التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

عراقيل وتعقيدات محادثات جنيف.. من يقف خلفها! 

 أظهر التأخير المتعمّد لوصول طائرة وفد صنعاء إلى محادثات جنيف “النيّة المبيتة” للسعودية تجاه أي حل يقوم على الحوار بين مختلف المكونات السياسية اليمنية. العرقلة السعودية جاءت هذه المرّة عبر إعاقة وصول وفد المكونات السياسية من صنعاء إلى جنيف بإيعازها لمصر والسودان بحجب تصريح عبور طائرة الأمم المتحدة وتأخير الوفد في مطار جيبوتي حوالي الـ٢٤ ساعة.

 

نجحت السعودية في منع وفد صنعاء من لقاء الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” لتمكين وفد هادي وحكومته المستقيلة من الانفراد بـ”كي مون” الذي بدوره أعلن إنطلاق محادثات جنيف بعد لقائه مع مبعوثه إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ وعدد من ممثلي الأطراف الإقليمية والدولية الراعية، مع وفد الرياض.

ولادة مؤتمر(محادثات) جنيف في ظل هذه الأحداث تشي بالبحث عن الأسئلة التالية: من الذي يعرقل محادثات جنيف؟ وما هو مستقبل المحادثات بين المكونات السياسية اليمنية؟

وفد الرياض

يرى محلّلون أن “المكتوب يظهر من عنوانه” في عرقلة الحوار بين الأطراف اليمنية، لأن سلطات الرياض التي حاولت أن تظهر المحادثات بين “حكومة شرعية وانقلابيين” وليس بين المكونات السياسية اليمنية، شعرت بخيبة أمل عقب إعلان الأمم المتحدة أن “مشاورات جنيف ليست بين أفراد ولا أطراف صراع، بل بين المكونات السياسية اليمنية سمّتها بـ “المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وأنصار الله وحلفائهم، واللقاء المشترك وشركائه والحراك الجنوبي السلمي”، لاستئناف الحوار وإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية”.

لم تنجح السلطات السعودية التي تواصل مساعيها الحثيثة لإفشال الحل السياسي في اليمن، لعدم الظهور في موقف العاجز عن تحقيق نتائج عسكرية في الميدان اليمني، لم تنجح بعرقلة وصول الوفد إلى جنيف، اذ يعتبر إصرار وفد صنعاء على إستكمال رحلته إلى جنيف صفعة قوية للرياض، فهم بذلك يكشفون للعالم الاساليب القذرة التي تستخدمها السعودية لافشال اية محاولات لحل الازمة اليمنية.

عندما يكرّر رئيس “وفد الرياض” رياض ياسين المطالب السعودية بأنهم حضروا فقط لمناقشة آليات تطبيق القرار٢٢١٦ المقترح والمقر بضغط خليجي سعودي، متجاهلاً اتفاق السلم والشراكة بين مرجعيات المسار السياسي المعتمدة من مجلس الأمن نفسه، فهو تعبير عن أمرين. الأمر الأول أن وفد هادي وحكومته المستقيلة “وفد الرياض” هو وكيل السعودية في المحادثات، وبالتالي كل ما يصدر عن هذا الوفد هو تعبير عن مطالب سعودية لا أكثر. أما الأمر الثاني فهو تأكيد على دعوى وفد صنعاء بعرقلة السعودية للمحادثات ولقرارات الأمم المتحدة بوضع شروط “تعجيزية”، فما فائدة الذهاب إلى جنيف إذا ما كان الهدف تطبيق القرار الأممي –السعودي ٢٢١٦، والذي رفضته كافةً الأطراف المتواجدة على الأراضي اليمنية؟

فشل السعودية التي أرادت “أن تبعث الكثير من الرسائل أنها قادرة على العدوان ليس فقط بالصواريخ والقنابل وإنما أيضاً من خلال عرقلة رحلة ومسيرة الوفد اليمني حتى يصل إلى جنيف”، حسبما أعلن عضو الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي اليمني عادل شجاع، ترافق مع تصعيد للعدوان السعودي على الشعب اليمني في محاولة أخرى لإفشال لقاء جنيف.

وفد صنعاء

يبدو واضحاً سياسة السعودية المتمثلة بوضع عراقيل أمام محادثات جنيف، في المقابل ما هو موقف وفد صنعاء من هذه المحادثات؟

لم يكن موقف وفد صنعاء مشابها لموقف “وفد الرياض” والرياض نفسها حيث أعلنت حركة أنصار الله على لسان المتحدث باسمها محمد عبد السلام أن “فريقه السياسي على استعداد تنازلات فقط من أجل اليمن”، كما أكّد الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام “عارف الزوكا” على أن “ذهاب المكونات السياسية إلى جنيف يهدف لوقف العدوان السعودي ورفع حصاره الجائر عن اليمن، واستئناف الحوار اليمني السياسي من حيث توقف قبل العدوان.” 

كذلك، لم يضع وفد صنعاء أي شروط مسبقة على المحادثات، بل أكد دائماً على كون إتفاق السلم والشراكة الموقع من كافة الأطراف المشاركة في المحادثات الحالية مرجعاً لأي إتفاق جديد، كما طالب بعض أعضاء الوفد بالحوار المباشر مع السعودية كونها الأصيل في العدوان.

يبدو واضحاً أن المساعي الأممية محفوفة بالمخاطر بسبب فقدان الثقة بالأمم المتحدة في وقف الغارات الجوية السعودية على اليمن من ناحية، وإعتراض وفد الرياض على حضور خمسة عشر شخصاً من وفد صنعاء من ناحية أخرى. يصر وفد الرياض على أن يكون كل وفد من الوفود المشاركة مكوناً من سبعة افراد حتى لا يجري الحوار بين القوى والأحزاب السياسية اليمنية. قد يوافق وفد صنعاء على مطالب وفد الرياض بتشكيل المحادثات على أساس الـ٧-٧، مقابل نجاح الأمم المتحدة في إقناع وفد الرياض بهدنة إنسانية بحلول شهر رمضان المبارك. 

بعيداً عن النتائج النهائية للمفاوضات، تظهر العراقيل السعودية جليةً في محادثات المكونات السياسية اليمنية، والسبب في ذلك يعود لضعفها على طاولة المفاوضات بسبب فشلها في تحقيق أي نصر ميداني، فهل سننتظر المحادثات حتى تنجح السعودية في تحقيق إنتصارات ميدانية على الشعب اليمني؟ أسئلة برسم الأمم المتحدة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق