السيد مقتدى الصدر وريث التاريخ الفكري والجهادي للعائلة
السيد مقتدى الصدر والمولود عام ١٩٧٣م في مدينة النجف الأشرف العراقية، والده المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر، وابن عمه لأبيه المرجع الديني الكبير والمجدد الفقيه السيد محمد باقر الصدر. يشهد تاريخ هذه العائلة بالتضحيات الجسام التي قدموها في سبيل العراق والأمة أجمع، إن كان على المستوى الفكري أو الجهادي، فالكتابات التي أتحفت فكر الأمة بالأفكار النيرة في كافة المجالات الدينية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية، والمسيرة الجهادية الرافضة للظلم والقمع الذي مارسته سلطات القمع العراقية آنذاك لا زالت حاكية عن نفسها، هي تلك المسيرة الحافلة بالتجارب والعبر التي لا زال العراق يستضيء بنورها ويستفيد منها في محنه اليوم في مواجهة مخططات الدول الطامعة بالعراق وجماعات التكفير العميلة للغرب والمنفذة لمخططاته.
التاريخ الفكري والجهادي للعائلة
قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) بحسب ما نقل عنه ما مضمونه: ان ابائي واجدادي إلى المعصوم كلهم ما بين عالم وعابد ومجاهد، فالسيد الشهيد رضوان الله تعالى عليه فرغ نفسه وحياته كلها في خدمة المجتمع بكافة جوانبه، فمحاضراته الفكرية والدينية ملأت الأصداء لتصبح مرجعاً يرجع إليه في التأليف والتنظير والتطبيق، وهو الذي وقف مجاهدا في وجه الحملات الفكرية الإستعمارية، والمخطط الفكري الذي أرادت منه دول الغرب آنذاك تدمير عقيدة المجتمع الإسلامي ومبادئه النيرة، واجه وقاوم هذا الفكر من خلال محاضراته وكتاباته التي فنّد فيها مبادئ الغرب وإدعاءاتهم ونظرياتهم المحطمة لبنية المجتمع، وفي الزمن الذي أراد فيه أعداء الأمة محاربة الإسلام مدعين بأن الإسلام يفتقد للنظريات الإقتصادية في إدارة الدول، كتب السيد الشهيد كتابه “اقتصادنا” والذي اذهل العقول وحير الأعداء، أمام هذا الفكر النير المستمد من الإسلام العزيز.
السيد الشهيد وأمام حملات النظام العراقي البائد بتدمير بنية المجتمع بمنهج القتل والتعذيب والقضاء على أي فكر معارض للظلم والإستبداد، خرج مناضلا مستنهضا للأمة التي لا زالت تأخذ منه مثالها الأعلى بعد مضي سنوات على شهادته على أيدي النظام البائد. السيد محمد صادق محمد الصدر ابن عم الشهيد محمد باقر الصدر والذي أكمل المسيرة الفكرية والجهادية بعد وفاة ابن عمه مناضلا مكافحا مستنهضا للأمة حتى شهادته، وبنت الهدى أخت الشهيد الصدر والتي أرعبت أعداء الامة آنذاك من خلال كتاباتها النيرة حتى شهادتها، وكتاباتها التي تحيي العقول لا زالت حاضرة في كل ساحات الجهاد والكفاح الفكري والعملي.
مقتدى الصدر الوريث الفكري والجهادي للعائلة
حمل السيد مقتدى الصدر ومنذ شبابه إرث العائلة الفكري والجهادي، وأمام ازدياد مستوى التحديات التي واجهها العراق مع الإحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣م، كبرت المسؤولية وعظمت، ليأتي مخطط أمريكا فيما بعد بإكمال اعتداءاتها داخل العراق من خلال جماعات التكفير، فأعطى السيد جل وقته للإهتمام بمحاربة المحتل ودحره عن الأراضي العراقية، كما والتصدي لجماعات التكفير، وقد وزع إهتماماته في سبيل ذلك على مخطط ثلاثي الأبعاد كما آبائه وأجداده، وفي عرض لهذا التدبير نذكر النقاط الثلاث التالية:
– عمل على تدعيم تنظيمه الشعبي الجهادي والمسمى بـ “لواء اليوم الموعود” بكافة الوسائل والتقنيات القتالية التي تتطلبها طبيعة المعركة من تدريبات عالية المستوى وتجهيزات وتنسيق وخطط قتالية، والذي تمكن من دحر المعتدي وبالتنسيق مع الأطياف العراقية الأخرى، وهو اليوم ومن خلال مشاركته وتنظيمه بتشكيلات الحشد الشعبي يسطر أروع الملاحم البطولية التي صارت فخرا وعزا للشعب العراقي.
– تدعيم مجاهدي “لواء اليوم الموعود” بالسلاح الفكري والديني الذي يعد الأمر الضروري والأهم في أي معركة مع المعتدي المحتل، وذلك من خلال الدورات الثقافية الإرشادية المكثفة ليتمكن مجاهدوها من محاربة الأعداء وجماعات التكفير بسلاح الفكر والعقيدة أيضا.
– العمل على التقارب مع الأطياف العراقية الأخرى في هيكلية موحدة والتي بدأت تثمر اليوم أكثر فأكثر من خلال بروز تشكيلات الحشد الشعبي، كما ووحدة الموقف السياسي والذي يظهر جليا في قرارات البرلمان العراقي.
إن لآل الصدر الدور الريادي والفعال على الساحة العراقية وفي كافة المجالات الجهادية والفكرية والإجتماعية وغيرها، هذا الدور الذي يقوده السيد مقتدى الصدر اليوم بجدية وفعالية وحكمة عالية، وما الحالة العراقية المقاومة والمتماسكة اليوم إلا حصاد عقود من الجهاد والكفاح والعمل لهذه العائلة المباركة كما سائر الأطياف العراقية. فما قاله السيد الشهيد محمد باقر الصدر من ان “ابائي واجدادي إلى المعصوم كلهم ما بين عالم وعابد ومجاهد” لا زالت مستمرة وتثمر حصادها.
المصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق