التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

محللون غربيون ينددون بالدعم الامريكي لجبهة النصرة الارهابية 

بعد ان واصلت جبهة النصرة الارهابية في سوريا عمليات القتل ضد المدنيين السوريين من مختلف الطوائف ومنها الطائفة الدرزية في قرية قلب لوزة تعالت الاصوات من قبل محللين وكتاب غربيين للتنديد بالموقف الامريكي تجاه هذه الجماعة قائلين ان واشنطن تتجاهل جرائمها كما قال كتاب آخرون ان واشنطن تتواطأ مع هذه الجماعات.

 

وفي هذا السياق قال الكاتب البريطاني، باتريك كوكبرن: إن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة أثبتت أنها لا تختلف عن تنظيم داعش، بعد ارتكابها مذبحة الدروز التي قتل فيها حوالي ٢٠ شخصا، بعد إجبار المئات على التحول للمذهب السني، إلا أن امريكا تراها حتى الآن جماعة إرهابية، لكن أقل خطورة من داعش ما يعنى تجاهل الجرائم التي ترتكبها.

وأشار كوكبرن في مقال بصحيفة إندبندنت يوم الأحد الماضي إلى أنه على الرغم من انتشار أعمال القتل في سوريا الا أن ما يميز مذبحة الدروز في قرية قلب لوزة هو أن جبهة النصرة نفذت المذبحة في الوقت الذي أحرزت فيه الجماعة انتصارات على قوات النظام السوري، وفي نفس الوقت تحرص على إظهار نفسها كجماعة مختلفة عن داعش وأكثر اعتدالا.

وبحسب كوكبرن فإن النصرة جماعة أنشأها داعش في ٢٠١٢ وانشقت عنه في ٢٠١٣ وتتشارك معه التعصب والكراهية.

وأوضح كوكبرن أن محاولات تحسين صورة جبهة النصرة ظهرت في الحلقة التي أذاعتها قناة الجزيرة واستضافت فيها زعيم النصرة، أبي محمد الجولاني في يوم ٢٧ مايو، ليتحدث فيها كيف أن النصرة أكثر عقلانية وأقل عنفا من داعش في التعامل مع الأقليات الدينية في سوريا، ومؤكدا أنه لن يتم استهداف المصالح الغربية.

وركز كوكبرن على الأعباء التي تسببها جبهة النصرة على باقى فصائل المعارضة، على الرغم من القوة التي تمثلها عسكريا، فمجرد وجودها يجعل من المستحيل الوصول لاتفاق سلام، لكنه في الوقت نفسه غير كاف لتحقيق انتصار عسكري صريح على قوات النظام السوري.

واختتم الكاتب البريطاني حديثه بالقول إن سوريا مزقتها حرب أهلية حقيقية ولا يمكن لأي طرف السماح بفوز الآخرين، مشددا على أن الموالين للنظام في دمشق يعرفون أن الاطاحة بالرئيس الأسد لن تفيدهم بشيء، وإذا تمت الإطاحة به قد يتم قتلهم مثلما حدث مع الدروز في قلب لوزة.

ماذا يقول روبرت فيسك ايضا ؟

في ردود الافعال المماثلة للمحللين والكتاب الغربيين سخر الكاتب البريطاني روبرت فيسك من دعم امريكا لبعض الجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، في مقاله الذي تناول فيه نظريات المؤامرة والقصص المزيفة التي تتحول إلى حقيقة.

وتطرق فيسك في هذا المقال الذي نشر يوم الاثنين إلى القضية التي وصفها بالغريبة حول “اعتدال” متمردي جبهة النصرة، الوحشيين والجلادين، كما وصفهم، الذين يلعبون بكارت تنظيم داعش لمغازلة امريكا، على حد تعبير الكاتب.

وأشار فيسك ايضا إلى ما قاله زعيم جبهة النصرة في قناة الجزيرة من قبل، حيث أعلن معارضة جماعته لداعش وبشار الأسد، وتعهد بحماية الأقليات المسيحية والعلوية في سوريا، موضحًا أن المسؤولين الأمريكيين يصفون هذا بالـ “هراء” أمام العالم، وأن أصحاب نظريات المؤامرة هم من يروجون إرسال امريكا براميل محملة بالأسلحة الجديدة لأعضاء الجماعة، وأن أمريكا لن تتعامل أبدًا مع أشخاص مدرجين على قائمتها للإرهاب.

ومضى فيسك قائلًا “إن القوى الغربية، وفقًا لما يقال للعرب، تآمرت لإشعال ثورات الشرق الأوسط في ٢٠١١، لنشر عدم الاستقرار والحرب الأهلية في العالم العربي، وإن الأمريكيين خططوا للتمرد ضد الأسد، بمعنى آخر، أوضح فيسك ان هدف جبهة النصرة الوحيد هو تدمير نظام الأسد، ومن ثم، هي في نفس الجانب الذي يقف فيه “المعتدلون”، وتستحق المساعدة العسكرية، وإذا كان المعتدلون غير قادرين على أن يقولوا للنصرة “لن نتعاون معكم”، فكيف تقدر الولايات المتحدة على ذلك؟” على حد قوله. 

واختتم مقاله بأنه ليس عليك أن تكون مراسلًا، إذا تجاوزنا عن أصحاب نظرية المؤامرة، لترى الإشارات الضوئية التحذيرية حول قصة “الحرب على الإرهاب”، في سوريا، موضحًا “لأن بعض الإرهابيين سيكونون قريبًا الإرهابيين الخاصين بنا، طالما أنهم يحاربون إرهابيين أكثر خطورة  .. فقط لا تذكر كلمة مؤامرة “.

 ويوما بعد يوم يكشف الغربيون كيف تتورط حكوماتهم في دعم الجماعات الارهابية في الشرق الاوسط وتستخدم هذه الجماعات كأداة لتنفيذ مخططاتها ضد دول وشعوب المنطقة، ومن المتوقع سماع المزيد من المواقف الغربية حينما ترفع هذه الجماعات الارهابية وتيرة عمليات القتل ضد الاقليات في المناطق التي تسيطر عليها سواء كانوا من الدروز او من المسيحيين او من الاكراد حيث ان الغربيين يعتادون إظهار انفسهم كمدافعين عن الاقليات في الشرق.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق