المياه سكين جديدة تضاف الي الجعبة الداعشية
يواجه العراق حرباً واسعة تمتد لتشمل ساحات متعددة وجوانب مختلفة، حربٌ عسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، وحربٌ سياسية ضد دولٍ تدعم هذا التنظيم اضافةً الى حروب وتحديات تشمل كل مجالات الحياة حتى أن “المياه” لم تسلم من سكين تنظيم داعش الارهابي الذي يحاول استثمارها وفقاً لمصالحه وخدمةً للاستراتيجية التي يسير عليها، فلقد سيطر هذا التنظيم الارهابي على الرمادي حيث قام بإغلاق جميع أبواب سد الرمادي على نهر الفرات، وقطع المياه عن بعض المناطق، ولهذه الاستراتيجية التي يتبعها تنظيم داعش الارهابي العديد من الأهداف التي يأمل التنظيم بالوصول اليها.
اولاً: إن أضعف الإيمان أن يقوم تنظيم داعش الارهابي بقطع المياه عن بعض المناطق العراقية وهذا ما سيجعل النزوح الخيار الوحيد الباقي أمام سكان تلك المناطق، وفي هذا السياق أكد المستشار الأمني للمحافظ، العميد عزيز خلف الطرموز أن “تنظيم داعش أغلق جميع أبواب سد الرمادي (على نهر الفرات)، وقطع المياه عن المناطق الشرقية للمدينة” وأشار الطرموز الى أن “تنظيم داعش تحكّم بسد الرمادي من خلال إغلاق جميع أبوابها، وقَطعَ تدفق مياه نهر الفرات عن قضاء الخالدية، وناحية الحبانية، التي تسيطر عليها القوات الأمنية ومقاتلو العشائر ويحاول التنظيم من خلال قطع المياه قتل الأهالي عطشا أو إجبارهم على النزوح من تلك المناطق”.
ثانياً: امتلاك قدرة التحكم بمستوى منسوب المياه يمكّن هذا التنظيم من العمل بأريحية هجومية ودفاعية حيث يستطيع هذا التنظيم الإرهابي خفض منسوب المياه عندما يريد أن ينفذ هجمات ضد المناطق المجاورة وبالعكس فإنه يرفع منسوب المياه عندما يشعر بالخطر وهذا يعيق تقدم الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، وهذا ما حذر منه الطرموز في حديث لوكالة الأناضول حيث قال إن “تنظيم داعش يقوم بعمليات هجومية على القطاعات الأمنية في منطقتي الخالدية والحبانية مستغلا انخفاض منسوب المياه وسهولة التسلل”، كما أشار رئيس البرلمان العراقي السابق حاجم الحسني الى استخدام هذا التنظيم الارهابي المياه كسلاح لإغراق الأرض لمنع الجيش العراقي من استخدام المنطقة.
ثالثاً: يسعى تنظيم داعش الارهابي من خلال السيطرة على المنابع المائية في العراق الى زرع الرعب واليأس في قلوب الشعب العراقي، فهذا التنظيم الارهابي يحاول من خلال السيطرة والتحكم بالمياه التي تشكل عصب الحياة الى إظهار نفسه على أنه المتحكم بقدَر الشعب العراقي ومصيره، ويزيد هذا الموضوع جديةً شحُّ الموارد المائية في العراق، فقد أكّد رئيس المجلس العربيّ للمياه الدكتور محمود أبو زيد أن تمدّد تنظيم داعش الارهابي “بات يتمركز في مناطق الموارد المائيّة في سوريا والعراق، ومن الواضح جدّاً أنّه يسعى إلى امتلاك مناطق مصادر المياه العربيّة. وباعتبار أنّ المياه تمثّل الحياة، فالاستيلاء عليها، ومنعها عن المستخدمين في الدول العربيّة شيء خطير، ويمثّل وسيلة ضغط غير إنسانيّة”.
رابعاً: تشكل سيطرة تنظيم داعش على الموارد المائية مورداً ماديا اضافياً لهذا التنظيم، فتواجد المياه يتيح لعناصر التنظيم ممارسة الزراعة وهذا ما يجعل التنظيم يؤمِّن موارده الغذائية بذاته مخففاً العبء عن الدول الداعمة له بالإضافة الى أن الزراعة تمكنه من الصمود لفترة أطول أمام أي حصار يمكن أن يفرض عليه.
اذاً فسلاح الماء الذي بات تنظيم داعش الارهابي يسيطر عليه في العراق يشكل سكيناً اضافياً في الجعبة الداعشية يمكن أن يذبح به الأطفال والنساء، ورغم خطر هذا الموضوع لا تزال المنظمات الدولية تغمض عينيها عن ممارسات هذا التنظيم الارهابي وقطعه الماء عن بعض المدن والبلدات العراقية، ومع هذا فإن السلاح الجديد الذي دخل الى العتاد الداعشي لم يثن قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي عن مواصلة التقدم ومحاربة هذا التنظيم التكفيري.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق