أسباب تعزيز العلاقات بين الرياض وتل أبيب
كانت العلاقات بين السعودية والكيان الاسرائيلي غير علنية ويكتنفها الغموض حتى وقت قريب لكن هذه العلاقات بدأت تأخذ شكلها العلني بعد ان عرضت القناة العاشرة الإسرائيلية صوراً للقاء بين ضابط الاستخبارات السعودي السابق أنور ماجد عشقي والاسرائيلي دوري غولد أحد كبار مساعدي رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ندوة مغلقة استضافها مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن حيث يطرح عقد مثل هذا اللقاء تساؤلات عدة حول أسباب تعزيز العلاقات السعودية الاسرائيلية في هذا الوقت.
يعتقد الخبراء بأن السعودية التي تدعم بالمال الدول التي دخلت مفاوضات التسوية مع الاسرائيليين في الشرق الاوسط مثل مصر والاردن تؤيد التسوية مع الكيان الاسرائيلي لانها تؤيد من اعترف بشرعية الكيان الاسرائيلي كما ان الرياض لديها علاقات وطيدة مع حلفاء هذا الكيان وتعادي محور المقاومة والممانعة وهذا يدل علي ان السعودية ليست فقط من مؤيدي وجود الكيان الاسرائيلي في المنطقة بل تحرص علي وجود علاقات متينة مع اصدقاء هذا الكيان.
اقتراب سببتها الاحداث الجارية في المنطقة
تتبع السعودية سياسة خارجية لها علاقة بالوضع الداخلي السعودي ونظامها السياسي المغلق ولذلك اعتمدت سياسة هجومية ازاء التحديات التي واجهتها بسبب الاحداث الجارية منذ ٤ سنوات في المنطقة وهي سياسة هجومية لدعم المتشددين والحد من نفوذ محور المقاومة والممانعة في المنطقة ولذلك نرى بأن الرياض باتت تعادي بشكل اكبر ايران والدول الحليفة لايران بالمنطقة.
تطورات المنطقة وأوجه التعاون السعودي الاسرائيلي
اذا كانت السعودية تسعى للحد من النفوذ الايراني في المنطقة فانها تتوافق وتتماشى مع السياسات الاسرائيلية سواء ارتبطت الرياض بعلاقات رسمية مع تل ابيب أم لم ترتبط، وان اضعاف ايران ومحور المقاومة هي سياسة اسرائيلية والسعودية ترغب في حدوث مثل هذا الامر وهذا التلاقي في المصالح بين السعودية والكيان الاسرائيلي سيؤدي الى تنسيق بين الاثنين.
الرؤية السعودية الاسرائيلية تجاه احداث المنطقة
لاشك بأن الكيان الاسرائيلي يريد اضعاف الجيوش العربية والجماعات المعادية له في المنطقة وسوريا هي احد هذه الاطراف، واليوم فان اكثر من نصف الاراضي السورية قد خرجت من سيطرة الحكومة وباتت مسرحا للحرب كما ان العراق ايضا يشهد حالة مماثلة حيث تجري حروب بالنيابة عبر الجماعات التكفيرية ونظرا الى تدخل السعودية في سوريا والعراق لاضعاف الجيوش العربية فإن السعودية تعمل لصالح الكيان الاسرائيلي وامريكا وهكذا تصبح معظم السياسات السعودية مجيرة لصالح الكيان الاسرائيلي وسياساته.
هل نتجه لمزيد من العلاقات العلنية ؟
ان جعل العلاقات بين السعودية والكيان الاسرائيلي علنية اكثر مما هي عليه الآن يبدو صعبا بعض الشيء لأن السعودية تدعي في الظاهر انها خادم الحرمين الشريفين كما ان الدول الاسلامية تعتبر الكيان الاسرائيلي كيانا غاصبا يحتل فلسطين ويجب اعادة حقوق الفلسطينيين اليهم وهناك من الخبراء من يعتقد بأن ابداء المزيد من العلانية في علاقات الرياض وتل أبيب ستفقد الرياض مكانتها في العالم الاسلامي ولذلك يستبعد هؤلاء الخبراء ان تعمد السعودية الى اظهار المزيد من العلاقات العلنية مع الكيان الاسرائيلي في المستقبل القريب.
وهناك قضية اخرى يجب اخذها في الحسبان وهي الأوامر والتعليمات التي تتلقاها السعودية من امريكا للاقتراب من الكيان الاسرائيلي واتخاذ سياسات تخدم المصالح الاسرائيلية والامريكية في المنطقة حيث لايمكن باي شكل من الاشكال تقييم السياسات السعودية في المنطقة بعيدا عن هذه الاملاءات والتعليمات الامريكية، وعندما يمعن المرء النظر في نتائج السياسات التي اتخذتها الرياض في المنطقة خلال ٤ سنوات الاخيرة يكتشف كيف خدم حكام السعودية المشاريع الامريكية في اجهاض الصحوة الاسلامية وضرب محور المقاومة والممانعة واذا كانت الرياض خادمة للمشاريع الامريكية فهي تخدم بذلك ايضا المشاريع الاسرائيلية لأنه لايمكن ان نفرق بين مشاريع واشنطن ومشاريع تل أبيب في المنطقة وهذا سيؤدي الى مزيد من تلاقي المصالح بين الرياض وتل أبيب مستقبلا.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق