عندما تطال هجمات الجيش السوري الالكتروني مواقع الجيش الأمريكي
طوال العقود الماضية، استطاعت أمريكا أن تحتل مرتبة الصدارة في العالم في مجال التحكم بالفضاء السايبري، وقد تمكنت وكالة الأمن القومي الأمريكية، من الوصول إلى بيانات مئات ملايين المستخدمين حول العالم، وذلك بمساعدة وسائل الاتصال المتعددة وفي مقدمتها الشبكات الاجتماعية، حيث كشف “إدوراد سنودن” الموظف السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية، بأن عمالقة الانترنت مثل غوغل وفيسبوك تضع مخدماتها تحت خدمة أجهزة الاستخبارات الأمريكية. ولم تقتصر الأنشطة التجسسية الأمريكية على الدول المناهضة لها، بل حتى الدول الصديقة لم تسلم من التجسس الأمريكي، وما تزال فضيحة التجسس على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تدوي إلى الآن.
إلا أن هذه السيطرة الأمريكية على الفضاء الالكتروني، لم تحصّنها من الهجمات الالكترونية من قبل العديد من الدول التي راكمت خبرات في هذا المجال، بل إن حجم الضرر الحاصل على أمريكا، بلغ حداً دفع البيت الأبيض لاصدار قرار يقضي بفرض عقوبات على قراصنة الانترنت الامريكيين والاجانب بشكل يتيح للحكومة تجميد ارصدة الاشخاص المتورطين في هجمات الكترونية على اهداف امريكية.
وكان آخر هذه الهجمات الالكترونية التي تعرضت لها أمريكا، الهجوم الالكتروني الذي نفذه أمس الجيش السوري الالكتروني على موقع القوات البرية للجيش الأمريكي، مما أدى إلى اغلاق الموقع أمام الجمهور، وقالت القوات البرية، في بيان لها، إنها عمدت إلى “اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة للتأكد من عدم سرقة معطيات للجيش عبر إغلاق موقعها الإلكتروني مؤقتا.”
وأعلن الجيش السوري الإلكتروني عبر صفحته على تويتر مسؤوليته عن الاختراق ونشر صورة للموقع وقت الاختراق تظهر صوراً تركها على موقع الجيش الأمريكي منها واحدة مفادها “قادتكم يقرون بأنهم يدربون الأشخاص الذين أرسلوهم ليموتوا في القتال.”
وقال الجيش السوري الإلكتروني عبر تويتر إن القراصنة نشروا على موقع القوات البرية الأمريكية رسالة تندد ببرنامج الحكومة الأمريكية لتدريب مقاتلي ما تسمى “المعارضة السورية المعتدلة”.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مواقع الكترونية أمريكية للاستهداف من جانب الجيش السوري الالكتروني، حيث سبق أن تمكن المتطوعون في هذا الجيش من اختراق انظمة دفاع جامعة هارفارد التي تعدّ منبع أهم المواقع الحكومية الامريكية وتربطها عقود مع وزارة الدفاع الامريكية في مجالات أنظمة الحماية الالكترونية والانذار المبكر.
والجيش السوري الالكتروني الذي تأسس في بداية أحداث الأزمة السورية، كان قد حقق شهرة واسعة من خلال نجاحه في تحقيق انجازات نوعية في فترة زمنية قصيرة نسبياً، من جملتها اختراق عدة مواقع حساسة للكيان الاسرائيلي، بما فيها المدونة الدولية للقوات الاسرائيلية وصفحة الجيش الاسرائيلي على تويتر، إضافة إلى اختراق مواقع حساسة لما يسمى “الجيش السوري الحر”، وعشرات المواقع الاعلامية الغربية، كمواقع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، والفاينشال تايمز والغارديان البريطانيتين واللوموند الفرنسية.
إلا أن اختراق الجيش السوري الالكتروني لموقع الجيش الأمريكي يكتسب بُعداً خاصاً، لكونه قد استهدف الموقع الالكتروني لأقوى جيوش العالم، والذي من المفترض أنه يحظى بحماية واسعة، ضد أي هجوم الكتروني محتمل، مما يدل على مستوى الخبرة التي أصبح يتمتع بها الجيش السوري الالكتروني خلال سنوات قليلة نسبية، ويشير في الوقت نفسه إلى عدم الاحتياط الكافي من قبل القيادة الأمريكية أمام هكذا هجمات.
ويرى مراقبون أن القرصنة الالكترونية اليوم، قد غدت أبرز الأسلحة التي تشهرها الدول والحركات والمنظمات المناهضة للهيمنة الأمريكية، ضد أمريكا وسياساتها المتغطرسة، وذلك لكون هذه الهجمات تتم بشكل صامت، ويصعب ملاحقتها ولا تكلف ميزانية ضخمة، ولكنها في الوقت نفسها تلحق ضرراً كبيراً بمؤسسات الإدارة الأمريكية وهيبتها، ويبدو أن الجيش السوري الالكتروني عازم على المضي أكثر في هذا المجال.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق