التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

رحيل الرئيس التركي السابق…سيرة حياته في سطور 

 فجر يوم الأربعاء، توفي الرئيس التركي التاسع “سليمان ديميريل” في العاصمة أنقرة، عن عمر يناهز ال ٩١ عاما إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة في المستشفى التي كان يعالج فيها. وقد ذكر البيان الصادر عن المستشفى إلى أن وظائف القلب والكلى ساءت بشكل بالغ مؤخرا، وعلى إثرها تم نقل “ديميريل” للعناية المركزة، موضحا أن الفريق الطبي المعالج قام بكافة التدخلات الطبية الممكنة، لكن المحاولات جميعها باءت بالفشل. “ديميرل” والذي كان قد ولد في ١ تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٢٤، عمل رئيسا للوزراء سبع مرات قبل أن ينتخب رئيسا للجمهورية التركية، وهو الرئيس التاسع لتركيا، كما أنه تولى رئاسة البلاد في الفترة من ١٦ أيار/مايو ١٩٩٣ إلى ١٦ مايو ٢٠٠٠.

 

ديميريل في عيون الأتراك

يرى الأتراك في سليمان ديميريل أسطورة سياسية حقيقية في الحياة التركية، فهو شخصية سياسية قل مثيلها. فالحياة السياسية النشطة له في المناورات الكبيرة والتي اتسعت حياته السياسية فيها على مدى ٤٠ عاما لثلاثة تدخلات عسكرية، والعديد من محاولات التدخل، وجد خلالها المسوغات لتقبل أشد خصومه وكسبه إلى جانبه.

خدماته العلمية قبل دخوله المعترك السياسي

تخرج سليمان في جامعة إسطنبول الفنية عام ١٩٤٩م مهندسا للقوى المائية. وكان يعمل في بحوث للري وأعمال الكهرباء في الفترة بين عام ١٩٤٩ – ١٩٥٠م في ديوان الإصلاح في امريكا. وقد عمل مهندسا في إدارة المسح الكهربائي في تركيا، كما عين رئيسا لإدارة الخزانات عام ١٩٥٤م. وقد أفاده هذا العمل كثيرا في تنفيذ برامج استثمارات ضخمة في البنية الأساسية فيما بعد، حين أصبح رئيسا للوزراء وجعله ينال لقب ملك الخزانات. وفي الفترة من أكتوبر ١٩٥٤م حتى يوليو ١٩٥٥م، ذهب مرة ثانية إلى امريكا في بعثة دراسية من بعثات آيزنهاور للتبادل العلمي، وأخذ يعمل باحثا لعدة شركات خاصة، وإدارات حكومية بما في ذلك إدارة كهرباء الريف، وإدارة المسح الجيولوجي، وديوان الإصلاح، وتي. في. إيه.

عند عودته إلى تركيا، عين مديرا لأشغال الهندسة المائية، وهي وظيفة شغلها في تركيا بين عامي ١٩٥٥ ـ ١٩٦٠م. وعمل مستشارا لمقاولات بين عامي ١٩٦٢ و١٩٦٤م، كما عمل مهندسا ومحاضرا في شعبة الهندسة بجامعة الشرق الأوسط الفنية.

نشاطه السياسي

في الوقت الذي كان نجم ديميريل يرتفع عاليا كانت تركيا في اتجاه معاكس، والجو السياسي في تعكر متزايد، ووقع الانقلاب العسكري في ٢٧ مايو ١٩٦٠، وأبعد ديميريل من منصبه، وأرسل إلى قطعات الجيش لقضاء فترة أداء الخدمة العسكرية. وفي هذه الفترة تأسست هيئة تخطيط الدولة، فكانت الحاجة ماسة إلى العديد من الخبرات اللامعة من أمثال ديميريل، مما جعله يكمل فترة خدمته العسكرية في العمل لدى هيئة تخطيط الدولة. وبعد انتهاء فترة الخدمة العسكرية عمل ديميريل في المقاولات ليكتسب الكثير من الألقاب، هذه الألقاب لم يشتهر بها ديميريل إلا بعد دخوله المعترك السياسي بانتسابه في عام ١٩٦٢ إلى حزب العدالة.

في المؤتمر العام لحزب العدالة عام ١٩٦٢ انتخب ديميريل عضوا في مجلس الإدارة العامة للحزب، وفي تلك الفترة كانت تركيا تعيش مرحلة فوضى ما بعد الانقلاب. أما الموت المفاجئ للفريق الأول المتقاعد راغب كموش بالا رئيس حزب العدالة، والحاجة الملحة آنذاك لرئيس للحزب، والخبرات والخدمات التي راكمها وأسداها ديميريل للشعب التركي، رفعت من حظوظه لرئاسة حزب العدالة والذي كان أول انتصار سياسي  إذ حصل على ١٠٧٢ صوتا بينما لم تتجاوز أصوات منافسه ٥٥٢ صوتا.

في عام ١٩٦٥م انتخب رئيسا لحزب العدالة، وظل في رئاسة الحزب حتى حل في عام ١٩٨٠م. وكان طوال هذه الفترة عضوا في البرلمان مندوبا لإسبرطة. ألف حكومة ائتلافية، كما كان نائبا لرئيس الوزراء في الفترة بين فبراير ـ أكتوبر ١٩٦٥م. ثم أصبح رئيسا لوزراء تركيا من أكتوبر ١٩٦٥م حتى مارس ١٩٧١م. ثم تولى أعمال رئيس وزراء تركيا بين عامي ١٩٧٧ – ١٩٧٨م، وكان يرأس ائتلافا حكوميا ثلاثيا. وكان رئيس الحزب الرئيسي المعارض بين سنتي ١٩٧٨ – ١٩٧٩م، ثم أصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى بين سنتي ١٩٧٩ و١٩٨٠م. وكانت الفترة التي قام فيها الانقلاب العسكري، وتعطلت فيها الأحزاب السياسية القيادية، من الفترات العصيبة في تاريخ ديميريل السياسي.

وفي عام ١٩٨٧م، وبعد إجراء استفتاء عام، رفع الحظر عن النشاط السياسي. انتخب سليمان ديميريل رئيسا لحزب الطريق القويم الذي شكل حديثًا، ودخل البرلمان بعد الانتخابات التي أجريت عام ١٩٨٧م، وكان يمثل إسبرطة. بعد انتخابات ٢٠ أكتوبر ١٩٩١م، تولى للمرة السابعة مسؤولية الحكومة التي شكلت من ائتلاف بين حزب الطريق القويم وحزب الشعب الديمقراطي الاجتماعي في ٢٠ نوفمبر ١٩٩١م. وفي مايو ١٩٩٣م، انتختب سليمان ديميريل رئيسا لجمهورية تركيا  مرة أخرى حتى العام ٢٠٠٠ م.

اواخر العام ١٩٧٧ والتي شهدت فترة تصاعد الأزمات الإقتصادية والحركات الإرهابية. وامام الوضع المتدهور بارتفاع نسبة التضخم وارتفاع أعداد القتلى نتيجة اعمال العنف في الصراع اليومي بين اليمين واليسار، وفقدان المواد الغذائية الرئيسية من الأسواق، وظهور الطوابير للحصول على الحاجيات في المدن الكبرى، سقطت الحكومة التي كان يقودها آجاويى آنذاك، وفتح المجال أمام ديميريل والتي اتخذت حكومته التي شكلها مجموعة من القرارات الإقتصادية والسياسية والعسكرية الجريئة التي لم يكن يتوقعها أحد وعرفت بقرارات ٢٤ يناير، وبتنفيذ مجموعة من التدابير الإقتصادية المهمة، وضعت حكومة ديميريل بذلك حدا لأعمال القتل، وانتهت بذلك طوابير الحاجيات. فاليوم تفتد تركيا رجل من رجالاتها السياسيين الذين عملوا فأحبهم الشعب.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق