التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

توسيع الحرم المكي؛ أهداف وخفايا 

تستمر السعودية بأعمال الهدم والبناء في الحرم المكي بحجة توسعة الحرم وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد تفقد مشروع التوسعة منذ عدة أيام، حيث أنه من المقرر أن يتم توسيع الحرم المكي الى طاقة استيعابية تقارب مليوني زائر وذلك بعد عمليات الاصلاح والتوسعة هذه والتي تعتبر الثالثة من نوعها. عمليات التحسين هذه تبدو للوهلة الأولى خطوة لتطوير الحرم المكي وتوسعته ولكنها في الحقيقة تحمل الكثير من المعاني في طياتها والأهداف كما أنها تتم على حساب ميراث نبي الاسلام (ص).

 

التغييرات التي أحدثتها السعودية خلال أعمال الهدم والتوسعة التي تقوم بها شركات البناء لتوسعة الحرم المكي أزالت الكثير من المعالم الاسلامية ومحتها، ومن أهم هذه المعالم بيت السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وأولى زوجات النبي (ص) حيث تم خلال عمليات التوسعة تدمير كامل هذا البيت الذي اكتشفه المنقبون عن الآثار كما وجدوا فيه العديد من الآثار التي تعود الى بدايات العصر الاسلامي.

ولا يقتصر التخريب على بيت السيدة خديجة بل إن البيت الذي ولد فيه النبي محمد (ص) لم يسلم من عمليات التغيير والتبديل، هذا البيت الذي لاتفصله عن المسجد الحرام الا أمتار قليلة أصبح الآن مكتبة ويُخشى أن يلاقي مصير بيت السيدة خديجة نفسه. ومن أعمال التغيير اللافتة برج الساعة والأبنية الشاهقة حوله والتي اضافةً الى المبالغ الطائلة التي كلفت بها النظام السعودي، بنيت مكان قلعة “أجياد” التي تعود الى القرن الثامن عشر، هذا ويتوقع أن الأعمدة العباسية شرق المسجد الحرام ستلاقي نصيبها من الهدم خلال عمليات التوسعة هذه.

هذه العمليات لا تقتصر على تخريبها للكثير من الآثار الاسلامية والتاريخية فالنفقة التي يدفعها النظام السعودي لتحقيق هذا المشروع ليست بالقليلة حيث أكدت السعودية أن التكلفة المتوقعة للمشروع تبلغ ٦٩٠ مليون باوند وهذه النفقة الضخمة تثير شكوكاً كثيرة حول نية السعودية التي يبدو أنها تسعى الى تطبيق الفكر الوهابي في الأماكن الدينية في مكة والمدينة، فهي تحاول من خلال ذريعة توسيع الحرم المكي هدم كل المعالم الدينية والآثار المتبقية كونها تُعتبر “شركاً بالله” و”عبادة أصنام” وفق العقيدة الوهابية.

كما أن هناك مخاطر جدية لما تقوم به السعودية، فأعمال البناء الضخمة هذه التي يتم تنفيذها تقوم بتحويل الأماكن الدينية المقدسة الى أماكن سياحية، وهذا ما قد يسبب فقدان هذه الأماكن لرونقها المعنوي ولدرجتها الروحية عند المسلمين متحولةً الى مناطق سياحية لا أكثر، والدليل على ذلك برج الساعة الذي بنته السعودية كأعلى ساعة في العالم اضافة الى ما يمتلكه من صفات معمارية قد تسحب نظر الزائرين الى هذا البرج، ناهيك عن أن مهندسين وصناعاً من ألمانيا وسويسرا هم من صنعوا هذه الساعة، فهل تستحق هكذا ساعة أن تحل محل معالم اسلامية معنوية قديمة ؟!

وفي هذه الأثناء يدعي الاعلام السعودي أن هذه التوسعة تأتي ضمن سعي السعودية لتأمين أكبر قدر ممكن من الرفاهية للحجاج والزائرين، ولكن هل السعودية فعلاً تهتم برفاهية المسلمين!؟ وماذا عن مساجد المنطقة الشرقية التي تتعرض لعمليات ارهابية بين الحين والآخر!؟ كما أنه لايبدو على السعودية التي اعتدت على اليمن وتقوم بقصف اليمنيين أي مظهر من مظاهر الاهتمام بأحوال المسلمين وأوضاعهم فهل ستقلق من أجل راحة الحجاج والمعتمرين!؟ وهل أهالي غزة المحاصرة ليسوا بمسلمين حتى لايستحقوا الاهتمام!؟.

الأعمال التوسيعية المكلفة في الحرم المكي التي ينفذها النظام السعودي تحت مسميات تقديم الرفاهية والراحة للزائرين، تحمل في طياتها الكثير من القضايا والخفايا فأعمال الهدم والبناء هذه أدت الى تخريب العديد من الآثار الاسلامية القديمة اضافة الى تشويه المعالم التاريخية والحضارية والعديد من النتائج الأخرى غير المرغوبة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق