التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

محاولات السعودية لتأجيج الفتن داخل باكستان 

علاقةٌ وديةٌ تجمع السعودية مع باكستان، هذه العلاقة استمرت عقوداً طويلة من الزمن، فحبائل المودة التي جمعت البلدين شملت كافة الصعد والمجالات، وتابعت هذه العلاقة نموها المستمر الى أن قررت السعودية شن عدوانها على اليمن، عندها، ضعفت الحبائل وسقطت عباءة المودة التي كانت تلفهما، فالسعودية انصدمت بقرار باكستان الرافض للدخول في حلف القوات المعتدية على اليمن، الأمر الذي شكل مفصلاً تاريخياً في العلاقات الباكستانية السعودية.

 

القرار الباكستاني برفض المشاركة في العدوان على اليمن، جاء بعد أن قدمت السعودية طلباً مباشر ومن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمشاركة القوات البرية والجوية الباكستانية، فقرر رئيس الوزراء الباكستاني “نواز شريف” احالة القضية إلى برلمان بلاده حيث استمر النقاش وقتها اربع أيام لتنتهي برفض باكستان المشاركة في العدوان على اليمن، الأمر الذي شكل خيبة أمل كبيرة عند دول مجلس التعاون وخاصة السعودية، ونقلت صحيفة “الرأي اليوم” عن مصادر دبلماسية وصفتها “بالمطلعة” ما أسمته “ردة فعل” قوية جدا وعنيفة داخل الدولة السعودية بسبب الموقف الباكستاني؛ وهذا ما دفع السعودية الى القيام بردة فعل تؤنب بها الحكومة الباكستانية.

السعودية تعتمد في اجراءاتها التي تهدد بها باكستان على بث الفرقة والخلاف داخل حليفها القديم معتمدةً في ذلك على النفوذ الذي تملكه داخل المؤسسات العسكرية والمدنية الباكستانية، اضافة الى الجماعات المتشددة التي ترتبط بالسعودية والتي يمكنها أن تساهم في زرع التفرقة والخلافات داخل باكستان من جهة، وفي روابط باكستان بالدول المجاورة من جهة أخرى، فباكستان لاتستطيع اقامة أي روابط مع الدول المجاورة اذا لم تصادق السعودية على هذه الروابط، والا فإنها ستُحرم من المساعدات الاقتصادية التي تنالها باكستان من الرياض، وهذا ما حصل عندما وصل حزب الشعب بقيادة “آصف علي زرداري” الى السلطة، حيث حُرم من المنتجات النفطية السعودية بسبب تهمة وجهت له بالسعي الى التقرب من ايران.

السعودية تسعى أيضاُ الى بث الفرقة والاختلاف داخل باكستان من خلال الجماعات المتشددة التي تتبع لها، فتنظيم “جند الله” المنشق عن حركة “طالبان” الارهابية بايع تنظيم داعش الارهابي والذي يتلقى دعماً سعوديا حسب ما كشفه سلمان الموسوي، النائب عن ائتلاف دولة القانون بالعراق والذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، حيث أكد أن بلاده تملك أدلة ووثائق تثبت تورط الحكومة السعودية في دعم الإرهاب وتنظيم داعش الارهابي، الأمر الذي أكده أيضاً الكاتب والباحث “سايمون هندرسون” في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أشار فيه الى دعم السعودية للتنظيم.

انشقاق تنظيم “جند الله” عن حركة “طالبان” الارهابية ومبايعته لتنظيم “داعش” الارهبي المدعوم سعودياً كما ذكرنا، يؤكد أمرين؛ الأول أن السعودية تملك أعوان داخل الأراضي الباكستانية وتتمثل هذه الأعوان بتنظيم داعش الارهابي، والثاني أن حركة طالبان لا تخلوا من عناصر تابعة وموالية للسعودية والا لما كانوا انشقوا لينضموا الى تنظيم مدعوم سعودياً، وفي كل الأحوال فإن هذه التنظيمات المخترقة والمدعومة من الرياض تمارس أعمالاً ارهابية مدروسة كان من بينها عملية ارهابية وقعت في ١٣ من الشهر الماضي استهدفت الطائفة الاسلامية الشيعية مما أدى الى مقتل ٤٢ شخص.

العملية التي قام بها التنظيم الارهابي وان كانت ليس الأولى من نوعها الا أنها تحمل دلالات مختلفة هذه المرة، حيث تفسر على أن السعودية تحاول اشعال الفتنة والتفرقة في باكستان نتيجة مخالفة البرلمان الباكستاني لطلب الملك السعودي بالمشاركة في عدوان اليمن، هذه الفتيلة التي تسعى السعودية الى اشعالها في باكستان قد تنفجر مسببةً اشتعال البلاد بحرب دمويةٍ مؤسفة وخاصة اذا لم تتخذ حكومة اسلام آباد الاجراءات المناسبة تجاه الجماعات التكفيرية.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق