التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

١٠٠ ألف عراقي يلتحقون بالحشد الشعبي وتعبئة جماهيرية لمليون مقاتل 

 في الوقت الذي تتصاعد فيه القدرات القتالية للحشد الشعبي في العراق واستعداده الدائم لخوض المنازلة في أحلك الظروف ضد الجماعات الارهابية سواء في الانبار أو نينوى، كشف القيادي في الحشد “معين الكاظمي” أن اكثر من مئة ألف متطوع انضموا الى قوات الحشد لمحاربة تنظيم “داعش” الارهابي، مشيراً الى وجود تعبئة جماهيرية من أجل جمع مليون مقاتل لهذه القوات.

وقال الكاظمي إن التعبئة الجماهيرية لأبناء الشعب العراقي تأتي استجابة لفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الاشرف بعد احتلال “داعش” لمدينة الموصل قبل نحو عام، مشيراً الى ان هذه التعبئة تتمثل بتدريب طلبة المدارس والجامعات والعمال لتشكيل مليون مقاتل تعبوي.

وبيّن الكاظمي أن هذه القوات تهدف إلى حماية العراق ارضاً وشعباً، لافتاً الى أنها ستلتحق بشكل انسيابي الى جبهات القتال إذا ما دعت الحاجة لذلك. واضاف أن العراق لديه اعداد كبيرة من المتطوعين وليس بحاجة الى قوات اجنبية، مبيناً ان الخطوات التي تتبعها امريكا لتسليح الاكراد وبعض العشائر في المناطق الغربية من البلاد بعيداً عن الحكومة ينظر لها بعين الشك والريبة كونها تأتي في اطار مخطط أمريكي لتقسيم العراق طرحه نائب الرئيس الأمريکي جو بايدن منذ سنوات.

وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن فتوى المرجعية الدينية للجهاد الكفائي انقذت العراق من مخطط اسود واوقفت امتداد “داعش” الى المنطقة، مؤكداً ان الحشد يضم جميع مكونات الشعب العراقي وأصبح اليوم سنداً قوياً للجيش والقوات الامنية وسداً منيعاً في وجه الارهاب.

وكانت عشائر الانبار قد طالبت بدخول الحشد الشعبي الى المحافظة لتحريرها من عصابات “داعش”، ودعت في الوقت نفسه أبناء المحافظة الى التطوع في صفوف الحشد للمشاركة في عمليات التحرير ومسك الأرض.

في هذا السياق اكد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، ان محافظة الانبار لن تحرر من الارهابيين الا بدخول الحشد الشعبي الى المحافظة، مستدلاً على ذلك بالانتصارات التي حققها الحشد في الآونة الاخيرة في محافظتي ديالى وصلاح الدين وعدد من مناطق الانبار خلال عمليات نوعية اتسمت بالدقة والسرعة والشجاعة الفائقة.

وقال الملا ان الارادة القوية التي يمتلكها الحشد واستعداده العالي للتضحية، ساهم بشكل كبير في تبلور رأي عام وقناعة راسخة لدى الشعب العراقي بأن الحشد هو الخيار الوطني الحاسم والكفيل بهزيمة الارهاب.

ويعتقد المتابعون للشأن العراقي أن الحشد بات يشكل رقماً صعباً ومؤثراً في اية معركة ضد “داعش”، فيما تؤكد جميع المؤشرات ان الادارة الامريكية التي سعت بكل الوسائل الى منع الحشد من المشاركة في العمليات ضد التنظيمات الارهابية، باتت متيقنة بأن الحشد قادر على حسم اي معركة ضد الجماعات الارهابية وتكبيدها خسائر فادحة في الارواح والمعدات وتطهير كافة الاراضي التي تسيطر عليها هذه الجماعات. ولهذا يجزم اكثر المراقبين أن أيام “داعش” باتت معدودة رغم الدعم الذي يتلقاه من امريكا والدول الغربية الحليفة لها والانظمة الرجعية والعميلة في المنطقة لاسيما النظامين السعودي والقطري.

في هذا الاطار صرح الشیخ قیس الخزعلي الأمين العام لعصائب أهل الحق احدى فصائل الحشد الشعبي أن أمريكا ومن يقف معها إنما تريد إدارة الأزمة وليس حلها، لذلك أعطت إشارات مغلوطة منذ البداية.

وأشار إلى أن مفاد هذه الإشارات كان الترويج لداعش على أنها قوة كبيرة لاتهزم وتحتاج إلى ستين دولة وإلى ثلاثين سنة للقضاء عليها بينما تصدى لها أبناء الجيش والحشد الشعبي وحرروا مناطق واسعة من عناصرها خلال أيام قليلة.

ويرى المراقبون ان اصرار امريكا والدول الحليفة لها على عدم إشراك الحشد الشعبي في المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد الجماعات الارهابية يدلل بشكل واضح على الدور الاستراتيجي الذي يلعبه الحشد وقدرته على تغيير المعادلة العسكرية لصالح الشعب العراقي وتخليصه من “داعش” الذي يفر عناصره حال سماعهم بوصول قوات الحشد إلى المناطق التي يحتلونها.

وأخيراً لابد من التأكيد على ضرورة التكامل بين قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية وأبناء العشائر في العراق لتحقيق المزيد من الانتصارات دون الحاجة الى تدخل ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تتسع مساحة فقدان الثقة به يوماً بعد آخر من خلال تجارب ملموسة. ولذلك تصر المرجعية الدينية ومعظم القيادات السياسية في البلاد على إشراك الحشد في جميع العمليات التي يخوضها الجيش وباقي القوات الامنية ضد العصابات الارهابية

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق