التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الجماعات السلفية في غزة وتصادمها مع حماس 

قبل اسبوعين من الآن قتلت القوات الأمنية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة ناشطا في مجموعة سلفية يدعى سعيد الحنر اثناء محاولة اعتقاله من منزله في شمال مدينة غزة ما طرح تساؤلات حول هوية هذا الشخص وانتماءاته وكذلك الجماعة التي ينتمي اليها والتي تبنت اطلاق قذائف على اهداف داخل الكيان الاسرائيلي انطلاقا من قطاع غزة بعد قتل الحنر، كما ان هذه القضية تسببت بطرح تساؤلات حول مستقبل الاحداث وطبيعة العلاقات المتوترة بين الجماعات السلفية وحركة حماس في قطاع غزة.

وكان الناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة اياد البزم قد اوضح بعد قتل الحنر ان “احد العناصر الخارجة عن القانون” توفي اثناء محاولة اعتقاله بعد ان بادر باطلاق النار على قوى الامن ورفض تسليم نفسه”.

واضاف البزم ان هذا الشخص “حاول تفخيخ المنزل المتواجد به في منطقة حي الشيخ رضوان حيث وجد في المنزل احزمة ناسفة وعبوات تفجيرية وقذائف ار بي جي واسلحة مختلفة”.

 وذكر شهود عيان ان قوة كبيرة من قوى الامن حاصرت المنزل ثم حدث اشتباك عنيف مسلح ما ادى الى مقتل الحنر، وقال احد سكان المنطقة ان الحنر من “عناصر مجموعة انصار الدولة الاسلامية في بيت المقدس” التابعة لتنظيم داعش الارهابي.

وعرضت وزارة الداخلية على موقعها الالكتروني صورا للاسلحة التي عثر عليها بعد مقتل الحنر.

وبعد مقتل الحنر اطلق تنظيم سلفي يدعى “كتائب عمر” قذيفتين باتجاه اهداف اسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة وقال التنظيم في تغريدة له في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي إن “اطلاق القذيفتين جاء رداً على قتل افراد حركة حماس أحد الناشطين السلفيين في غزة وهو يونس سعيد الحنر”، وإن “احدا لن يمنعه من مواصلة الهجمات على اسرائيل”.

وصدر بيان عن “كتائب عمر” يحمل شعارا لتنظيم داعش الإرهابي اعلنت فيه مسؤوليتها عن إطلاق ما سمته “غزوة” ثأرية للحنر الذي قالت إنه  “قتل إرضاء لليهود” وأضافت أن “هذه الغزوة بدأت بقصف إسرائيل بثلاثة صواريخ”.

وعلى اثر ذلك شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات على ثلاثة مواقع تدريب لحركتي المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي وقالت مصادر فلسطينية ان الغارات الاسرائيلية استهدفت معسكري تدريب لكتائب عز الدين القسام التابعة لحماس في مدينة غزة ومعسكراً آخر للجهاد الاسلامي في منطقة خان يونس، وأشارت الى ان أضراراً كبيرة لحقت بهذه المعسكرات من غير ان يبلغ عن اصابات.

وأفاد مصدر أمني اسرائيلي ان “اسرائيل تعتبر حماس مسؤولة عن كل ما يجري في قطاع غزة”، مشيرا الى ان “مواجهات وقعت خلال الايام الاخيرة بين افراد الحركة وجهات سلفية في القطاع”. وقال إن “حركة حماس نشرت قواتها في بعض مناطق قطاع غزة سعيا الى اعادة تطبيق التهدئة”.

وادعى المعلق العسكري للقناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي بار شالوم “أن حركة حماس بعثت برسالة عبر وساطة تركية إلى اسرائيل بعد انطلاق الصواريخ من قطاع غزة صوب اسرائيل قالت فيها إنها ستحاسب الجهة التي أطلقت الصواريخ، مشددة على أن مطلقي تلك الصواريخ من أنصار داعش”. وقالت القناة الاولى إن “اسرائيل أبلغت الوسيط التركي وهو موظف رفيع في وزارة الخارجية التركية أنها ترى في حماس الجهة المسؤولة عن كل هجوم ينطلق من قطاع غزة”.

وقد أتت هذه التطورات بعد أيام من إصدار تنظيم داعش بياناً تبنى فيه استهداف القيادي في حركة حماس صابر صيام، بعبوة ناسفة أثناء وجوده في محله التجاري في غزة حيث حذر داعش في بيانه عناصر الأجهزة الامنية في القطاع، مهدداً باستهدافهم ما داموا مستمرين بالمشاركة بما وصفه بالحرب المعلنة ضد الموحدين، وفقاً للبيان.

وليس إستهداف داعش لقياديين في حركة حماس الاول من نوعه وفي هذا السياق يجب الانتباه الى الامور التالية:

1-   ان الخلاف بين تنظيم داعش وحركة حماس يتجاوز حدود القطاع ليصل إلى مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، حيث المعارك العنيفة بين “أكناف بيت المقدس” المقربة من حماس ومقاتلي داعش شهدها المخيم وراح ضحيتها عشرات المقاتلين من الأكناف، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى داعش في اغتيال القيادي الحمساوي في مخيم اليرموك، يحيى حوراني (أبو صهيب) نهاية آذار/ مارس من العام الحالي. وقد قامت حركة حماس باعتقال نحو تسعين عنصرا سلفيا في قطاع غزة بعد احداث مخيم يرموك وقيام عناصر داعش بقتل كوادر وقيادات مقربة من حماس في ذلك المخيم.

2-   ان الجماعات السلفية في قطاع غزة قد فقدت هيكليتها التنظيمية وسبب ذلك أمران أولهما انتقال الجماعات السلفية من قطاع غزة الى سيناء المصرية بالتزامن مع انطلاق الربيع العربي في عام 2010 حيث عمدت هذه الجماعات الى مواجهة الجيش المصري، والأمر الثاني هو ظهور تنظيم داعش في المنطقة وتشكيل ما يسمى بالخلافة الاسلامية في العراق ما ادى الى تشتيت صفوف الجماعات السلفية خاصة الموجودة منها في قطاع غزة والتي كانت ولازالت تنتمي الى تنظيم القاعدة.

3-   يجب الانتباه ان هذه تعتبر المرة الأولى التي يقوم فيها تنظيم داعش الإرهابي او جماعة منتمية اليه بنتنفيذ عملية عسكرية ضد الكيان الاسرائيلي.

ونظرا الى سوء الاوضاع المعيشية والاقتصادية والسياسية والامنية في قطاع غزة والذي نجم عن العدوان الاسرائيلي في العام الماضي فإن احتمال الصدام بين حماس والجماعات السلفية المنتمية الى داعش سيزداد يوما بعد يوم وان ذلك يعود بالنفع على الكيان الاسرائيلي من جهة كما سيكون له اضرار لهذا الكيان فانشغال فصائل المقاومة ومنها حماس بمواجهة الجماعات السلفية وتغيير اولوية هذه الفصائل نحو قتال هذه الجماعات السلفية سيضعف من قوة فصائل المقاومة وسيكون لصالح الكيان الاسرائيلي، ولكن من جهة أخرى فإن قيام حماس بممارسة الضغط الشديد على الجماعات السلفية يمكن ان يؤدي الى استمرار الهجمات الصاروخية لهذه الجماعات على الكيان الاسرائيلي.

 المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق