر بشكل كبير في حال تم استهدافها فقد فشل السعوديون في اول اختبار حيث لم يستطيعوا التصدي للصاروخ الاول من نوع سكود ولذلك فإن الجميع يترقب أن يرى بأم العين تدهور الاوضاع في السعودية بشكل اكبر واوسع في حال وسع اليمنيون دائرة ردهم الصاروخي على الاهداف السعودية.
التأثير السياسي
بعد ان تبين للجميع ومنهم الرئيس اليمني المستقيل والفار عبدربه منصور هادي ان الهجمات السعودية هي غير مجدية، قبل منصور هادي مرغما المشاركة في مفاوضات السلام اليمنية – اليمنية دون وضع شروط مسبقة حيث من المتوقع ان تنطلق هذه المفاوضات خلال الاسبوع المقبل في جنيف برعاية الامم المتحدة وفي هذه الاجواء فإن الهجوم الصاروخي اليمني على السعودية يرفع من رصيد الجيش اليمني وحركة انصارالله خلال هذه المفاوضات فعندما يحافظ الجيش اليمني وانصارالله على جهوزيتهم القتالية في اعلى مستوياتها بعد ٣ اشهر من الغارات والعدوان ويمنعون الطرف المعتدي من تحقيق اية اهداف على الارض فمن الطبيعي ان يسعى الشعب اليمني ومقاوموه الى فرض رأيهم في هذه المفاوضات لأن يدهم باتت هي اليد العليا.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق