التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

محاولة اغتيال الشيخ الزنداني.. بين الحقيقة والتهويل 

وكالات – امن – الرأي –

نفى مكتب الداعية اليمني البارز الشيخ عبد المجيد الزنداني، القيادي في تيار الاصلاح المقرب من الإخوان المسلمين ومفتي تنظيم القاعدة، صحة ما روجته وسائل إعلام إيرانية عن نية السعودية اغتياله.

 وأكد “أنه ليس بينه وبين إخوانه في المملكة العربية السعودية أي عداوات.. وأن اليمنيين لن يصدقوا هذا المكر”.

ونقلت الـ(سي ان ان) الاميركية عن مدير مكتبه هود أبوراس في بيان عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، ان الشيخ الزنداني اتهم ميليشيات الحوثي وصالح للقيام بأعمال إجرامية وإلصاقها بقوات التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والقوى الموالية للشرعية في اليمن – حسب تعبيره، بينما نقلت وكالة أنباء فارس الايرانية أن السعودية “تعمل على اغتيال أحد الرموز الدينية البارزة وهو الشيخ عبد المجيد الزنداني”.

يرى المراقبون أن ما جاء في بيان الشيخ الزنداني من هجوم عنيف على الوكالة الايرانية المقربة من الحرس الثوري واتهامه للحوثيين وصالح القيام بعمليات إجرامية خاصة وإن هذه الوكالة كانت قد نقلت الخبر عن موقع “الوعي نيوز” الاخباري الذي هو بدوره نقله عن مراسله في عدن استناداً لأقوال مسؤولين أمنيين في تنظيم الاصلاح؛ والاشادة الكبيرة بعمق العلاقة التي تربطه وآل سعود وانهم جاؤوا لدعم الشرعية في اليمن حسب وصفه، تؤكد صحة خبر محاولة اغتياله من قبل الاستخبارات السعودية ويثبت انه مايزال مختف ويعمل بسرية كبيرة خوفاً من قرار السلطة السعودية بتصفيته، حيث أراد بذلك تجديد الولاء للراعي السعودي الذي أحتضنه وسائر القوى الشريرة في اليمن ليعيثوا الفساد به منذ عقود طويلة تحت يافطة “الدين” ويدعمون تنظيم القاعدة الارهابي وسائر الميليشيات التكفيرية المرتزقة على المال السعودي .

الشيخ الزنداني يعرف جيداً أن آل سعود تلاميذ أذكياء للمدرسة البريطانية الخبيثة التي ترمي بعملائها في مزبلة التاريخ اذا لم تقم بتصفيتهم بعد انتهاء مدة صلاحيتهم، كما فعلوا مع الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بعدما دعموه مالياً وسياسياً واعلامياً حتى بلغ السلطة وما إن اختلفوا بقضية الاخوان المسلمين حتى دعموا الانقلاب العسكري ضده بقيادة السيسي وتجاهلوا الشرعية التي ينادي بها هو ورعاته الآن في اليمن في وقت ليس هناك أي شرعية ضائعة في بلادنا بعد أن قدم منصور هادي استقالته ولم يعد رئيساً لليمن .

الزنداني قرأ رسالة التهديد السعودية جيداً وفهم أنه اضحى في عداد الإكسباير خاصة وفي مثل هذه العلاقات هناك تجربة اخرى في قطر حيث دعم آل سعود صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بانقلاب غير دموي على والده خليفة بن حمد آل ثاني بتاريخ 27 يونيو  1995 وما إن أضحى إكسباير ايضاً حتى أجبر على ترك العرش لأبنه تميم في 25 يونيو 2013.

وفي يمننا ايضاً هناك تجربة دعم السلطات السعودية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لعقود طويلة بالمال والاعلام والسلاح وحتى خلال الثورة اليمنية 2011 لكنها ما إن رأت أن صلاحية صالح قد انتهت ولم يعد بقاؤه في السلطة يجديها نفعاً، حتى دفعت بالشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان قائد الجناح الأكثر تشدداً في حزب الإصلاح اليمني، واللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، والشيخ حميد الأحمر نجل الشيخ عبد الله الأحمر القيادي الإخواني في اليمن (تجمع الإصلاح)، والعقيد هاشم الأحمر قائد مليشيات قبيلة حاشد العسكرية والمرافق الخاص للرئيس صالح سابقاً.. هم مَن خطّط ونسّق لتفجير دار الرئاسة للقضاء على صالح – حسب صحيفة (الشرق) السعودية بتاريخ 8/2/2012 على موقعها الالكتروني.

ونقلت الصحيفة السعودية إن العبوات تمَّ إدخالها عبر إمام مسجد الرئاسة (جامع النهدين) المنصب من قبل الشيخ الزنداني والذي أختفى قبل يوم من محاولة اغتيال صالح وذلك بالتنسيق مع الحرس الخاص للرئيس صالح، حيث اشترك في تنفيذ العملية 43 من حرسه الخاص على رأسهم قادة الصف الأول في طاقم حراسه، أحيل 35 منهم للقضاء بعدها .

الشيخ الزنداني صدق في بيانه عندما قال أن مثل هذا الكيل والمكر لن ينطلي على شعبنا أبداً لانه يعرف أن شعب اليمن شعب ذكي له ذاكرة قوية لا ينسى من خدمه ومن خانه.. من قام وانتفض وثار وحمل السلاح من أجل عزته وكرامته واستقلاله وحريته ويدافع اليوم عن وطنه، وبين من كان ولا يزال يدعم ويسند الافكار التكفيرية الارهابية لتنظيم القاعدة والاخوان المسلمين وحركة الاصلاح التي أخذ الشقاق يفتت بها حسب اعتراف الدكتور هود أبو راس سكرتير ومدير مكتب عبد المجيد الزنداني لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية ونشرته يوم الثلاثاء 21 من أبريل (نيسان) الماضي؛ وهو لا يزال يعتبر عميلاً للسعودي ويرتزق على ماله المسروق من شعب المملكة ويفتي بقتل ابناء اليمن داعماً العدوان الهمجي البربري السعودي – الصهيوامريكي الذي يحرق الأخضر واليابس ولم ينج منه لابشر ولاحجر مستهدفاً بقساوته حتى الاطفال الرضع والجينات والنساء الحوامل والشيوخ والمقعدين.. نعم شعبنا اليمني لا ولن ينسى ولن تنطلي عليه هذه الحيّل يا أيها الزنداني.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق