التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

تجربة حزب الله وآثارها على مجريات الحرب في اليمن 

 منذ اليوم الأول لبدء العدوان السعودي على اليمن شبَّه مراقبون الأسلوب الذي تنتهجه السعودية في حربها بالأسلوب الذي انتهجه الكيان الاسرائيلي في عدوانه على لبنان عام ٢٠٠٦م، وهنا قد يسأل سائل ما هي أوجه الشبه بين كلا العدوانين؟  وما هي عوامل صمود وثبات حركات المقاومة في وجه هكذا عدوان؟ هل استفادت حركة أنصار الله واللجان الشعبية اليمنية من تجربة حزب الله اللبناني حقاً؟

 

عدوانان بمعالم وخطط واحدة:

تتبنى السعودية في حربها على اليمن أسلوباً عسكرياً يشبه إلى حد كبير  أسلوب الكيان الإسرائيلي في حروبه ضد حركات المقاومة في الأونة الأخيرة؛ خصوصاً حرب تموز صيف عام ٢٠٠٦ والتي حقق فيها حزب الله نجاحاً باهراً شهد له به العدو قبل الصديق، وإذا ما أردنا تلخيص أوجه الشبه بين الأسلوب العسكري السعودي في اليمن اليوم وأسلوب الكيان الإسرائيلي في حرب تموز فإننا سنخلص إلى النقاط التالية:

١- الاعتماد على سلاح الجو وشن عدد كبير جداً من الغارات الجوية.

٢- بنك أهداف واسع جداً يتخطى الأهداف العسكرية ليطال المدن والقرى وكل مظاهر الحياة البشرية.

٣- تخوف من خوض غمار حرب برية بشكل مباشر.

٤- العمد إلى استهداف المدنيين والتسبب بخسائر بشرية كبيرة بهدف الضغط على الخصم ودفعه إلى الاستسلام.

٥- تدمير البنى التحتية وإحداث أكبر ضرر ممكن في المرافق الحيوية من جسور وطرقات وسدود ومحطات توليد كهرباء ومحطات ضخ مياه ومستشفيات وغيرها.

٦- تطبيق حصار جوي وبحري وبري كامل ومنع وصول المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية.

٧- العمل على تهجير أكبر نسبة ممكنة من السكان المحليين بغية ممارسة الضغط على الخصم ودفع جمهوره إلى انتقاده وتحميله مسؤولية ما يحدث.

٨- حرب إعلامية ضخمة تقودها وسائل إعلامية عربية كبيرة بهدف تشويه الحقائق وقلب الأحداث والعمل على نشر الخوف والذعر بين الناس.

عوامل صمود حركات المقاومة:

تستند حركات المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن في صمودها في وجه الحروب الإسرائيلية والسعودية إلى عدة عوامل من أهمها:

١- جميع حركات المقاومة من حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وحركة أنصار الله تقاتل دفاعاً عن أرضها الأمر الذي يعطيها دافعاً معنوياً كبيراً جداً.

٢- كون هذه الحركات تقاتل على أرضها فإنها أخبر بطبيعة الميدان العسكري وتتمتع بقدارت كبيرة على المناورة وتوجيه ضربات قاسية للعدو.

٣- تتمتع حركات المقاومة بدعم شعبي منقطع النظير، حيث تنظر شعوب المنطقة إلى هذه الحركات بإعتبارها حركات مقاومة تحررية تصد عدواناً همجياً لا يفرق بين كبير وصغير.

٤- تستند حركات المقاومة في عملها العسكري إلى عقيدة جهادية قوية وإيمان راسخ، هذا الأمر انعكس ايجابياً على ثبات المقاومين في المعارك وقيامهم بأعمال بطولية سُجلت لهم، وهنا يمكننا التذكير بوادي الحجير في جنوب لبنان والذي تمكن فيه بضعة مقاومين من حزب الله من إسقاط أسطورة الصناعة العسكرية الإسرائيلية “دبابة الميركافا” وتحويلها إلى مقابر للجنود الإسرائيليين.

تجربة حزب الله في لبنان قدوةٌ لصمود حركة أنصار الله الإسلامية في اليمن:

بعد الانتصارات التي حققهتا عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٦، تحولت المقاومة الإسلامية في لبنان إلى قدوة لجميع حركات المقاومة في المنطقة، وأضحت تجربة حزب الله وصموده في وجه آلة الحرب الإسرائيلية مثالاُ يحتذى لدى هذه الحركات، هذا الأمر ينطبق على حركة أنصار الله الإسلامية، والتي يظهر جلياً تأثرها بمسيرة حزب الله في لبنان واستراتيجيته التي انتهجها في حروبه مع الكيان الإسرائيلي، ومن أهم مظاهر هذا التأثر:

١- قيادةٌ حكيمةٌ وواعية لها حضورها الشعبي وصدقيتها ومحبوبيتها.

٢- الاستفادة من الحرب الإعلامية والصدق في نقل المعلومة وممارسة فنون الحرب النفسية بمهارة عالية.

٣- العمل على استغلال نقاط ضعف العدو.

٤- اعتمادها على حرب العصابات، لا تمتلك المجموعات المقاتلة مقراً ثابتاً، فهي تعمل على الحركة الدائمة، الأمر الذي يحول دون استهدافها من قبل الطائرات المعادية.

٥- منظومة عسكرية متماسكة منظمة ومطيعة تمنع اختراقها أمنياً، وتحافظ على سرية مخازن السلاح التابعة لها.

٦- عدم التمسك بمكان معين والاعتماد على مبدأ الكر والفر.

٧- التدرج في استهداف أراضي العدو من حيث نوعية وكمية ومدى الصواريخ والقذائف.

٨- العمل على نقل المعركة إلى داخل أراضي العدو من خلال الصواريخ بعيدة المدى، هذا الأمر يتسبب بضغط نفسي وعسكري كبير على العدو، ويعمل على اشغاله بترميم تصدع جبهته الداخلية.

٩- استخدام الأسلحة والصواريخ بشكل تصاعدي، وحُسن اختيار السلاح بما يتوافق مع المكان والزمان.

١٠- الضغط على العدو عسكرياً بهدف إجباره على ايقاف العدوان أو دفعه إلى إرسال قوات برية.

١١- الاعتماد على الخنادق والأنفاق تحت الأرض والتي تتيح لعناصر المقاومة حرية التنقل والإختفاء.

١٢- مستوى تدريب عسكري مهني وعال جداً.

١٣- منظومة استطلاع واستخبارات تمكن من الوصول إلى معلومات خطيرة ومهمة عن العدو وتحركاته وتعمل على عدم اختراق العدو لهيكلية المقاومة.

١٤- الإعتماد على مجموعات مقاتلة مستقلة لكل منها قائدها الخاص، هذا الأمر يفشل محاولات العدو لقطع أوصال المقاومة وعزلها عن قادتها.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق