الحب ليس أضحوكة الزمن!
ثقافة – الرأي –
وليم شكسبير
ترجمة الكاتب الراحل جبرا إبراهيم جبرا
حين يحط بي القدر وتعرض عني أعين الناس
فأندب وحشتي وأبكي لحالي المنبوذ،
وأقرع آذان السماء الصماء بصراخ ليس يجدي
وانظر إلي نفسي وألعن حظي
متمنياً نفسي امرأً أكثر مني أملا،
لي محيا كمحياه، ولي ماله من الصحب الكثير،
مشتهياً لنفسي فن هذا ومجال ذاك،
قليل القناعة بما أنا في أشد التمتع به،
وفيما أنا في هذه الأفكار أكاد احتقر نفسي
تخطر فجأة أنت ببالي، وإذا بحالي،
كقبرة عند انفلاق الصبح، تنطلق
من علي كامد الأرض، لتهزج عند أبواب السماء.
لأن هواك الشهي يثيرني حين أذكره
فأزدري عندها استبدال حالي بالملوك.
أني لي إذن أن أعود في كرب هنيء
أنا الذي فوائد الراحة حرمتها،
حين لا يروح الليل عن عذاب النهار،
بل يعذب الليل النهار، والنهار الليل؟
وكلاهما، رغم أن كليهما عدو حكم الآخر،
يتصافحان اتفاقاً علي تعذيبي،
الواحد بالكدح، والآخر بجعلي أشكو
من شدة كدحي، متنائياً أبداً عنك.
اقول للنهار إنك تشعشع إرضاء له،
وتحبوه حسناً كلما لطخت السحب السماء،
وكذا اتملق الليل الأسمر المحيا
بأنك، حين لا تسطع النجوم، تعسجد السماء.
بيد أن النهار يمدد أحزاني كل نهار،
والليل يضاعف الأشجان مني كل ليلة.
لا تدعني في سبيل تزاوج الألباب الوفية
أقر بالعراقيل: فليس الحب حباً
إن يتحول عندما يحلو التحول له
أو يذعن راضياً للزوال عند من يبغي زواله.
لا، إنما الحب إشارة قد ثبتت
ترقب العواصف دون أن تتزعزع،
هو نجم تستدل به السفن الهائمة،
لا يعرف تأثيره وإن يقس البحارة علوة.
وليس الحب أضحوكة الزمن، وإن يقع خداه وثغره الوردي
في مدي منجله المنحني،
ولا يتحول الحب في وجيز ساعات الزمن أو لياليه،
بل رغم الخطوب يدوم حتي حافة القيامة.
إن يكن شططاً هذا وعلي ثبت برهانه،
فلا نظمت يوماً، لا ولا رجل أحب!
في ثقافة وفن