اعلامي أماراتي يثير غضب الوهابية بالسعودية لوصفه بن تيمية بالجاهل المنافق
ابو ظبي ـ سياسة ـ الرأي ـ
فجر الصحفي الإماراتي، المقرب من ولي عهد أبوظبي “علي بن تميم” حالة من الغضب في الاوساط السلفية والوهابية السعودية بعد وصفه “ابن تيمية” بـ”الجاهل المنافق”.
وكتب على بن تميم في مقالته عن ابن تيمية بعنوان “ابن تيمية ذلك الذي حفر حفرة لابن حيّان فوقع فيها” قائلا هناك عالمان لم يتعاصرا زماناً، لكنهما اشتركا في مكان الولادة، حيث ولدا في حران التي كانت من أعمال بلاد ما بين النهرين في سوريا، أما الأول فيدعى جابر بن حيان أول رواد الكيمياء في العالم، التي سميت علم جابر كما نصّ ابن خلدون، أما الثاني فهو ابن تيمية البارع في الفتاوي والمتحدر هو الآخر من عائلة اشتغلت بالعلم الشرعي.
وأضاف وعلى عادة من لا يعرف علوم الكيمياء ومصطلحاتها، انبرى ابن تيمية للطعن في ابن مدينته جابر بن حيان، من أجل تشويهه وإتلاف كتبه، واغتيال شخصيته؛ ذلك أن الإنسان عدو ما يجهل.
ويشير بن تميم في مقاله إن في قول ابن تيمية (الوارد في مجموع فتاوي ابن تيمية للأمير) ما يجلي الحكاية، إذ يقول ابن تيمية عن كتب ابن حيان لا يحل بيع هذه الكتب، ثم أَمَر بأن تُلقى في الماء، فانمحت، ولم يبق يُعرف ما فيها.
ويؤكد بن تميم ان وجهة النظر هذه تعكس ذهنية المفتي الذي يسعى إلى تضليل السلطة ودفعها إلى كراهية العلماء، لينفرد بالمكانة والمنزلة، تلك المكانة التي تجعل صوته يعلو فوق كل الأصوات، حتى فوق صوت الأمير نفسه، الذي لم يذكر لنا ابن تيمية رده، فلا ندري ماذا قال الأمير له، فصوته قد اختفى، ليأمر هو نفسه بالإتلاف، ولا ندري من هم أولئك الذين أمرهم بالقيام بهذه المهمة القاسية.
ويتابع علي بن تميم بقوله تلقى كتب ابن حيان في الماء، بعد أن امّحى الكلام فهل شربه ابن تيمية مثلما فعل الصنعاني الذي رمى أوراق أحد الكتّاب في التنور، ثم خُبِز له على نارها، وأكله بنيّة الشفاء، فذهب البأس عن الصنعاني؟
ويتسائل بن تميم هل المشكلة في “بيع كتب ابن حيان” أم في قراءتها؟ وهل ما أحنق ابن تيمية على كتب ابن حيان أنها نافست كتبه، بحيث زاحمتها في الأسواق فبارت بضاعة المفتي الكاسدة أمام بضاعة العالم الكيميائي؟ ثم لماذا اختار ابن تيمية إتلاف الكتب بالماء وليس إحراقها بالنار؟ وهل النار مخصصة لإحراق البشر الذين يخالفون منهجه، ذلك أن الكتب لا ترمى في النار لما تشتمله من آيات قرآنية وأذكار وأحاديث نبوية؟
وهنا يقول بن تميم لكن من كان يتوقع بأن يقع ابن تيمية في الحفرة التي حفرها لأخيه وابن مدينته بعد مرور أكثر من ألف سنة عندما قررت، إن صحّ ما تناقلته وسائل الإعلام، دائرة المطبوعات والنشر الأردنية مؤخراً التحفظ على مؤلفات ابن تيمية، ومنعها أو تقنين دخولها إلى المملكة في سياق حربها على الإرهاب، ويأتي ذلك بعد أشهر قليلة من قيام مجموعة من الطلبة الأردنيين بحرق عدد من كتب “ابن تيمية”، أحد أبرز المراجع الفكرية للارهاب والتطرف، رداً على حرق تنظيم “داعش” للطيار الأردني معاذ الكساسبة إذ رأوا مثل غيرهم بأن فتاويه كانت سبباً بيّناً في تشريع حرق الإنسان عند تنظيم داعش الإرهابي.
ويستطرد بن تميم قائلا واللافت أن ينبري السلفيون ومن لف لفهم فيهاجمون هذا القرار، متناسين أن ابن تيمية قد أتلف بنفسه مع تلاميذه وأتباعه آلاف الكتب بحجج غامضة، وقد أسهم هذا الإتلاف في فقدنا كنوزاً معرفية وأدبية وعلمية هائلة، بل إنّ منطق ابن تيمية ما يزال متحكّماً في منظمي بعض معارض الكتب في العالم العربي، فاقتداء به وبمواقفه تحجب الكتب وتمنع حتى يوم الناس هذا، في حين شكلت كيمياء جابر مصدراً مهماً من مصادر النهوض العلمي في الغرب، عندما ترجمت كتبه إلى اللاتينية في عصر النهضة، وهنا نقول بن تيمية جاهل ومنافق.انتهى