التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

حكاية ألف ليلة وليلة من الإرهاب في سيناء؛ من خط حروفها؟ 

 حكايةٌ بدأت ولم تنته بعدُ، الف ليلة وليلة مظلمة تتوالى على سيناء المصرية، بدأت الحكاية مع الإرهاب منذ عام ٢٠٠٤ حيث استُهلت القصة بسلسلة تفجيرات أوقعت العديد من الضحايا في مناطق مختلفة، وأضافت المتغيرات التي جرت في ٢٥ كانون الثاني ٢٠١١ في مصر ليلةً جديدة الى حكاية الإرهاب، ليلة بدت مختلفة عن سابقاتها من الليالي، فالمنفذ وإن أعلن عن انتمائه لكنه لايزال محجوباً بالظالم.

 

الأحداث التي شهدتها سيناء منذ ٢٠١١ مستمرة، فالأسبوع الفائت شهد اطلاق صواريخ استهدفت مطار “الجورة” في شبه جزيرة سيناء، المطار تستخدمه قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام، هذه العملية تبنتها جماعة “ولاية سيناء” التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، مبررة هجومها بأنه رد على اعتقال الشرطة المصرية لإمرأة من إحدى البلدات المجاورة، وتأتي هذه العملية في ظل تساؤلات عن الداعم والمسلح والأهداف من وراء هذه العمليات.

العملية التي جرت وإن كانت على يد تنظيم داعش الإرهابي، الا أن هناك أيدٍ خفية هي من تدير وتسير الأمور وفق مصالحها، فإذا ما درسنا الأحداث الارهابية التي تجري في سيناء دراسة موضوعية سنجد أنها تستهدف في مجملها الجيش المصري، وفق مخططٍ موحد يعمل على تنفيذه تنظيم داعش الارهابي في كافة أنحاء الدول المتواجد فيها، وهذا ما أكده “زياد الشيخلي” العقيد الركن في الجيش العراقي معتبراً أن زراعة هكذا تنظيم تحقق مجموعة من الأهداف منها إضعاف الجيوش العربية وإنهاكها، وذلك في تعليقٍ له على إمداد طائرات التحالف لتنظيم داعش الارهابي بالسلاح والمؤن.

قبل بحث دلالات الهدف ومن يعمل لتحقيق هكذا هدف، لا بأس بالإشارة الى أن تنظيم داعش الارهابي أوجده أكبر حليف للكيان الاسرائيلي، وهو امريكا، الأمر الذي يؤكده مدير مركز الأديان والصراعات بجامعة لندن “جيفري هانز” الذي أوضح أن أمريكا شجعت ضمنيا تنظيم داعش عن طريق الدعم، كما أشار الكاتب البريطاني “شيماس ميلين” في مقال له بصحيفة الغارديان الى أن واشنطن أسهمت بشكل أو بآخر في بزوغ نجم التنظيم.

امريكا التي تعتبر المؤسس لتنظيم داعش الارهابي تجمعها علاقات وثيقة بالكيان الاسرائيلي، فباراك أوباما أكد أن التزامه بضمان أمن الكيان الإسرائيلي “لا يتزعزع”، الأمر الذي يفسر عدم اصدار تنظيم داعش الارهابي أي بيان ضد هذا الكيان، فالتنظيم مصنوع بيد أمريكا الملتزمة بأمن الكيان الاسرائيلي، والهدف الذي سبق وذكرناه والذي يعمل التنظيم على تحقيقه يخدم هذا الكيان الذي يسعى أيضا الى اضعاف الجيوش العربية لينفرد جيشه بالقوة في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي كشفه الحاخام الإسرائيلي “نير بن ارتسي” حيث أكد أن تنظيم داعش الارهابي “بعثه الرب لتطهير الأرض من أجل اليهود” معتبراً هذا التنظيم حامياً لليهود.

كل هذه المعطيات تشير الى دعم وتورط الكيان الإسرائيلي في أحداث سيناء، ما يؤكده الناشط المصري “عيد المرزوقي” الذي يعتبر أن أحد الأهداف من العمليات الارهابية في سيناء هو تهجير الأهالي من تلك المناطق، كما يشير “المرزوقي” الى أن ارتباط الجماعات المنفذة بالكيان الاسرائيلي واضح حيث أن المنطقة الشمالية في سيناء تخلو من شبكات الاتصال المصرية رغم أنها تحت السيادة المصرية، وذلك وفقاً لشروط معاهدة “كامب ديفيد”، في حين أن شركات الاتصالات الاسرائيلية تتواجد في تلك المنطقة مما يدل على اشراف استخباراتي اسرائيلي في تلك المنطقة.

الأهداف المشتركة، والداعم المشترك المتمثل بواشنطن، اضافة الى حقائق عديدة، كلها تصب في خانة اشتراك الكيان الاسرائيلي في العمليات التي ينفذها تنظيم داعش الارهابي في سيناء وفي المنطقة العربية عموما، وهذا ما يدل على أن الكيان الاسرائيلي يقف وراء العمليات الارهابية التي تجري في البلدان العربية، وحتى لو كان هذا الكيان لا يتدخل بشكل مباشر وعلني، الا أن دعمه للأطراف المنفذة ليس على البصير بخفي.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق