أستاذ بالقانون: دمشق غير معنية أو ملزمة بنتائج أي مؤتمر حول الأزمة السورية لاتشارك فيه
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد الدكتور أستاذ القانون العام في كلية الحقوق جامعة دمشق، محمد خير العكام إن الحكومة السورية غير معنية أو ملزمة بأي بيان يصدر عن أي مؤتمر يعقد فيما يخص الأزمة السورية إن لم تدعى إليه، مشيراً إلى أن مؤتمر القاهرة يعد واحداً من عدة مسارات أطلقت في وقت واحد لحل الأزمة السورية الأمر الذي يدلل على أن كل هذه المسارات ليست جدية ولا تبحث عن حل بقدر ما تبحث عن عرقلة المساعي الروسية لحل أزمة سوريا عبر منتدى موسكو.
عكام أوضح إن المعارضات السياسية السورية المتعددة بحاجة إلى أن تمتلك الاستقلالية في الرأي والقرار لتبني، وتنأى بنفسها عن الأجندات الخارجية أولاً ومن ثم تقوم بإعادة هيكلة البيانات التي تتبناها، لافتاً إلى أنه بات من الضروري على مصر التي رعت المؤتمر أن تقوم بجهود أكثر جدية للتنسيق مع الدولة السورية لمواجهة العدو المشترك المتمثل بالمجاميع الإرهابية.
وأشار الأكاديمي السوري إلى أن الحكومة المصرية وبرغم محاولات السعوديين لزجها في واجهة الصراع مع سوريا إلا أنها ما زالت حذرة في التعامل مع الملف السوري خصوصاً، وملفات المنطقة عموماً، موضحاً إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعرف تماما إن الوصاية السعودية التي يفترضها آل سعود على الجمهورية المصرية يجب أن لا تبقى موجودة أصلاً، وإن العدو الأكثر خطورة في الوقت الراهن والذي يهدد سلامة وأمن المنطقة ككل ممثل بالتنظيمات التكفيرية التي تواجهها مصر في سيناء ومناطق أخرى، لذا هو ما يزال حذر جدا بالتعامل مع الملف السوري.
وبيّن عكام إلى أن ما خرجت به المعارضات الخارجية من بيان عقب لقاءها في القاهرة لا يعد نصاً ملزماً لأي طرف في الأزمة السورية سواء أكانت الحكومة أو المعارضات التي لا تقبل بمثل هذا البيان الذي من الواضح جداً إن من كتبه هو مجموعة الدول المعادية لسوريا، وما المعارضة إلا مجرد أداة للتنفيذ، لكنها ما تزال إلى الآن وستبقى عاجزة عن الحضور في المشهد السوري بشكل فاعل لأنها تفتقر إلى الأرضية والحاضن الشعبي الذي يقبل بوجودها.
ولفت عضو الوفد الحكومي الذي شارك في منتدى موسكو التشاوري في جولتيه الأولى والثانية، إلى أن دمشق ما تزال وستبقى مفتوحة على كل المسارات السياسية الجدية، وإذا ما كانت الأطراف الدولية معنية بشكل حقيقي بحل للأزمة السورية، فمنتدى موسكو3 هو الطريق إلى إكمال المشاورات بين الأطراف السورية ككل، وكان من باب أولى الدعوة لعقد هذا المنتدى ومن بعد إكمال المشاورات والوصول إلى الصيغة النهائية الوطنية للحل السوري، يذهب إلى جنيف ليصار إلى توقيع الاتفاق النهائي، لكن ما حدث سواء من خلال الدعوة إلى مشاورات جنيف التي لن تقدم جديدا بواقع الانقسامات الكبيرة بين المعارضات نفسها، أو من خلال مشاورات إستانا التي لم تبلغ بها الحكومة السورية، أو من خلال مؤتمر القاهرة، ما هو إلا محاولة واضحة من قبل أعداء سوريا لإعادة إنتاج معارضات جديدة لجهة تعطيل المساعي الروسية والإبقاء على الفوضى في الداخل السوري قدر الإمكان.
وختم عكام حديثه بالتأكيد على إن من يريد الحل الجدي في سوريا من كل الأطراف الدولية عليه أولاً أن يتخلى عن إزدواجية المعايير في التعامل مع ملف الإرهاب في سوريا، وأن يعمل على إغلاق الحدود المجاورة وخاصة تركيا والأردن بوجه السلاح والمسلحين، وأن يترك للمعارضة أن تقرر ما تريد، وهذا كله يضمن أن ينطلق مسار سياسي صحيح وفي جو من النقاشات الصحية التي يمكن أن تصل إلى الحل اللازم لسوريا. انتهى