أسباب استخدام السعودية لأسلحة محرمة دوليا في اليمن قبل مؤتمر جنيف
حيث تشير التقارير إلى أن ثمانية الآف و ٢١ حالة إستقبلتها المستشفيات والمرافق الصحية اليمنية منذ بدء العدوان منهم ألفان و ٣٢٦ شهيدا وخمسة آلاف و ٦٩٥ جريحا، غالبيتهم من الاطفال والنساء، فضلا عن ٧٨ حالة إعاقة جسدية كلية، مع الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من الجرحى والشهداء ظهرت عليهم آثار تشير إلى إصابتهم بأمراض سرطانية نتيجة المواد الكيميائية، وآخر هذه الإعتداءات القنبلة الفراغیة التي إستخدمها العدوان في قصفه جبل فج عطان بصنعاء والتي بلغ ضحاياها ٨٤ شهیدا و ٦٤٧ جریحا، وبلغ إجمالي عدد الشهداء والجرحى جراء القنبلة النیترونیة التي إستخدمها العدوان في قصف جبل نقم بصنعاء ٣٥ شهیدا، و ٢٦٩ جریحا.
استخدام أسلحة محرمة دوليا في منطقتنا العربية لا يعد الإستخدام الأول، فقد أقدم الكيان الاسرائيلي في حروبه على لبنان وفلسطين على إستخدام هذه الأنواع من الأسلحة والتي لم تلق حينها كما اليوم أي تحرك دولي، لأنه لم يعد خافيا على شعوب منطقتنا أن العدوان السعودي اليوم في حقيقته يلقى التأييد الكامل من دول الغرب، بل التشجيع والمساندة والدعم لتطابق المصالح فهو عدوان بالوكالة تشنه السعودية لمكاسب ومصالح الدول الغربية والكيان الاسرائيلي، فما هي أبرز الأسباب وراء إستخدام السعودية للأسلحة المحرمة دوليا بشكل مكثف في الآونة الأخيرة؟ وأين المجتمع الدولي من ذلك؟ وهل ستنجح السعودية ومَن ورائها مِن دول في إركاع الشعب اليمني وفرض شروطها وسياساتها عليه؟
الأسباب:
في عرض لأبرز الأسباب لاستخدام السعودية للأسلحة المحرمة دوليا بشكل مكثف في الآونة الأخيرة يمكن ذكر مجموعة من النقاط كالتالي:
١- ترى السعودية والدول الغربية الداعمة لها أنه وبعد مضي ما يقارب ثلاثة أشهر على بدء العدوان وبالرغم من كل وسائل الإجرام التي استخدمتها بحق اليمنيين، إلا أنها حتى الآن لم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها وبالتالي هي تقف اليوم أمام دعوات الدول المعارضة للعدوان لضرورة ترك الحرية للشعب اليمني بتقرير المصير والحوار فيما بينه، وبهدف إفشال الحوار لجأت السعودية إلى تصعيد ضرباتها العشوائية وإستخدام المزيد من الأسلحة المحرمة دوليا لإرباك الموقف.
٢- ترى السعودية أن الموقف السياسي اليمني الداخلي اليوم وبعد مضي ٣ أشهر على بدء العدوان هو أقوى من أي يوم مضى، وفي سبيل الضغط على هذه القوى السياسية اليمنية وإجبارها على القبول بالشروط السعودية من خلال أدواتها في اليمن، لجأت إلى إستخدام هذا النوع من الأسلحة في عملية ترهيب وتخويف له.
٣- ترى امريكا وغيرها من الدول بالإضافة إلى الكيان الاسرائيلي أن العدوان السعودي على اليمن هو فرصة مناسبة لها لإختبار بعض الأسلحة الكيميائية ومدى تأثيرها وفعاليتها في إلحاق الضرر بالشعوب، ليأتي إستخدام السعودية لهذه الأسلحة في الآونة الأخيرة وبشكل مكثف وقبل إنقضاء المهلة والذهاب إلى الحوار ضمن هذا الإطار.
٤- الهزيمة والخسائر والعار الذي لحق بالسلطات السعودية جراء عدوانها على اليمن من خلال صمود الشعب اليمني وجيشه والتشكيلات الشعبية وعلى رأسها حركة أنصار الله، وتمكنهم من ضرب القوات السعودية المعتدية وأسرهم لجنوده، والإستيلاء على معداتهم العسكرية في مقابل تشتت وفرار القوات السعودية المعتدية، أغضب السلطات السعودية وأثار جنونها، وفي محاولات هستيرية للإنتقام لجأت إلى استخدام الأسلحة المحرمة دوليا.
المجتمع الدولي وصمود الشعب اليمني:
أمام هذا الإجرام الدولي يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي ولا يحرك ساكنا بإستثناء بعض المواقف الخجولة التي لا بد منها لحفظ ماء الوجه، إلا أن الحقيقة المرة تؤكد وقوف المجتمع الدولي إلى جانب السعودية وتغطية كامل اعمالها الوحشية، أما الشعب اليمني ومهما اشتدت المحنة وبالرغم من حجم التآمر عليه إلا أنه أصر ومنذ اليوم الأول على مطالبه المحقة رافضا كل أشكال التدخل البشع في شؤونه الداخلية، وهو منذ اليوم الأول يرى النصر أمام عينيه.