دور الحرب الإعلامية في اليمن
الحرب السعودية على اليمن ماتزال مستمرة الى اليوم، بالرغم من إدانة المنظمات الدولية لإنهاء الوضع الكارثي الإنساني في اليمن. لم تحقق الحرب على اليمن أياً من أهدافها، سوى قتل المدنيين من النساء والاطفال، وهدم المساجد والمنازل. فهل تكون بذلك انتصرت قوات التحالف على اليمن، أم اليمن بصموده انتصر؟ إن ما تقوم به السعودية من حرب إعلامية عبر خلق أكاذيب وحجج من بداية الحرب الى اليوم لم تفلح في إي شيء. والاحداث الاخيرة تشير إلى أن ما تقوم به السعودية من نشر أخبار كاذبة ومضللة ليست سوى حرب نفسية لتغطية فشلها أمام شعبها.
مقتل قائد القوات الجوية السعودية
في يوم الاربعاء من الاسبوع الفائت أصدرت وزارة الدفاع السعودية عبر وكالة الانباء السعودية الرسمية بياناً عن وفاة قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق الركن محمد بن أحمد الشعلان، ما اثار الجدل في أوساط وسائل الإعلام العالمية حول ظروف مماته. ولم تشر الوكالة الى سبب الوفاة أو المكان، وانما اكتفى البيان بالقول إنه “انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم معالي قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق ركن محمد بن أحمد الشعلان الذي وافته المنية أثناء رحلة عمل خارج المملكة إثر أزمة قلبية”. وبعض وسائل الاعلام السعودية أشارت الى أن الوجهة الاخيرة لـ”شعلان” كانت بريطانيا.
ولكن سرعان ما أعلن مصدر يمني أن الشعلان قضى في القصف الذي تعرضت له قاعدة خميس مشيط الجوية بصاروخ سكود من قبل الجيش اليمني في الاسبوع الفائت، وهذا ما أكدته اللجان الشعبية عبر استهدافها السبت الماضي من الاسبوع الفائت أكبر قاعدة عسكرية جوية في جنوب السعودية، وهي القاعدة التي تنطلق منها الطائرات السعودية لقصف الأراضي اليمنية. وهذا يدل على حجم الضربة القوية التي وجهتها اللجان الشعبية لدحض أكاذيب السعودية عن وفاة شعلان إثر نوبة قلبية، والسؤال هو كيف يقوم قائد القوات الجوية السعودية برحلة عمل في هكذا وقت )أثناء الحرب على اليمن( ولم تشر أي وسيلة إعلامية لهذا الحدث المهم؟! فمن الواضح أن ما تمارسه السلطات السعودية ليس إلا تكتيماً إعلامياً عن حقيقة مقتل شعلان عبر الصواريخ اليمنية.
استهداف الزعيم عبد الملك الحوثي
وبعد حادثة مقتل شعلان، قامت وسائل اعلام سعودية، من بينها حساب عبر توتير نسب لـ”أحمد العسيري” الناطق باسم قوات التحالف، بإيراد نبأ عن استهداف الزعيم اليمني عبد الملك الحوثي عبر غارة جوية لطائرات التحالف. كما نقلت صحيفة الرياض السعودية حول نفس الموضوع عن مصادر قالت “إنها تحدثت عن مقتل عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين في غارة جوية استهدفت المقر السري الذي يختبئ فيه في مديرية مران بصعدة”. وقد أضافت الصحيفة بأن “عبد الملك أصيب قبل ثلاثة أيام بإصابات بليغة خلال استهداف الغارة التي يتوارى بها ولقي حتفه بعد مصارعة مع الجروح التي اصيب بها.” كما نشر الامير خالد بن عبدالله آل سعود عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي توتير، خبر استهداف زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي. وكان النفي قاطعا من حركة أنصار الله، التي فنّدت بذلك جميع الشائعات حول مصير زعيم أنصار الله.
من هنا نرى أن ما تقوم به الماكينة الإعلامية السعودية عبر نفي خسائرها، بالاضافة الى نشر أخبار مضللة وغير صحيحة، من شأنها رفع الروح المعنوية للجيش السعودي الذي أصبح منهارا نتيجة حجم الضربات الموجعة التي تلقاها من الجيش اليمني والقوات الشعبية التي تسانده. فمن المعروف أن التكتيم الاعلامي الذي تمارسه السلطات السعودية وإصدارها قرارات بمنع تصوير او الحديث عن الخسائر التي تتكبدها القوات السعودية عبر الهجمات البرية من قبل القبائل اليمنية على جنوب السعودية وكذلك أماكن سقوط الصواريخ اليمنية، یهدف إلى الحفاظ على معنوية المقاتلين السعوديين.
إن كل ما تمارسه السلطة السعودية من نفوذ سياسي واقتصادي على وسائل الاعلام السعودية وغيرها من دول حليفة لم يفلح في قلب الحقيقة وهي خسارة ما إدعته من تحقيق لإنجازات. وماتزال الحقيقة واضحة للجميع بأن ما قامت به الحملة السعودية لم تكن سوى القتل للأبرياء والخراب للأبنية، ولم تستطع تحقيق أي هدف يذكر، والسبب هو وقوف القوات الشعبية المتمثلة بحركة أنصار الله والجيش اليمني في وجه الحملة العسكرية والإعلامية السعودية بكل شجاعة للمحافظة على الأرض والعزة.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق