التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

لماذا يُقتل الاطفال على يد “داعش” والكيان الاسرائيلي والنظام السعودي؟ 

المتتبع للاحداث الدموية التي تشهدها بعض دول المنطقة يرى بوضوح ان عدداً كبيراً من الاطفال يتعرض بين الحين والآخر للقتل أو الاصابة أو الاعتقال أو الاغتصاب أو البيع في سوق النخاسة على يد الكيان الاسرائيلي والعصابات الارهابية ومن بينها تنظيم “داعش”. كما يتعرض الاطفال في اليمن الى القتل والحرمان من ابسط مقومات الحياة جراء العدوان السعودي المتواصل على هذا البلد منذ اكثر من ثمانين يوما.

 

وتشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية الى مقتل اكثر من ٥٤٠ طفلاً فلسطينياً برصاص الجيش الاسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة العام الماضي. كما تشير هذه التقارير الى تعرض الآلاف من الاطفال الى القتل والأسر والإغتصاب على يد الجماعات الارهابية وفي مقدمتها “داعش” في كل من سوريا والعراق ودول أخرى في المنطقة.

وخلال احتلاله لبعض المناطق في سوريا والعراق قام تنظيم “داعش” الارهابي بفتح أسواق لبيع الاطفال والنساء خصوصاً من الطائفتين المسيحية والإيزدية كمصدر من مصادر تمويل عملياته الارهابية. واكدت الكثير من وسائل الاعلام الغربية بينها صحيفة “التايمز” البريطانية ان عناصر “داعش” قاموا ولعدة مرات ببيع الاطفال الرضع الى المستوطنين الاسرائيليين في الاراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة الى ان قيمة الطفل الواحد تبلغ نحو ١٠ آلاف دولار امريكي.

واشارت التقارير الغربية التي تناولت هذا الموضوع الى وجود مافيات اسرائيلية تقوم بشراء الاطفال من “داعش” وبيعهم الى المستوطنين. واوضحت هذه التقارير ان “داعش” يقوم بنقل الاطفال من العراق وسوريا الى تركيا لعقد صفقات مع المافيات الاسرائيلية التي تقوم بدورها بنقل الاطفال الى الاراضي المحتلة وبيعهم الى المستوطنين في إطار خطة تهدف الى زيادة عدد سكان المستوطنات وتغيير الطبيعة الديموغرافية للمناطق التي يستولي عليها المستوطنون على حساب الفلسطينيين، مشيرة الى ان هذه المافيات تحظى بالدعم من قبل عدد من الحاخامات اليهود.

والملفت للنظر ان الأمم المتحدة ترفض وضع الكيان الإسرائيلي في القائمة السوداء لانتهاك حقوق الأطفال رغم قتله مئات الاطفال في عدوانه الأخير على غزة كما اسلفنا.

وكانت ليلى الزروقي، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة قد أوصت في مسودة تقرير بعثت به إلى بان كي مون، بإدراج الكيان الإسرائيلي في القائمة السوداء، لكن الأمين العام اختار عدم إدراج هذا الكيان في هذه القائمة التي وزعت على أعضاء مجلس الأمن. وذكرت مصادر في الأمم المتحدة أن قرار بان كي مون بتجاوز توصية الزروقي غير مألوف، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الكيان الاسرائيلي ضغط بشدة على “كي مون” لإبقائه خارج القائمة السوداء.

من جانبه اكد مدير منظمة “هيومان رايتس ووتش” لحقوق الانسان “فيليب بولوبين” أن قرار “بان كي مون” المخيب للآمال باستبعاد الكيان الإسرائيلي من القائمة السوداء، يمثل ضربة لجهود الأمم المتحدة من أجل توفير حماية أفضل للأطفال خلال الصراعات المسلحة.

من خلال ما تقدم يتبين بوضوح ان الأطفال هم من بين أكثر الشرائح الاجتماعية استضعافاً في زمن الحرب نتيجة تعرضهم للقتل أو الإصابة أو المعاملة الوحشية أو السجن والخطف والاغتصاب أو التجنيد للقتال والحرمان من الطعام والماء والمأوى، وحتى اليتم أو الانفصال عن عائلاتهم. 

والتساؤل المطروح الآن هو: لماذا يتعرض الاطفال لكل هذه الجرائم ؟ ولماذا يصمت المجتمع الدولي على جرائم “داعش” والكيان الاسرائيلي والنظام السعودي في هذا المجال رغم مخالفتها الصريحة والواضحة للقانون الدولي ولجميع الاعراف الدينية والإنسانية ؟

للاجابة على هذا التساؤل لابد من القول ان قتل الاطفال والتعامل معهم بأساليب تتنافى مع ابسط قيم الحياة خلال النزاعات والحروب يهدف بالدرجة الاولى الى الضغط على الطرف المقابل لإجباره على الإستسلام أو القبول بشروط الطرف المعتدي، أو الاستفادة من اعضائهم لبيعها من اجل توفير المال والسلاح لقتل الطرف الآخر وتنفيذ رغبات الطرف المعتدي، باعتبار ان الاطفال ومعهم النساء هما الشريحتان الاضعف في المجتمع وبالإمكان الحاق الضرر بهم بأبسط الوسائل وأخسها دون أن تكون هناك ردة فعل من قبلهم إلاّ ما ندر، وهذا ما حصل بالفعل خلال الهجمات التي شنتها وتشنها الجماعات الارهابية في العراق وسوريا، ويشنها الكيان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، والنظام السعودي ضد الشعب اليمني. 

وأما الصمت الدولي غير المبرر إزاء هذه الجرائم فلا يمكن أن يُفسر إلاّ من خلال معرفة الطبيعة البراغماتية التي تحكم معظم المنظمات الدولية ومن بينها الامم المتحدة التي تعتمد سياسة التغاضي عن الجرائم لإرضاء القوى الاستكبارية وفي مقدمتها أمريكا والدول الغربية الحليفة لها والانظمة الاستبدادية في المنطقة من أجل كسب ودها والحصول على عطاياها التي تؤمن في الأعم الاغلب من خلال السلب والنهب لثروات وخيرات الشعوب وفي طليعتها شعوب المنطقة خدمة للمشروع الصهيوامريكي الرامي الى تمزيق دول المنطقة والتحكم بمصيرها والعبث بمقدراتها ومستقبلها.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق