التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

ماذا يعني بيان “قبائل نجران”؟ وما هي أبرز دلالاته ؟ 

 فجّر البيان الذي حمل توقيع “أحرار قبائل یام وولد عبدالله وأهالي منطقة نجران” قنبلة إعلامية من العيار الثقيل في وجه العدوان السعودي على الشعب اليمني. ولا شك في أن هذه القنبلة الإعلامية ستغدو ميدانية اذا ما اتخذت السلطات السعودية أي إجراء بحق هذه القبائل، أو في حال أعلنت هذه القبائل دخولها الحرب إلى جانب “أشقائها” من القبائل اليمنية.

 

 

لم تختلف لهجة البيان الذي أصدره الشيخ عزيز بن حمد بن مهذل الصقور نيابة عن القبائل السعودية في نجران، عن تلك البيانات التي تصدرها القبائل اليمنية، اذ استنكر فيه الوحشية السعودية، ووصف قوات النظام السعودي بكافة قطاعاتها بالمحتلة والمعتدية، وفيما يلي أبرز النقاط التي وردت في البيان.

 

أبرز نقاط البيان

 

– أكّد البيان على أن ما شنته السعودیة من عدوان غادر في لیل أظلم على اليمن دلیل على ما قام ویقوم به النظام السعودي من فتنة وفساد في الأرض وسفك للدماء البریئة في أنحاء المعمورة منذ نشأته، مشدّداً على أن العدوان تدخل سافر لأسباب سیاسیة وسلطویة بحتة لا تخفى على صاحب عقل، ولم یراع في ذلك حق الله سبحانه وتعالى ولا حق الجوار ولا أخلاق ولا أعراف ولا انسانیة.

 

– أوضح البيان أن “نظام الفتنة یرید جر منطقة نجران إلى واجهة الحرب وإلى الاقتتال مع إخوانهم وجیرانهم وأبناء عمومتهم، وذلك باستخدام عدة مواقع في نجران منذ الأسبوع الثاني للحرب في قصف مدفعي، وکذلك جعل اسم نجران یتصدر الإعلام وبزخم کبیر لتنفیذ مخطط فتنة بین الأخ وأخیه”.

 

– أشار البيان إلى أن تمرکز قوات الجیش وقوات الحرس الوطني وخلایا القاعدة التكفیریین المستقطبین من عدة جنسیات ونشاطاتها في منطقة نجران تكشف عن نیته المبیتة في استخدام قوات الحرس الوطني والقاعدة ضد قبائلنا في حال رفضهم للحرب، معتبراً جمیع قوات النظام السعودي بكافة قطاعاتها والمتواجدة في منطقة نجران بأنها قوات محتلة ومعتدیة.

 

– ختم بيان قبائل نجران بالتأكيد على الرفض القاطع للحرب واعتبارها عدواناً ظالماً على الشعب اليمني وكذا اعتبار النظام السعودي خائناً لجمیع المعاهدات السابقة مع قبائل یام وولد عبدالله وأهالي منطقة نجران، مخاطباً القبائل اليمنية بالقول “إننا إخوانكم ودماءنا من دمائكم وعدونا وعدوكم واحد ونحن معكم بأرواحنا وما نملك حتى تنالوا كامل ثأركم وحقكم ممن اعتدى عليكم”.

 

أبرز الدلالات

 

حمل خروج قبائل نجران والذي يعتبر الأول من نوعه على الصعيد الداخلي في السعودية اذا نجحت السلطات السعودية سابقاً في منع حصول أي إختراق على هذا الصعيد، حمل رسائل ودلالات لا يمكن تجاهلها، أبرزها التالي:

 

أولاً تكشف لهجة البيان عن مدى عمق العلاقة بين القبائل اليمنية والسعودية المتواجدة هناك إذ وُصفوا بـ”أبناء العم”، وهذا ما يؤكد أن هذا الشعور لم يكن وليد الصدفة بل عن سابق تصميم وإرادة حاربتها السعودية منذ اليوم الأول لعاصفة الحزم، وما يؤكد هذه الدعوى هو نفس البيان عندما أشار إلى أن تمرکز قوات الجیش وقوات الحرس الوطني وخلایا القاعدة التكفیریین المستقطبین من عدة جنسیات ونشاطاتها في منطقة نجران يهدف للعمل ضد القبائل في حال رفضت الحرب.

 

ثانياً يؤكد بيان قبائل نجران على إختلاف وجهة نظر الداخل السعودي عمّا تروّج له الآلة الإعلامية السعودية، لذلك لا يمكن التعويل على ما تروّج له هذه القنوات. ومن الممكن أن تسري هذه الخطوة بظاهرة “دومينو البيانات” إذ أنها كسرت حاجز الرعب الذي كرّسته السلطات السعودية على الشعب.

 

ثالثاً وجّه بيان الشيخ عزيز بن حمد بن مهذل الصقور نيابة عن القبائل السعودية في نجران، صفعة قويّة إلى السلطات السعودية، اذ أنه يأتي في خضم المعارك التي تقودها القبائل اليمنية في وجه القوات السعودية على الحدود ليزيد من طينتها بلة في عدوانها على الشعب اليمني، ولا نستغرب أن تنتقل المعارك إلى ما بعد نجران، حينها ستتورط السعودية في حربين في آن واحد، داخلية وأخرى خارجية.

 

رابعاً يعزّز هذا البيان موقف حركة أنصار الله في مؤتمر جنيف، كما يكشف مدى زيف الإدعاءات التي تسوقها السلطات السعودية والرئيس المستقيل المتواجد في الرياض عبد ربه منصور هادي.

 

خلاصة

 

لم يكن في حساب السلطات السعودية التي أرسلت قوات الحرس الوطني بعد أيام من الحرب إلى نجران، أن تتجرأ هذه القبائل على الإجهار بدعمها التام للقبائل اليمنية ووقوفها إلى جانبها في وجه العدوان، إلا أن نتائج هذه الخطوة قد تكلّف السعودية باهظاً لأنه من المستبعد أن تنجح في إقناع القبائل بالعدول عن موقفهم فضلاً عن إجبارهم وذلك من خلال لهجة البيان. السعودية باتت حالياً بين مطرقة المواجهة مع القبائل وبالتالي الدخول في حرب داخلية تقلب المعادلة الحالية في الرياض رأساً على عقب، وبين سندان السكوت وبالتالي إنتقال المواجهة(الحدود) إلى ما بعد نجران. إلا أن سلطات الرياض تستطيع الهروب من الأمرين( حرب داخلية أو إنتقال حدود المواجهة) عبر وقف عدوانها على الشعب اليمني، لأن عكس ذلك يعني إنتقال الحرب إلى العمق السعودي وبالتحديد على تخوم محافظة الرياض.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق